مفهوم الخطابة في عصرها الذهبي

كتابة:
مفهوم الخطابة في عصرها الذهبي

العصر الذهبي

يُطلق مصطلح العصر الذهبي على فترة من الفترات الزمنية، إذا كانت مزدهرة ومتطورة في المجالات العلمية والثقافية، واستُخدم مفهوم العصر الذهبي للإسلام على الفترة الزمنية ما بين منتصف القرن الثامن إلى القرن الرّابع عشر، فقد كانت هذه المرحلة التاريخية متطورة ومتقدمة في شتى المجالات، وكان للعلماء والتّجار الدّور الكبير والواضح في هذه الخطوات نحو التّطور في مجالات الاقتصاد والزّراعة والملاحة والفلسفة والعلوم والتّكنولوجيا، ومن خلال المحافظة على المساهمات السابقة والبناء عليها عن طريق الابتكارات والاختراعات، التي أثرى فيها الشعراء والفنانون والأمراء المسلمين كل القارات المحيطة بهم، ومما طاله التقدم والتطور من الفنون النثرية هو الخطابة، وسيتحدّث هذا المقال عن مفهوم الخطابة في العصر الذهبي.[١]

مفهوم الخطابة في عصرها الذهبي

إن الخطابة تعدّ من الفنون النثرية القديمة، والتي وصل منها الكثير من الخطب، والتي كانت ترتجل في العصر الجاهلي، فكان أحدهم إذا حزبه أمر يقوم فيرتجل خطبة في الجموع ليوضح لهم مكنونات نفسه، وفي الحديث عن مفهوم الخطابة في عصرها الذّهبي، لا بدّ من إلقاء الضّوء على واقع الفنون النّثرية في صدر الإسلام، ولا سيما الخطابة فهي من الفنون النّثرية التي ارتفع شأنها في صدر الإسلام، وذلك لأن النّبي محمد - صلى الله عليه وسلم- اعتمد عليها في نشر الدعوة الإسلامية، واستمرت بتطورها في عصر الخلفاء الراشدين والعصر الأموي، إلى أن بلغت الذّروة في العهد العباسي وهو العصر الذّهبي للفنون النثرية ومن ضمنها الخطابة، فقد حفظ الأدباء والخطباء القرآن الكريم وكلام الخطباء اللذين أتوا قبلهم، بالإضافة ألى أنّهم تأثروا بحضارات الأمم الأخرى بعد ترجمة علومهم للغة العربيّة.[٢]

وقد توسّعت آفاق الكتابة النثرية بعد أن احتضنت الدولة العباسية تلك الفنون، وقد أولى الخلفاء حينها الخطابة الجزء الوفير من اهتمامها، وذلك لأنهم حولوا الخطابة لسلاحٍ يقف بجانبهم لتثبيت حكمهم، وإقناع النّاس بأحقيتهم بالخلافة، ومن هذا الخطب الكثيرة التي أُلقيت في ثورة النّفس الزكية، ولكن وما إن استقرّ الأمر للخلفاء العباسيين حتى خبت نار الخطابة وذبل نورها، وقيل أن الخليفة هارون الرشيد قد طلب من الأصمعي أن يعلم أبناءه شيئًا عن الخطب، وهذا يدل على عدم علمهم ودرايتهم بالخطابة.[٢]

خطباء العصر الذهبي

بعد الحديث عن مفهوم الخطابة في عصرها الذّهبي، لُوحظ أن الخطابة السياسية في العصر العباسي قد نشطت كثيرًا، إذ استخدمها الخلفاء لإظهار حقهم في الخلافة، ومن خطباء هذا العصر والذي يتوجب على مقال مفهوم الخطابة في العصر الذهبي ذكرهم، هم أبو العباس السفاح والرشيد وأبو جعفر المنصور والمهدي، بالإضافة لداوود بن علي وعبدالله وسليمان أخوة داوود، وقد وصف الجاحظ هؤلاء الخطباء بأنهم كانوا يمتلكون الرأي الأصيل بالإضافة للجلال والكمال الذي يسمو كلامهم، وقد وصفهم بأن منزلتهم تفوق منزلة أي خطيب.[٣]

المراجع

  1. "العصر الذهبي للإسلام"، www.ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-10. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الخطابة والرسائل"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-10. بتصرّف.
  3. "الأدب في العصر العباسي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-10. بتصرّف.
5346 مشاهدة
للأعلى للسفل
×