الحديث الشَّريف
الحديث لغة الكلام، أو ضد القديم، والجمع أحاديث، والحديث النبويٌّ اصطلاحاً: هو كلُّ ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ أو صفة خلقيَّة أو خُلُقيَّة، ومعنى تقرير الفعل أن يُقرَّ رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام بالسُّكوت قولاً أو فعلاً حدث أمامَه، أو سمع عنه من أحد الصَّحابة.
يصبح لفظ الحديث مُرادفاً للفظ السُّنَّة إذا دخلت فيه صفات النَّبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام الخُلُقية والخَلْقية، والسُّنَّة النَّبويَّة الشَّريفة هي المصدر الثَّاني للتَّشريع بعد القرآن الكريم، ولولا السُّنة لما عرف المسلمون أداء العبادات المُختلفة من صلاةٍ وحجٍّ وزكاة، ومن أشهر الكتب المحتوية على الأحاديث الصَّحيحة: صحيح البُخاريّ، وصحيح مُسلم، وسُنن التَّرمذي، وسُنن النَّسائيّ، ومُسند الإمام أحمد.
يُقسّم الحديث من حيث قائله إلى الحديث القدسي الذِّي سنبيِّنه لاحقاً، والحديث المرفوع: وهو قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة وردت عن الرسول عليه الصلاة والسلام، والحديث الموقوف: وهو قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة وردت عن الصَّحابي، والحديث المقطوع: وهو قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة وردت عن التَّابعي.
الحديث القدسي
هو ما نُقل إلينا بلفظ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومعناه من الله عزَّ وجل، أو ما أُخبر به النَّبيُّ عليه السَّلام عن طريق المنام أو الإلهام، ورواه بلفظه، وتكون صيغة الحديث القدسيِّ بأن يقول عليه الصَّلاة والسَّلام في الحديث: قال الله تعالى، أو يقول الله تعالى، أو حين يذكر الرَّاوي قائلاً: قال رسول الله فيما يرويه عن ربِّه عز وجل.
سُمِّي الحديث القدسي نسبة إلى القُدسية، وهي نسبة تدل على التَّعظيم والتَّنزيه، وتدور معاني الأحاديث القدسيَّة في الغالب على تقديس وتمجيد وتنزيه الله عمَّا لا يليق به، وقلَّما تتعرّض الأحاديثُ القُدسيَّة للأحكام التّكليفيَّة. ومن الأحاديث القُدسيَّة حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجل أنَّه قال: (يا عبادي ! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظَّالموا، يا عبادي ! كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه، فاستهدوني أَهْدِكم، يا عبادي ! كلكم جائعٌ إلا من أطعمتُه، فاستطعموني أُطعمكم يا عبادي ! كلكم عارٍ إلا من كسوتُه، فاستكسوني أكْسُكُم) [رواه مسلم].
من الكتب الَّتي أُلِّفت في مجال الأحاديث القدسيَّة كتاب الشَّيخ المناوي رحمه الله (الإتحافات السُّنِّيَّة في الأحاديث القدسيَّة)، وكتاب (الأحاديث القدسيَّة) لابن بلبان، و(الصَّحيح المُسند من الأحاديث القدسيَّة) لمصطفى العدوي.
الفرق بين القران الكريم والحديث القدسي
- القرآن الكريم وحيٌ من عند الله تعالى بلفظه ومعناه، أمَّا الحديث القدسيّ فهو وحيٌ بالمعنى دون اللَّفظ، وقد اختلف العُلماء فيما إذا كان الحديث القدسيّ من كلام الله تعالى بلفظه ومعناه، أم بالمعنى فقط واللَّفظ من عند رسول الله، والقول الثَّاني هو الأرجح.
- القرآن الكريم كلام الله تعالى المعجز؛ فهو معجزة الله تعالى الخالدة الباقية إلى يوم القيامة، أمَّا الحديث القدسي فليس للتَّحدِّي والإعجاز.
- لا تصحُّ الصَّلاة إلّا بتلاوة شيءٍ من القرآن الكريم، أمَّا الحديث القدسي فلا تجوز قراءته في الصَّلاة.
- القرآن الكريم منقولٌ بالتّواتر، وهو قطعيُّ الثُّبوت، أمَّا الحديث القدسي فمنه الصَّحيح ومنه الحسن ومنه الضَّعيف.
- يتعبّدُ المُسلم بتلاوة القُرآن الكريم في الصّلاة وغيرها، أمَّا الحديث القدسي فغير مُتعبَّد بتلاوته.