مفهوم الحداثة لغة واصطلاحًا

كتابة:
مفهوم الحداثة لغة واصطلاحًا

ظهور الحداثة

إنّ الحركة الاجتماعيّة هي الدّافعُ الذي ساعَدَ على ظهور الحداثة، فنشأ البحث حول هذا اللفظ، وظهر مفهوم الحداثة لغةً واصطلاحًا، ومفهوم الحداثة يجعلنا نقف على حقيقة كلّ عصر وكلّ زمن، وعلى حركة الأدب التي كانت حينذاك، والحداثة تعتمد على الزمن وحركته الاجتماعيّة، فلكلّ عصر لونٌ وشكلٌ انصبَغَ على النتاج الثقافيّ، ممّا أدّى إلى ظهور دراسات تبحث في مفهوم الحداثة لغةً واصطلاحًا، وفي خصائص حركة الحداثة وتطوّرها.

مفهوم الحداثة لغةً واصطلاحًا

في إطار الحديث عن مفهوم الحداثة لغةً واصطلاحًا، فقد اشتُقّت الحداثة لغةً من مادة "حَ دَ ثَ"، وفي اللغة يُقال حَدَثَ حُدوثًا، والمفهوم اللغويّ للحداثة أنّها نقيضُ القُدمة، والحديث نقيضُ القديم، فكلّ حديث جديد، ويرتبط مفهوم الحداثة لغةً واصطلاحًا بالزمن، وفي مفهوم الحداثة لغةً واصطلاحًا يُشار إلى المعنى الاصطلاحيّ للحداثة، وهو أنّ الحداثة هي عبارة عن مقاطعة للماضي وأساليبه وتصوّراته، فهي انفصال للحديث عن القديم، فالحديث الآن هو قديم غدًا، وكل حديث يرتبط باللحظة الزمنيّة الحاليّة، فبُعد الزمن هو الذي يساعد في تشكّل مفهوم الحداثة، إذن كل حديث سيعود قديمًا، وكل قديم كان ذات زمن حديثًا بالقياس إلى ما قبله.[١]

الحداثة في الأدب

إنَّ الحداثة فكرة لا تقتصر على الجانب الأدبيّ فقط، بل هي تتفرّع وتشمل الجوانب الحياتيّة والاجتماعيّة كافّة، والحداثة في الأدب يصنعها المبدع في أعماله بواسطة هدم البنية التقليديّة السائدة للعمل الأدبي، ويكمن في الحداثة حالة خروج عن التقاليد وحالة تجديد في الزمن، وذلك من شروط الزمن وهو التحديث والتغيير مع مروره ومع تقدمه، فالحداثة هي ولادة جديدة لعالم يحكمه عقل قد تبدل وتغيّر عما قبله، ولا بُدّ الإشارة إلى أنّ النتاج من مفهوم الحداثة لغةً واصطلاحًا أنها لا تهدم التراث والموروث إنما تقوم على تجديده وتطويره للأفضل، وتبديل الصورة التي كانت عليه في وجهٍ أكمل.[٢]

مقومات الحداثة

يقوم مجمل مفهوم الحداثة لغةً واصطلاحًا أنها في جوهرها إعادة النظر في كلّ ما هي موروث ومنقول، فالحداثة هي خطوة ناقلة من القديم إلى الجديد، فتحاول الحداثة أن تتخلّص ممّا تسميه بنظام التبعية والانقياد وراء عادات فرضتها ظروف وعصور وحضارات مختلفة، تنهض الحداثة بالعقل وتجعله يرفض الرضوخ إلى فكر عائلة أو الموالاة للقبيلة أو تقاليد موروثة، إن الحداثة لا ترفضها وتُنكرها تمامًا، بل هي تعترف بها ولكنها ترفض البقاء على أطلالها، ومن أهم المقومات التي تدعي الفرد للحداثة هو أنه بذلك يُكوّن هوية خاصة به لا يُشاركه فيها أحد، هذه الهوية المتفرّدة والتي بها يتطور الإبداع والتمييز.[٣]

عندما تتشكل هويّة الفرد الخاصّة فهو بذلك يصنع لنفسه شخصية خاصة تختلف عن الجميع، ويفترض على الجميع احترامها، وهذا عكس التصوّر القديم، الذي لم يكن يعترف إلا بالقبيلة والجماعة والعادات والاندماج داخلها، فلم يكن للفرد أي قيمة شخصية، وإنما كانت لديه قيمة في قومه، مما جعلت الأنا والذات تغيب، ومن هنا جاءت دعوة الحداثة إلى الفرد وأن يعترف الآخرون بشخصه وقيمته، لتتجسد بعد ذلك الحرية في التقدم والتحديث.[٤]

المراجع

  1. ابن منظور، لسان العرب، بيروت: دار صادر، صفحة 131، جزء 2. بتصرّف.
  2. ، "ما الحداثة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
  3. "الحداثة التي بدأت وانتهت"، www.ida2at.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
  4. "الاثة التي بدأت وانتهت"، www.ida2at.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019.
11576 مشاهدة
للأعلى للسفل
×