الحكاية
يمكن تعريف الحكاية على أنّها إعادة سرد قصّة حدثت في الزمن الماضي، ويعرفها العلماء أنها ما يفرضُهُ راوي الحكاية من أحداث وقعت في الماضي على الزمن الحاضر، والمقصود أنه يمكن أن يتم سرد القصة المحكية بصيغة المضارع من باب فرض أحداث ماضية على الزمن الحالي، وتختلف أنواعها بحسب صحّة حدوثها، فهناك حكايات خرافية وهي حكايات مؤلّفة وغير صحيحة، ويمكن أن تُسمّى الأساطير، وهناك حكايات صحيحة حدثتْ في زمن محدد، ويتم تداولها كحكاية شعبية في الزمن الحاضر، وهذا المقال مخصص لإظهار الفرق بين الحكايات الشعبية والخرافية من حيث المفهوم والنشأة.
الحكاية الخرافية
إنَّ الحديث عن الحكاية الخرافية هو حديث عن مفهومها ونشأتها، ويمكن تعريفها على أنها قصة قصيرة تحمل معنى أو عبرة أو موعظة، وهي تعتمد على شخصيات مُختلقة وغير بشرية، فالشخصيات التي تؤدي الأدوار في الحكايات الخرافية غالبًا ما تكون حيواناتٍ أو نباتاتٍ أو جمادات، أضفى عليها الكاتب صفة بشرية فجعلها تتكلم وتنطق كالبشر مؤدية دورها في إتمام القصة المُرادة، ويمكن أن تكون الحكايات الخرافية حكاياتٍ شعريّة أو حكايات نثرية، وقد ظهرت هذه الحكايات الخرافية عند كلِّ الشعوب القديمة تقريبًا، وقد اشتهرَ عدد من الحيوانات بصفات مشتركة في كثيرة من الحكايات الشعبية، مثل البومة التي اشتهرت بأنها تدل على الخراب في بعض الحكايات، واشتهرت بالحكمة في حكايات أخرى، والثعلب الذي اشتهر بالمكر والحيلة.
وقد نشأت الحكاية الخرافية لأول مرّة في اليونان والهند القديمة، حيث اشتهر في اليونان راوٍ يوناني، وهو عبد عاش عام 600 قبل الميلاد، واسمه يعسوب، وقد عُرف بقدرتِهِ قص الحكايات التي تجمع الحكمة والموعظة مع حس الفكاهة، على ألسن الحيوانات، وقد اشتهر عند العرب ابن المقفع الذي كانَ له باع طويل في الحكايات الخرافية التي يقصها على ألسنة الحيوانات، كحكاية كليلة ودمنة، وهي حكاية فارسية ترجمها ابن المقفع للغة العربية، وهي تختص بعرض القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية العظيمة، ولكن بصورة غير مباشرة والهدف منها التعليم والتوجيه لكافّة أفراد المجتمع. [١]
الفرق بين الحكاية الخرافية والشعبية
يمكن إظهار الفرق بين أي مفهومين بتعريف كلِّ مفهوم على حدّة تعريفًا يحيط بكل جوانِبهِ، ولإظهار الفرق بين الحكاية الخرافية والشعبية يجب تعريف كلٍّ منهما بشكل منفصل، وهذا يكون على الشكل الآتي:
- الحكاية الخرافية: هي -كما وردَ سابقًا- قصة قصيرة خيالية بشخصيات غير حقيقة، وغالبًا ما يكون سرد أحداث القصة على ألسنة الحيوانات، وهي من الحكايات القديمة التي اشتهرت عند اليونانيين القدماء وفي الهند، وقد اشتهرت عند العرب، وخاصّة حكايات كليلة ودمنة التي ترجمها ابن المقفع من اللغة الفارسية وأضاف عليها عددًا من الحكايات، والهدف من الحكايات هو إيصال موعظة أو فكرة إلى الناس بطريقة غير مباشرة، وقد تنتهي هذه الحكايات بمثل شعبي أو بأبيات شعرية عند العرب تلخص مضمون القصة المروية كاملةً.
- الحكاية الشعبية: هي إحدى أشكال السرد الشفوي، تقوم على فكرة وجود راوٍ يسرد أحداث القصة المقصودة، وقد تتكرر في هذا النوع من الحكايا بعض العبارات التي يعتمدها كلُّ القاصّين، كأن تبدأ الحكاية مثلًا بجملة "كان يا ما كان"، ويُسمّى راوي القصة بأسماء شعبية في بعض الأحيان وفقًا للهجة كلِّ منطقة تشتهر فيها القصص الشعبية، وهذا ما اشتهر في الشام في القرن الماضي، حيث سُمِّيَ الراوي باسم "الحكواتي" وهو اسم مشهور بين عامة الناس، يطلق على الرجل الذي يجلس كلَّ أسبوع في مكان شعبي عام ليسردَ للناس قصته الشعبية التي جهّزها لهم، والتي تحمل أهدافًا أخلاقية ومواعظ حياتيه يقصد الراوي من خلال قصته إيصالها لعقول الناس وقلوبهم، وتنتشر هذه الرواية بفضل الشعب الذي يريد لها أن تنتشر، وهذا رأي بعض الباحثين الذين يعتقدون أنّه لا يمكن أن تنتشر حكاية شعبية إذا لم يشأ الشعب انتشارها، فهو الذي يحفظها ويرويها وينقلها بين الأجيال جيلًا بعد جيل، وجدير بالذكر أن الحكايات الشعبية تعتمد على أسماء شخصيات مميزة في محاولة لسهولة حفظها بين الناس، فهي توضع في قوالب تعبيرية قريبة من ذهن السامع، وتُسمّى بأسماء تُساعد على حفظها ودوام تذكّرها، مثل: علي بابا والأربعين حرامي، الأخوات الثلاث، وغير ذلك؛ وهذا ما جعلها واسعة الانتشار عند معظم الشعوب العربية والغربية شأنها شأن الحكاية الخرافية أيضًا.
المراجع
- ↑ الحكاية الخرافية, ، "www.marefa.org "، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-11-2018، بتصرُّف