العقلانية
تتضمّن العقلانية مجموعةً من النظريّات الفلسفية التي تؤكّد أنّه من الممكن اكتشاف الحقيقة بشكلٍ أفضل باستخدام القدرات العقلية، وليس بمن خلال الإيمان، ومن حيث الثقافة تتشابه العقلانية مع مجموعة مختلفة من الحركات الثقافية، ويعدّ إنشاء إطار فلسفيّ وثقافيّ بمعزل عن المعتقدات الغيبية أو الدينية من أهم عناصر التشابه هذه، بالإضافة إلى ذلك هنالك أوجه للاختلاف بين العقلانية والحركات الثقافية، حيث يتمثّل هذا الاختلاف في ميلان الحركات الثقافية الإنسانية إلى اعطاء الإنسان قيمة مركزية والتأكيد على أهمية منجزاته، بينما أن العقلانية لا تعتِبر الإنسان جزءًا من الممكن تمييزه عن باقي مكونات الطبيعة وما عليها من كائنات مختلفة، ويعدّ مفهوم التنوير من أهم الحركات التي دافعت عن العقلانية.[١]
مفهوم التنوير
يُشير مصطلح التنوير إلى ظهور حركة ثقافية تاريخية قامت بالدفاع عن العقلانية ومبادئها المتنوعة، وذلك باعتبارها من الوسائل التي تسهم في تأسيس النظام الشرعي للمعرفة والعلوم والأخلاق، وفي عصر التنوير ظهرت مجموعة من الأفكار المتعلقة بتطبيق العلمانية، وعدّ مؤسّسو الحركة العلمانية أن المهمة الرّئيسة التي يسعون لها هي الوصول بالعالم إلى درجات متقدمة من التطوير والحداثة بالإضافة إلى السّعي لترك التقاليد الثقافية القديمة، ويعد مفهوم التنوير حركة فكرية مهمة في تاريخ أوروبا الحديث وتحديدًا في القرنين الثامن والتاسع عشر، وتم تأسيس هذه الحركة من قبل مجموعة من الفلاسفة والعلماء الذين نادوا بالقوة والقدرة الفكرية والعقلية على فهم العالم ومحتوياته، بالإضافة إلى إدراك مكوناته وأنظمته وقوانين حركته.[٢]
واعتمَدَ هؤلاء الفلاسفة والعلماء على مبدأ التجربة العلمية والنتائج المادية الحقيقية والملموسة بدلًا من الاعتماد على الخيال والتنبؤات، ويعد المحامي البريطاني فرانسيس بيكون من أهم المؤيدين لمفهوم التنوير على مستوى العالم، حيث طالب بيكون في الاعتماد على التجربة عند إنشاء منهج أو قواعد علمية جديدة في المجالات العلمية المختلفة، وذلك لجعل المعرفة المصدر الأساسي للثقافة والابتكار بالإضافة إلى القوة المسيطرة، ومن أهم العلماء والمكتشفين الذين أيدو علم المعرفة ونور العقل البشري في العالم، عالم الرياضيات إسحاق نيوتن، الذي اكتشف مجموعة من النظريات المعتمدة على مبدأ أن العالم يعتمد في تكوينه وطبيعته على عدد من الظواهر المتأثرة بقوى الجاذبية الكونية.[٢]
الأفكار التنويرية
يتضمّن عصر التنوير عددًا من الأفكار التي تعد من الأسس التي يقوم عليها، حيث تشتمل هذه الأفكار على المنطق والتفكير المنطقي العقلاني الذي يعد من وجهة نظر الفلاسفة من أهم طرق الحداثة والتطوير واتخاذ القرارات السليمة، والشك هو أيضًا من أهم الأفكار التي اشتمل عليها عصر التنوير، حيث اختبر الفلاسفة مجموعة المفاهيم الشعبية والطبيعية الرائجة بين الناس من خلال عدد من التجارب العلمية الدقيقة والتجارب الشخصية، بالإضافة إلى ذلك يعد التسامح الديني من أهم أفكار عصر التنوير والتي نادت بأهمية أن يكون الناس أحرارًا في بأهمية في ممارسة شعائرهم الدينية، والحرية التي قام على أساسها مبدأ التسامح الديني أيضًا هي من أهم الأفكار التي قام عليها واحتواها عصر التنوير في مراحله المختلفة.[٣]
المراجع
- ↑ "عقلانية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-18. بتصرّف.
- ^ أ ب "تنوير (فلسفة)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-19. بتصرّف.
- ↑ "أهم الأفكار في عصر التنوير"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-19. بتصرّف.