مفهوم التغيير التربوي

كتابة:
مفهوم التغيير التربوي

التغيير التربويّ

يعدّ التغيير المستمر في جميع مجالات الحياة من أبرز خصائص عالمنا المعاصر، والذي يُمكن أن يحدث في أيّ أمر من أمور حياتنا، ممّا يفرض على الإدارات المعاصرة حقيقة واقعية تُفيد بأنّها أصبحت أداة لإحداث التغيير وإداراته إنطلاقاً من أساليب الشورى والمشاركة والديموقراطية من أجل تحقيق التغيير الفعّال لأيّ منظمة، على عكس حقيقة التغيير في السابق، والذي كان يُفرض على العاملين فرضاً بواسطة السلطة والذي كان ينتج عنه مقاومة ورفض لهذا التغيير.


أما التغيير التربوي فيعرفه كلّ من مارش واودن بأنّه: مجموعة من الشروط التي بموجبها تغيرّت المناهج والتعليمات في كل مدرسة، كما أن التغيير يُشير إلى التجديد والخروج عن المألوف أو الانتقال من الوضع الحالي إلى وضع آخر جديد، أو قد يُقصد به فكرة أو تطبيق أو ممارسة يقوم بها الأفراد من أجل إحداث تجديد لتحقيق أهداف مرغوب بها أساسيّة مخططة ومرسومة.


أهمية التغيير التربويّ وأهدافه

هناك تحوّلات أساسيّة في النظام التربوي أدّت للاهتمام بالتغيير التربوي مثل الاهتمام بالكيف لا الكم، ومن الاستقلالية للاهتمام المتبادل، ومن الوحدة الى التنوّع، ومن السلطة الى التشارك الحقيقي ما بين أفراد النظام التربوي، كما تنبع أهمية التغيير من الحاجة لمواكبة التطور السريع في مجالات الحياة المختلفة عامة والنظام التربوي خاصة، فقد يكون التغيير يهدف لمعاجة عدة أمور نذكر منها:

  • علاج الاخفاق في تحقيق الأهداف التربوية.
  • التكيّف مع التطورات المستقبليّة وتلبية حاجات المجتمعات المتطوّرة والمتجددة.
  • الإلمام بالمهارات اللازمة لمسايرة المشاكل التربوية وكيفيّة التغلّب عليها.
  • المساعدة في حل المشاكل وإنتاج أجيال قادرة على حل المشاكل بشكل إبداعي وفعال.


استراتيجيّة التغيير التربويّ

التعامل مع التغيير ليس من الأمور السهلة، كون التغيير يتصل بشكل مباشر بالأشخاص والذين بطبيعتهم يفضلون البقاء على منهج ونمط واضح غير مجهول المعالم يسيرون عليه، حيث إنّ التغيير يتأثر بعاملين رئيسين هما: الإنسان والبيئة خصوصاً التغيير التربوي الذي يكون أساسه الإنسان ومحوره الأساسي هو الطالب، فقوى التغيير المتعلّقة بالإنسان تتفاعل مع قوى التغيير المتوفرة في البيئة، فالتربوي يبدي شعوراً بعدم رضاه وقناعته بشيء معين أو موقف ما يعمل فيه ويعيشه، ثم يبدأ بتحليل ذلك ضمن إدراكه للإطار البيئي الذي يعمل بفيه، ثم ينتقل إلى المرحلة التالية وهي بلورة الأهداف التي يريد تحقيقها وتحديدها آخذاً بعين الاعتبار حدود نظامه وطبيعتها وإمكانات البيئة التي يتواجد فيها، وغالباً ما يتم ذلك بالتعاون والتشارك مع الآخرين مثل: المشرفين، الرؤساء، الخبراء، الباحثين، والذين يوفّرون له الدعم النفسي والمعرفي والتقني، وفي المرحلة الأخيرة ينتقل الى تثبيت ما توصل إليه في صلب النظام التربوي.


كيفية منح الآخرين الإحساس بمشروع التغيير

  • إخبار المتأثرين بالتغيير مسبقاً حتى يكون لديهم وقت كافٍ للتفكير في مضمون التغيير وأثره عليهم.
  • شرح الأهداف العامةّ للتغيير، وأسبابه، وتوقيت حدوثه، وكيفيته.
  • تبيان فوائد هذا التغيير.
  • الطلب من الأشخاص الذين سيتأثرون بهذا التغيير المشاركة في جميع مراحله.
  • إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع من سيتأثرون بالتغيير.
  • التحلّي بالمرونة أثناء عملية التغيير، بالإضافة للاعترف بالأخطاء مع مراعاة إجراء التعديلات اللازمة.
  • المراهنة على الإلتزام بالتغيير والقدرة على تنفيذه.
  • التحفيز والتشجيع وتقدير فريق التغيير.
4847 مشاهدة
للأعلى للسفل
×