التنشئة الاجتماعية
حظي مفهوم التنشئة الاجتماعيّة بالاهتمام اللازم والكبير في علم النفس والتربية، وأُقيمت عليه العديد من الدراسات والأبحاث العلمية والتربوية، وتعني التنشئة الاجتماعيّة الاهتمام بالعادات و الأنظمة الاجتماعيّة الكفيلة في تطوير المهارات الاجتماعيّة وتوفير الإماكانيّات اللازمة للفرد من أجل انخراطه بالمجتمع والاندماج مع أفراده بأقلّ مجهودٍ ممكن، وهي بالنسبة للأطفال عمليّة يتمّ من خلالها اكتساب الأطفال للأحكام الخلقية والانضباط الذّاتيّ وتوضيح المسؤوليّات الواقعة على عاتقهم في حاضرهم ومستقبلهم، وبالمختصر المفيد فالتنشئة الاجتماعية هي الوسيلة التي تُساهم في توضيح الأدوار المناسبة لأفراد المجتمع لتحقيق التوازن الشامل فيه، وتساهم الأسرة والمدارس في ترسيخ المبادئ والقيم التي تقوم بها التنشئة الاجتماعيّة.[١]
خصائص التنشئة الاجتماعية
تغدّ التنشئة الاجتماعيّة من المكمّلات للتربية، والتي تعتمد بدورها على الرسميّات في المجتمع كالمدارس والحضانات والمساجد والمراكز الثّقافية ونحو ذلك من الأمور التي تنسجم مع سياسة الدّولة ومؤسساتها الرسميّة، بينما التنشئة الاجتماعيّة هي المرحلة التي يمرّ بها الفرد من التدريب على القيام بمسؤوليّاته تجاه مجتمعه وذلك بما يتناسب مع توجّهاته الدّينيّة والعلميّة وغيرها، وتشترك فيها الأسرة والإعلام وما سلف ذكره من المؤسّسات الرسميّة، وتتميّز التنشئة الاجتماعيّة بعدّة خصائص سيتمّ ذكر بعضها فيما يأتي:[٢]
- تعدّ التنشئة الاجتماعيّة من العمليّات الإنسانيّة كونها تُضفي للفرد المكمّلات الشخصيّة التي تنمو مرافقةً لمسيرة تطوّره في عالم المعرفة والمجتمع.
- تعدّ التنشئة الاجتماعيّة من العمليّات التي لا يمكن أن تتوقّف حتّى مع بلوغ العجز، فهي من الأمور التي لا يمكن أن يحدّها الزّمان أو المكان.
- تعدّ التنشئة الاجتماعيّة من العمليّات التي تعتمد بشكل كبير على التواصل الفكري والتبادل المعرفي، فلا يمكن للإنسان أن يصقل مهاراته ويكتسب خصائصه إن لم يحتكّ بالمحيط به.
- تعدّ التنشئة الاجتماعيّة من العمليّات النسبيّة التي تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، وهي قائمة على وسائط مختلفة ومتعدّدة.
نظريات في التنشئة الاجتماعية
أوجد العلماء والاختصاصيّن في علم التربية والنفس العديد من النظريّات في مجال التنشئة الاجتماعيّة، وفيما يأتي ملّخص في نموذجين لمختلف التنظيرات من وجهة نظر العالم فيلد والتي تنصّ على:[٣]
- تعدّ التنشئة الاجتماعيّة كجهاز دخيل وقهري بين الأفراد من خلاله يتمّ تحديد المعايير والقيم المختلفة التي تقوم بها الحضارات في النفس البشريّة، وهذا الجهاز يعتمد على إذابة هذه المعايير في الفرد لينخرط الفرد بدوره بها في المجتمع ويُساهم في بنائه، وفي هذا النموذج يكون الفرد ذو رغبة قويّة في الحصول على الاحترام والرضى والحبّ من الآخرين.
- تعدّ التنشئة الاجتماعيّة كجهاز دخيل ولكنّه لا يكون بالإكراه بل طواعيةً، ويسعى الفرد من خلاله إلى بناء الشخصيّة القويمة لذاته من أجل السموّ بمجتمعه وبنائه على الشكل السليم، وفي هذا النموذج قد يكون الإدراك عند الفرد لما حوله متفاوت يدفعه دومًا إلى الحاجة للانخراط بالمجتمع من أجل الحصول على الشعور بالانتماء.
المراجع
- ↑ " تنشئة اجتماعية"، www.wikiwand.com/ar، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "التنشئة الاجتماعية (1)"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "نظريات في التنشئة الاجتماعية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020. بتصرّف.