مفهوم الحق في الإسلام

كتابة:
مفهوم الحق في الإسلام

مفهوم الحق في الإسلام

أمّا مفهومُ الحقّ في الإسلام فقد كانَت له تعريفاتٌ كثيرة، ودلالات واسعة، فالحقّ في الإسلام يطلق على ما يأتي:[١]

ذات الله تعالى

من صفات الله -جلّ وعلا- أنّه هو الحقّ، وأنّ كلّ ما يعبدُ سواه من الأنداد هو الباطل، قال -تعالى-: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ).[٢][٣]

اليقين

والمقرون بالأدلّة الصّحيحة، والبراهين، والحجج الظّاهرة، مقابلَ الباطل بما يمثّله من الشّكّ، والزّيف؛ المقرون بالأدلّة الواهية والحجج السّقيمة، والهوى المتّبع، فقد كانت دعوى الأنبياء جميعاً -عليهم صلوات الله وسلامه- دعوى حقّ ونور ساطع؛ بما اشتملت عليه من البراهين على وجود الله -تعالى-، ووجوب عبادته وحده.

بينما مثّل جمع الكافرين الجاحدين لدعوة الأنبياء معسكر الباطل، قال -تعالى-: (ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ).[٤]

ما أوجبه الله تعالى

مثل الزّكاة التي تعتبر حقٌ معلوم لشريحة من المجتمع، أوجبها الله -تعالى- لهم في أموال الأغنياء والمقتدرين؛ قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ* لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).[٥]

الموت

الذي هو نهاية أجل الإنسان في الحياة الدّنيا، فمهما طال عمر الإنسان أو قصر لا بدّ أن ينتهي بالموت؛ الذي هو كتابٌ محتوم وأجلٌ معدود، قال -تعالى-: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ).[٦][٧]

وعبر عنه بالحق لأن في هذه اللحظة -سكرات الموت- يتضح للإنسان الحق، ويظهر له صدق ما جاءت به الرسل، وقيل أن الحق هو الموت نفسه، ويكون تقدير الآية: "وجاءت سكرة الحق بالموت".[٧]

ما يثبتُ للإنسان شرعاً

ومثال على ذلك حقّ المرأة المطلّقة في الحصول على النّفقة، أو حقّ الورثة في الحصول على ميراث آبائهم المتوفّين، أو حقّ الإنسان في التّصرف بما يملك بيعاً، أو شراء، أو هبةً، أو وقفاً.

أنواع الحق

قسم بعض أهل العلم الحق من حيث عموم النفع وخصوصه إلى نوعين؛ عام، وخاص، وبيان كل منهما على النحو الآتي:[٨]

  • حق عام

وهو الحق الذي يشمل كل عين، وكل مصلحة تكون للفرد بموجب الشرع؛ فيكون له حق المطالبة به، والانتفاع أيضاً، ومنعه أو بذله لمن شاء؛ بمعنى أنه الملك بجميع أنواعه.

  • حق خاص

وهو كل حق يقابل الأعيان المملوكة، والمصالح المعتبرة في الشرع؛ كحق الخيار في الشراء، وحق المرأة في منع نفسها عن زوجها حتى يعجل بصداقها، وحق القصاص، ونحوها.

أركان الحق

للحق أركان متعددة، تختلف باختلاف نوع الحق، ومن أركان الحق على وجه العموم ما يأتي:[٩]

  • صاحب الحق

وهذا في حقوق العباد الشخص الذي يثبت له الحق؛ كالزوج باعتبار حقه على زوجته بالطاعة، أما في حقوق الله -تعالى- وعبادته، فإن المولى -عز وجل- هو صاحب الحق.

  • من عليه الحق

وهو الشخص الذي يطلب منه أداء الحق؛ سواء أكان فرداً أم جماعة مكلفة بأمر محدد.

  • محل الحق

أي الشيء المُستَحق؛ ففي حق الناس مثلاً: الأموال، الديون، الانتفاع، أما في حق المولى -عز وجل-: فهي تتمثل بالفرائض الخمس.

المراجع

  1. [وهبة الزحيلي]، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 2838-2840. بتصرّف.
  2. سورة الحج، آية:62
  3. [محمد أبو زهرة]، زهرة التفاسير، صفحة 5016.
  4. سورة محمد، آية:3
  5. سورة المعارج، آية:24-25
  6. سورة ق، آية:19
  7. ^ أ ب [صديق حسن خان]، فتح البيان في مقاصد القرآن، صفحة 170. بتصرّف.
  8. [مجموعة من المؤلفين]، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، صفحة 294. بتصرّف.
  9. مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 12. بتصرّف.
5612 مشاهدة
للأعلى للسفل
×