محتويات
الثقافة السياسيّة
تعرّف الثقافة السياسيّة Political culture على أنها فرع من فروع الثقافة العامة التي تهتم بطبيعة العلاقة بين الأفراد من ناحية القيم والمعايير السلوكية مع السلطة السياسيّة في مجتمع ما، كما يمكن تعريف الثقافة السياسيّة بأنها جُملة من المعارف والآراء والاتجاهات الخاصة بمجتمع ما تجاه الشؤون السياسيّة والسلطة والحكم في المنطقة.
تشمل الثقافة السياسيّة الولاء والانتماء والشرعية والمشاركة والسياسة والحكم والدولة، بذلك يمكن القول إن الثقافة السياسيّة هي ذلك الفرع المنبثق عن الثقافة العامة ويمتاز باستمرارية تغيرّه وتطوّره، وتُبنى هذه الثقافة تبعاً لما ينتهجه مجتمع ما من قيم واتجاهات وسلوكيات يتأثر ويؤثر فيها، وتتفاوت الثقافة السياسيّة بين المجتمعات والأفراد.
مكونات الثقافة السياسيّة
المرجعية
هي ذلك الإطار المشتمل على فكر وفلسفة مجتمع ما، ويعتبر ذلك بمثابة مرجع رئيسي للاتجاهات السياسيّة نظراً لقدرته على تفسير التاريخ والأهداف والرؤى والمواقف، وفي حال الإجماع بالموافقة والرضا من قِبل المجتمع على مرجعية الدولة فإن الاستقرار سيتحقق حتماً.
التوجه نحو العمل العام
يعتبر السعي نحو تحقيق المصلحة العامة من خلال تنفيذ العمل العام واحداً من أهم مكونات الثقافة السياسيّة، وذلك نظراً لسعي الفرد والجماعة إلى تحقيق المصلحة العامة بالتعاون المشترك فيما بينهم على الصعيدين الاجتماعي والسياسي.
التوجه نحو النظام السياسي
يتحقق الاستقرار في المجتمعات في حال تحقّق الاتجاه والولاء للنظام السياسي السائد، والايمان به، فتتمكن الثقافة السياسيّة بفضل ذلك من تحديد النطاق العام للعمل السياسي وكل ما يتعلق به من حدود وأهداف ترتبط بالحياة العامة والخاصة للأفراد في المجتمع.
الإحساس بالهوية
يشترط في حياة الأفراد السياسيّة ضرورة الإحساس بالانتماء وبالهوية للنظام السياسي السائد، إذ يضفي ذلك على النظام شرعية زائدة، بالإضافة إلى الحفاظ على حياة النظام لمدة أطول، ومساعدته على تجاوز ما يواجهه من أزمات وصعاب.
تصنيفات الثقافة السياسيّة
- ثقافة سياسيّة مشاركة: إذ يعتمد هذا النمط بشكل كبير على ضرورة توجّه الأفراد نحو الرغبة في المشاركة باتخاذ القرارات والسياسات ذات العلاقة بالنظام السياسي، وأن توضع هذه الاتجاهات في قائمة أولوياتهم.
- ثقافة سياسيّة مغلقة: وتتمثل بانسحاب بعض الفئات من المشاركة السياسيّة وإهمالها، وتكون هذه الفئة غير قابلة للانخراط في إصدار السياسات والقرارات المنشودة.
- ثقافة سياسيّة شبه مشاركة: حيث تكون درجة تحمل المسؤولية شبه معدومة في هذا النمط، إذ تعتبر درجة الاهتمام بالمشاركة السياسيّة غير كبيرة، فيكون الفرد مهتماً فقط بالمشاركة بالقرارات ذات العلاقة بالحياة الفردية فقط.