محتويات
تعريف الترادف في اللغة العربية
هو لفظ مُشتق من الفعل "ردف"،كما أنّ الترادف هو اختلاف الألفاظ وتعددها مع تشابه معناها،[١] والمقصود بالترادف في اللغة: التتابُع، فعندما نقول ترادف الشيء أي تبع بعضه بعضا، ويساعد على إثراء اللغة العربية بسبب غناه بالمُترادفات، فالألفاظ تتشابه بالمعاني وإن كانت دلالاتها مُختلفة، فمثلا: "قدح" تختلف عن "كأس" بدلالتهما رغم تقارُب معناهما.
اختلاف اللغويون حول ظاهرة الترادف
اختلف اللغويون في وجود الترادف في اللغة بين مُؤيد ومُعارض على النحو الآتي:
المؤيدون لوجود الترادف
ممّن أيّد وجوده الأصمعي (ت216هـ)، وابن خالويه (ت370هـ)، والفيروز آبادي(ت817هـ)، وغيرهم من عُلماء اللغة وذلك بسبب ما يأتي:
- لا يترتب على وجوده حصول محال.
- قد بان في اللغة بعد التمعّن في ألفاظها.
فمثلاً يُمكن القول "السيف" أو "الحسام"؛ لأنّ الكلمتين تدلّان على معنى واحد.[١]
المُعارضون لوجود الترادف
من الذين أنكروا وجوده ابن فارس(ت360هـ)، وأبو علي الفارسي(ت377هـ)، وأبو هلال العسكري ( ت395هـ)، وغيرهم من علماء اللغة، وذلك لأنّ كلّ لفظة في اللغة وُضعت لتوصيل فائدة ما، وإذا كان هناك ترادُف، هذا يُؤدي إلى تهميش اللفظ الآخر بحيث يُصبح غير مُفيد، إذًا الاعتراف به يعني هدم الهدف الذي وُضعت لأجله الألفاظ.
أسباب حدوث الترادف
هناك أسباب عديدة أدّت إلى استخدام أكثر من لفظ لمعنى واحد، منها:
- اختلاف اللغات عند العرب
العرب قبائل، وتحت كلّ قبيلة هناك عشائر وفصائل، ولا بدّ أنّ هذا الاختلاف بالألفاظ والتعدُّد جاء من الفروع، فأدّى إلى اختلاف الدلالة للفظ الواحد باختلاف القبائل التي تنطق به.[٢]
مثال ذلك: "رووا أنّ أبا هريرة لما قدم من دَوس عام خيبر، لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد وقعت من يده السكين. فقال له: ناولني السكين! فالتفت أبو هريرة يمنة ويسرة ولم يفهم ما المُراد بهذا اللفظ، فكرّر له القول ثانيةً وثالثةً وهو يفعل كذلك، ثمّ قال: المدية تريد؟ وأشار إليها، فقيل له: نعم! فقال: أو تسمّى عندكم سكينا؟ ثمّ قال: والله لم أكن سمعتها إلّا يومئذ، ودوس بطن من الأزد."[٣]
- الواضع واحد
يضع شخص ما لفظين مُترادفين؛ كي يكون المُتكلم حرًا باختيار اللفظ الذي يُناسبه، وليكون هناك أكثر من طريقة للإخبار عن الشيء، فتستطيع أن تقول "الأسد" بدلا من "الأخنس".[٤]
- أسباب لسانية
تختلف الألفاظ عن طريق تغيّر يحدُث في أصواتها، وذلك يكون بتغيّر حركة في اللفظ، أو زيادة حروف، أو إزالة حروف، أو قلب مكاني.[٥]
كلمات مُترادفة في اللغة العربية
فيما يأتي كلمات مُترادفة في اللغة العربية:
- البيداء والصحراء
البيداء هو الفلاة والمفازة المستوية يجرى فيها الخيل، وتكون قليلة الشجر جرداء، أمّا الصحراء هي الأرض المُستوية اللينة تطيف بها حجارة، وتكون واسعة لا نبات فيها ولا جبال.[٦]
- الجسم والجسد
الجسم هو ما يكون فيه روح وحركة، والجسد هو ما لا يكون فيه روح وحركة.[٧]
- الحرامي واللص
الحرامي هو فاعل الحرام، يسرق في النهار أمام الناس، أمّا اللص فهو يسرق ليلاً بدون علم الناس.[٨]
الخلاصة أنّ الترادُف هو عبارة عن كلمات مُتعددة ومُختلفة، يكون لها نفس المعنى أو معنى مُتقارب، بالإضافة أنّ هناك كلمات تختلف في دلالتها.
المراجع
- ^ أ ب جنوار عبدي، كتاب الترادف في فقه اللغة وعلم الدلالة، صفحة 47. بتصرّف.
- ↑ مصطفى صادق الرفاعي، تاريخ آداب العرب، صفحة 114. بتصرّف.
- ↑ مصطفى صادق الرفاعي، تاريخ آداب العرب، صفحة 122. بتصرّف.
- ↑ "ظاهرة الترادف في العربية"، بتصرّف.
- ↑ مصطفى صادق الرفاعي، تاريخ آداب العرب، صفحة 88. بتصرّف.
- ↑ وليد عبد المجيد إبراهيم، الترادف في اللغة العربية، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ وليد عبد المجيد إبراهيم، الترادف في اللغة العربية، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ وليد عبد المجيد إبراهيم، الترادف في اللغة العربية، صفحة 18. بتصرّف.