مفهوم التفكر في خلق الله

كتابة:
مفهوم التفكر في خلق الله


مفهوم التفكر في خلق الله

  • التفكر في خلق الله يعني التدبر والتأمل فيما خلقه الله -تعالى- وأوجده من ظواهر كونية ومن غرائب وعجائب في الخلق وفي سير الحياة بشكل متناغم متناسق، ويعتبر التفكر والتدبر من المناهج الربانية التي حثّ عليها الإسلام،[١] ويعتبرالتفكر من العبادات التي يثاب عليها الإنسان لأنها تكشف عظمة الله تعالى وقدرته مما يجعل الشخص ذا قلب حي نابض بالإيمان، وذا فكرٍ صافٍ سليم، جاء في الحديث النبوي: "وأكثِروا التفكرَ والبكاءَ"،[٢][٣] وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل بعثته يذهب مراراً إلى غار حراء ويخلو بنفسه هناك ليتأمل ويتفكر في الكون، حتى جاءه الملك جبريل أثناء تأديته لعبادة التفكر وأخبره بأنه النبي المبعوث لهذه الأمة.[٤]


  • ومن مفاهيم التفكر أن يتفكر الإنسان في نفسه وفي عيوبها وأن يفكر كيف يعالجها ويقوّم نفسه للابتعاد عن الأخطاء وتجنب الذنوب والآثام، وأن يفكر في تحصيل الراحة لنفسه ولعائلته ولمن حوله،[٥] أما أهمية التفكر فهي أنه يعطي الإنسان الحكمة ويجعل فيه الخوف من الله تعالى وخشيته، كما أنه يبيّن عظمة الله تعالى وقدرته مما يجعل الإنسان يتواضع لربه، ويفتح له آفاق العلم والمعرفة، وفيه افتقار الإنسان لعظمة الله تعالى وقدرته بما يجعله يتذلل بعبوديته لله ويتواضع له ويزداد إيمانه بالله من خلال رؤيته لدقة إتقان الله تعالى في الخلق.[٦][٧]


  • وقد جاء القرآن الكريم بالعديد من الآيات التي تحثّ الإنسان على التفكر، ومنها ما جاء يحثّ على التفكر في خلقه فقال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)،[٨] فعلى الإنسان أن يتفكر في خلقه وكيف أن الله جمع بين الزوجين وجعل من مائهما نطفةً مستقرة في الرحم ثمّ أنشأ منها الجنين وأنشأ أعضاءه وعظامه ثمّ كساه باللحم وجعله يخرج إلى الدنيا.[٩]


فوائد التفكر في خلق الله

إنّ الالتفات إلى الطبيعة من جبال وغابات وكيفية اختلاف النباتات وتنوعها ومناطق نموها، والنظر إلى الإنسان والحيوان وإلى سير الليل والنهار والتمعن فيها يعدّ من طرق تعظيم العبد لله تعالى، ومن ثمرات التفكر أنه يجعل الإنسان يتذكر أن لا قوة له ولا ملجأ من دون الله، كما أنه يجعل المسلم كثير الذكر والتسبيح لله تعالى، بسبب ما يراه من بديع صنعه، ويعطيه شعور الفقر والانقياد التام لله -عز وجل-،[١٠] وكما أن التفكر من طرق تعظيم الله فإن له فوائد أخرى للعبد، فتفكره في أهل الابتلاءات وكيف أنه -سبحانه وتعالى- قد يبتلي بعض الناس بالمرض أو عقوق الأبناء أو بفعل المعاصي والمجاهرة فيها فيجعله عندما ينظر لنفسه مقارنةً بحالهم يستشعر نعم الله عليه وأنه بخير دون مرض ومع عائلته دون تشتت مما يدفعه للمزيد من الطاعات للتقرب لله تعالى.[١١]




المراجع

  1. فريد الأنصاري، بلاغ الرسالة القرانية، صفحة 44. بتصرّف.
  2. رواه السفاريني الحنبلي ، في شرح كتاب الشهاب، عن الحكيم بن عمير، الصفحة أو الرقم:367، حسن.
  3. محمد الخادمي، بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية في سيرة أحمدية، صفحة 147. بتصرّف.
  4. محمد علي اللاهوري القادياني، حياة محمد ورسالته، صفحة 67-68. بتصرّف.
  5. محمد نصر الدين عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 115. بتصرّف.
  6. بدر عبد الحميد هميسه، "عبادة التفكر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022. بتصرّف.
  7. اللجنة العلمية في مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوب بريدة (15/4/2019)، "التفكر في خلق الله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022. بتصرّف.
  8. سورة المؤمنون، آية:12-14
  9. جمال الدين القاسمي، موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين، صفحة 313. بتصرّف.
  10. أحمد بن عثمان المزيد، تعظظيم الله جل جلاله تأملات وقصائد، صفحة 121-125. بتصرّف.
  11. مجدي الهلالي، كيف نحب الله ونشتاق إليه، صفحة 64. بتصرّف.
6006 مشاهدة
للأعلى للسفل
×