محتويات
الحديث النبوي الشريف
يعتبر الحديث النبوي الشريف مصدرًا من مصادر التشريع في الإسلام بعد القرآن الكريم؛ لذا أولى المسلمون عناية فائقة بالحديث، وأفردوا له علومًا خاصةً لتنقية الأحاديث وفرزها، والحكم عليها، فالحديث النبويّ مرجعٌ للمسلمين؛ يبيّن لهم ما جاء في القرآن، ويفصّل ما كان مجملًا، وقد يأتي الأحاديث النبويّة بأحكام جديدةٍ؛ ما استدعى العلماء لحفظه والاهتمام به، ووضع قواعد علمٍ كاملٍ يضبطه.[١]
مفهوم الحديث
يعرف الحديث لغةً؛ بأنه الكلام الذي يتحدث به شخص ما،[٢] أما اصطلاحًا؛ فهو كلّ ما صدر عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأُثر عنه من قولٍ، أو فعلٍ، أو تقريرٍ، أو صفات خُلُقيَّةٍ، أو خَلقيَّة، ويقصد بالتقرير؛ ما رآه النبيّ من فعل الصحابة فسكت عنه ولم ينكره، والصفات الخُلقيَّة هي ما روي عن أخلاقه، والصفات الخَلقيّة؛ ما رُوي عن شكله وهيئته -عليه الصلاة والسلام-.[٣]
أقسام الحديث الشريف
يُقسّم العلماء الحديث النبويّ إلى أقسامٍ وفق اعتباراتٍ عدَّةٍ، فأمّا أقسامه باعتبار من أضيف إليه، فهي:[٤]
- الحديث النبويّ، وتعريفه ما ذكر سابقًا.
- الحديث القدسي: وهو الحديث الذي رواه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مضيفًا ورافعًا إياه إلى الله -تعالى-؛ وذلك بقول: (قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه).
وعدد الأحاديث القدسيّة ليس بالكثير مقارنةً بالأحاديث النبويّة، كما أنّ موضوعاتها إجمالًا تدور حول: الرجاء، والخوف، والتوجيهات الربّانية من الله -سبحانه وتعالى- للناس، ولا تتناول الأحكام التكليفيّة أو الإجابة عن سؤال متعلِّقٍ بالفقه.[٥]
علوم الحديث النبوي الشريف
اهتمت الأمة الإسلامية أيَّما اهتمام بالأحاديث النبوية الشريفة، فابتكرت عددًا من الطرق والوسائل التي تساعد على حفظ هذه الأحاديث من الدس، والحذف، والإضافة، والتبديل والتحريف تبعًا للأهواء والرغبات، وكتتويج لهذه المجهودات العظيمة استطاع العلماء المسلمون وضع عددٍ من القواعد تعنى بالأحاديث، عرفت باسم علوم الحديث، أو علم مصطلح الحديث؛ وهو العلم بالأصول والقواعد التي يعرف بها أحوال السند والمتن، ومن حيث القبول والرد[٦]
تضم علوم الحديث عددًا من العلوم المبتكرة والفريدة من نوعها، ومن ضمن أبرز وأهم هذه العلوم علم الرواية، حيث يمكن من خلال هذا العلم معرفة أوضاع متن الحديث وسنده، وبالتالي قبول الحديث ورده، وتصنيفه ضمن الرتبة الحديثية التي تناسب حاله؛ كأن يكون صحيحاً، أو ضعيفاً، أو حسناً.[٧]
من العلوم الحديثية الأخرى، علم الرجال، أو ما يُعرف بعلم الجرح والتعديل؛ حيث يمكن من خلال هذا العلم معرفة أحوال الرجال الذين رووا الأحاديث النبوية الشريفة، وكل ما يتعلق بهم من حيث عدالة سلوكهم وخُلقهم، وضبط حفظهم وذاكرتهم، وما إلى ذلك.[١]
ومن علوم الحديث أيضًا: علم العلل، وهو العلم الذي يمكن من خلاله الكشف عن الأسباب التي قد تطعن في صحة حديثٍ ما، فقد يكون ظاهر حديثٍ ما الصحة من حيث السند؛ أي تسلسل الرواة، غير أنّ فيه علَّةً خفيَّةً تقدح في صحّته وسلامته، سواءً كانت في السند، أو في المتن.[٨]
المراجع
- ^ أ ب عبد المنعم السيد نجم، علم الجرح والتعديل، صفحة 53. بتصرّف.
- ↑ "تعريف ومعنى حديث"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 19/6/2022. بتصرّف.
- ↑ محمد حسن عبد الغفار، شرح البيقونية، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ ابن عثيمين، مصطلح الحديث، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ حسن أيوب، الحديث في علوم القرآن والحديث، صفحة 177. بتصرّف.
- ↑ محمود الطحان، تيسير مصطلح الحديث، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الجديع، تحرير علوم الحديث، صفحة 23-24. بتصرّف.
- ↑ وصى الله عباس، علم علل الحديث ودوره في حفظ السنة النبوية، صفحة 9. بتصرّف.