مفهوم التخطيط

كتابة:
مفهوم التخطيط

مفهوم التخطيط

يُعتبَر التخطيط (بالإنجليزيّة: Planning) واحداً من أهمّ المَهامّ الإداريّة في المُنظَّمات، والمشاريع المختلفة؛ حيث يُوفِّر معلومات دقيقة تساعد على التنبُّؤ بالمُستقبل، ويُحدِّد ما هو مطلوب من الوظائف، كما يسمح للإدارة بتحديد ما تريده من أهداف؛ لتُحقِّق الاستفادة المطلوبة في العمل، كما أنّ التخطيط لا بُدّ أن يتَّصف بالاستمراريّة، وهو أولى الخطوات التي يجب على الإدارة اتِّباعها؛ سَعياً لتحقيق ما تطمح إلى تحقيقه من غايات، علماً بأنّه لا بُدّ أن يكون مَبنيّاً على ركائز واضحة، وثابتة تعتمد على العقل.[١] ومن هنا كان من المهمّ بمكان تسليط الضوء على مفهوم التخطيط، وأهمّيته، وأنواعه، وشروط نجاحه، ومُعوِّقاته.


تُعَدُّ كلمة التخطيط مصدراً للفعل (خطَّطَ)، يُقال: خطَّطَ، يُخطِّط، تخطيطاً، فهو مُخطِّط، واسم المفعول منه مُخَطَّط؛ إذ يُقال: يُخَطِّطُ مَشْرُوعاً خَاصّاً بِهِ؛ أي يُهَيِّئُهُ ، ويَضَعُ لَهُ خُطَّةً، كما يُقال: خَطَّطَ طَرِيقاً؛ أي وَضَعَ لَهَا خُطُوطاً، وَحُدُوداً، والتخطيط لغة يعني: وَضْع خُطَّة مدروسة للنواحي الاقتصاديَّة، والتعليميَّة، والإنتاجيَّة، وغيرها، تُنفَّذ في أجلٍ محدودٍ.[٢] كما ورد تعريف التخطيط في قاموس (أكسفورد) على أنّه: عمليّة وَضع الخُطَط التي تتعلَّق بأمرٍ ما.[٣] أمّا التخطيط اصطلاحاً، فقد وردت فيه عدّة تعريفات، من أبرزها ما يأتي:

  • يرى (هنري فايول) أنّ التخطيط: "يشمل التنبُّؤ بما سيكون عليه المُستقبل، مُتضمِّناً الاستعداد لهذا المُستقبل".[٤]
  • يرى (أحمد السيّد مصطفى) أنّ التخطيط هو: "فنُّ التعامُل مع المُستقبل، وأنّه الوظيفة المُبكِّرة، أو نقطة البداية في أيّ عمليّة، وأنّه يتضمَّن تصميم الأهداف، وتقييمها، واختيار المُناسب منها، وتحديد كيفيّة بلوغها، من خلال برامج، وأنّ هذه الأهداف هي بمثابة معايير؛ لقياس الأداء الفِعليّ، فـالتخطيط يقـوم علـى عُنصرَين أساسيَّين: التنبُّؤ بالمُستقبل، والاستعداد للمُستقبل".[٥]
  • عرَّفه (جورج تيري) على أنّه: "الاختيار المُرتبِط بالحقائق، ووَضع استخدام الفروض المُتعلِّقة بالمُستقبل، عند تصوُّر، وتكوين الأنشطة المُقترَحة التي يُعتقَد بضرورتها؛ لتحقيق النتائج المَنشودة".[٥]


ومن خلال ما سبق، فإنّه يمكن استنتاج أنّ التخطيط هو: عمليّة منهجيّة تتمّ ضمن إطار استراتيجيّ، وبشكل منهجيّ يهدف إلى تحديد المبادئ، والأهداف، والأولويّات، وبما يضمن التفكير في ما سيكون مُستقبلاً.[٦]


أهمّية التخطيط

للتخطيط أهمّية بالغة تتمثّل في العديد من النقاط، وفي ما يأتي ذِكرٌ للبعض منها:[٦]

  • المساعدة على تركيز استخدام الموارد في ما يضمن تحقيق الأهداف المنشودة.
  • يتابع عمليّة تنفيذ المَهامّ بشكل مُستمرّ.
  • المساعدة على اتِّخاذ القرارات، وتحديد الأولويّات.
  • المساهمة في تحقيق أهداف التنمية.
  • المساعدة على تحقيق الفهم الواضح، والإدراك التامّ للأهداف، والغايات المنشودة.
  • تعزيز عمليّة التواصل بين أعضاء العمل.


أنواع التخطيط

يُقسَم التخطيط إلى عدّة أنواع، وذلك على النحو الآتي:[٧]

* تِبعاً للمدى الزمنيّ: حيث يُقسَم إلى الأنواع الآتية: 
    • التخطيط طويل المدى: ويستمرّ هذا النوع من التخطيط لمدّة 5 سنوات، إذ يكون ضمن اهتمامات الوزارة، والمُؤسَّسات الكُبرى.
    • التخطيط مُتوسِّط المدى: حيث تستمرّ مدّته إلى أكثر من سنة، إلّا أنّها تقلّ عن 5 سنوات في الغالب، وتهتمّ بهذا النوع من التخطيط غالبيّة المؤسَّسات الاقتصاديّة، والإدارة.
    • التخطيط قصير المدى: ويستمرّ لمدّة تقلّ عن السنة الواحدة، حيث يتمّ التخطيط للأهداف العامّة، ثمّ الانتقال إلى التخطيط لكلّ جزء.
  • تِبعاً لنطاق التأثير: حيث يُقسَم إلى الأنواع الآتية:
    • التخطيط الاستراتيجيّ: حيث يحرص على الشؤون العامّة للمُنظَّمة، ويكون فيه عنصر المشاركة واضحاً بشكل مُتَّسِق، بَدءاً من التوجيه الذي تحرص عليه الإدارة العُليا، وانتقالاً إلى المستويات الإداريّة الأخرى جميعها، ممّا يساعد على تطوير المُنظَّمة، وانسجام وحداتها المختلفة.
    • التخطيط التكتيكيّ: وهو يهتمّ بتنفيذ الخطط المُتَّفق عليها في الخطط الاستراتيجيّة، كما يهتمّ بتحديد المسؤوليّات، والأساليب، علماً بأنّه يتميّز بكونه يستغرق مدىً زمنيّاً أقصر من التخطيط الاستراتيجيّ.
    • التخطيط التشغيليّ: أو ما يُسمَّى ب(التنفيذيّ)، وهو يتضمّن إنجاز المهامّ إلى حين الوصول إلى الرضى في التنفيذ، حيث يتميّز هذا النوع بأنّه يستغرق مدّة زمنيّة أقصر من سابقَيه (بمقدار سنة واحدة أو أقلّ).
ومن الجدير بالذكر أنّ هناك عدّة أنواع أخرى للتخطيط، وهي:
  • التخطيط النوعيّ، والذي يأخذ الإمكانيّات الاجتماعيّة، والعمرانيّة، والطبيعيّة، والاقتصاديّة جميعها بعين الاعتبار.
  • التخطيط الشامل، والذي يركِّز الاهتمام على عاملٍ واحد أكثر من العوامل الأخرى، أو أنّه قد يتجاهلها أساساً.


شروط نجاح التخطيط

لتحقيق النجاح في عمليّة التخطيط، لا بُدّ من تحقُّق الشروط الآتية:[١]

  • وضوح الأهداف، بحيث تكون مُحدَّدة بشكل لا يقبل الاجتهاد، بالإضافة إلى تهيئة النتائج التي يتمّ توقُّعها، والجداول الزمنيّة بشكل دقيق.
  • الالتزام من قِبل المُنفِّذين جميعهم في المُنظَمة، ومن قِبَل المُخطِّط نفسه أيضاً طوال عمليّة التخطيط.
  • صحّة المعلومات، والإحصائيّات التي تُعبِّر عن الواقع المُتوفِّر، حيث إنّ الفشل في تحقيق الأهداف المطلوبة يرتبطُ بالتنبُّؤ العشوائيّ الذي يعتمد على ما هو غير موضوعيّ من حقائق.
  • الواقعيّة، بحيث تكون الأهداف قابلة للتنفيذ ضمن ما هو مُتاح من إمكانيّات، وبشكل يتلاءم مع ما هو سائد من المُعطيات.
  • كفاءة الجهاز الإداريّ، جيث لا بُدّ من الاهتمام بالعنصر البشريّ الذي يُعَدُّ الأساس في عمليّة تنفيذ الخطط، من حيث إعداده علميّاً، وفنّياً.
  • البدائل، والأولويّات، حيث لا بُدّ من ترتيب الأولويّات، واختيار البدائل المناسبة لتنفيذ الخطّة، ممّا يعني نجاحها.
  • البساطة؛ وذلك ليسهلَ فهمها، وإدراكها من قِبَل من يُنفِّذونها جميعهم.


مُعوِّقات التخطيط

قد تُواجه عمليّة التخطيط بعض المُعوِّقات التي تُعرقل نجاحها، ومن بينها ما يأتي:[٨]

  • عدم تمتُّع الخُطَط بالمرونة.
  • عدم الالتزام الكافي بعمليّة التخطيط.
  • صعوبة الوصول إلى التنبُّؤات الدقيقة التي تتعلَّق بالمُتغيِّرات البيئيّة في النشاط الخاصّ بالمُنظَّمة.
  • ازدياد تكاليف عمليّة التخطيط.
  • صعوبة الحصول على ما تحتاجه عمليّة التخطيط من معلومات موثوقة، وبشكلٍ كافٍ.
  • مقاومة بعض الأفراد، والقيادات الإداريّة في المُنظَّمة -أحياناً- لعمليّة التخطيط؛ حيث إنّها عمليّة تهدف إلى التغيير، والابتكار، والتطوير.


المراجع

  1. ^ أ ب بركان عـادل (2011م)، واقع التخطيط في المنشآت الرياضيّة ولاية خنشلة، سوق أهراس: المركز الجامعي محمد الشريف مساعدية، صفحة 39، 3. بتصرّف.
  2. "تعريف و معنى تخطيط في قاموس المعجم الوسيط"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2018.
  3. "Planning", en.oxforddictionaries.com, Retrieved 30-12-2018.
  4. د. مروان جوبر (2018م)، التخطيط والبرمجة التربوية للأنشطة البدنيّة والرياضيّة، الجزائر- فيسديس: جامعة مصطفى بن بولعيد باتنة، صفحة 2. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ساحلي مبروك، مناهج وتقنيات الدراسات المستقبلية وتطبيقاتها في التخطيط، الجزائر: جامعة أم البواقي، صفحة 2. بتصرّف.
  6. ^ أ ب Janet Shapiro, Overview of Planning , Johannesburg: CIVICUS, Page 5-4. Edited.
  7. مصطفى مدوكي (2014م)، عموميّات حول التخطيط، بسكرة: جامعة محمد خيضر، صفحة 10-17. بتصرّف.
  8. التجاني قاسمي، وعبدالغني سعيد (2015م)، التخطيط وعلاقته بتسيير المؤسسة، الوادي: جامعة الشهيد حمه لخضر، صفحة 47. بتصرّف.
6372 مشاهدة
للأعلى للسفل
×