مفهوم الديمقراطية التوافقية

كتابة:
مفهوم الديمقراطية التوافقية


ما هو مفهوم الديمقراطية التوافقية؟

هي شكل من أشكال الديمقراطية، وتعني تشارك السلطة، وتتواجد بشكل خاص في المجتمعات ذات التعددية والتنوع في المذاهب والأعراق والطوائف، إذ تتم ممارسة السلطة عن طريق مشاركة جميع الأطراف من الأقلية والأغلبية، بالتالي يكون الجميع مشاركًا في صناعة القرار السياسي وغيره من القرارات في الدولة، الأمر الذي يحميها من أية تداعيات في المستقبل ويجنبها الحروب الأهلية وأية أزمات سياسية، ويوجد نوعًا من الوحدة الوطنية بين المواطنين.[١]


متى ظهر مفهوم الديمقراطية التوافقية؟

مباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تولدت الفكرة في القارة الأوروبية، وخصوصًا بعد المعاناة التي عاشتها في تلك الفترة، فجاءت الديمقراطية التوافقية كحاجة ملحة لتصويب الأوضاع في الدول الأوروبية، ومن هذه الدول هولندا، وبلجيكا، والنمسا، وسويسرا.[٢]


ما هي أهم خصائص الديمقراطية التوافقية؟

من أبرز خصائص الديمقراطية التوافقية أنّ الحكومة تتولى قيادة الحكم في الدولة، وتكون قائمة على أساس الائتلافية والتشاركية الواسعة بما فيها أحزاب الأقليات إلى جانب أحزاب الأغلبية، وعليه تتوزع المناصب الوزارية والمواقع القيادية على جميع الأحزاب المُشاركة في الحكم ولكن بشكل نسبي، إذ يكون هناك تمثيل نسبي عادل فيما بينهم، ويحق للجميع إبداء رأيه أو معارضة أي قرار وذلك باستخدام حق الفيتو، وهذا الحق يتشارك به الأكثريات والأقليات دون استثناء وذلك من أجل منع احتكار أو خضوع السلطة إلى جانب واحد وهو الأكثرية، وأخيرًا بهذه الطريقة تتم الإدارة الذاتية لكل جماعة بشكل منفصل وتتولى هذه الجماعات إدارة شؤونها الخاصة.[٣]


هل هناك أية مشكلات تواجهها الديمقراطية التوافقية؟

شأنها شأن أي نظام حكم لها سلبيات وإيجابيات، ومن السلبيات التي تواجه الديمقراطية التوافقية أنها قد تكون عاملًا مساعدًا ومُشجعًا يعمل على زيادة عدد الأحزاب في الدولة من أجل أن يكون لكل فئة تمثيل نسبي في الحكم مما يزيد من التعددية، ومن السلبيات أيضًا أنّ التوصل إلى حالة استقرار وإجماع على القرارات السياسية وغيرها من القرارات سيكون صعبًا بعض الشيء؛ وذلك لصعوبة إرضاء جميع الأطراف، وستؤثر أيضًا سلبيًا على انتماء المواطن إلى دولته، وسيصبح انتماؤه أكثر إلى الحزب.[٤]


تفسير آرند ليبهارت لمفهوم الديمقراطية التوافقية

آرند ليبهارت هو من أبرز من درس وفسر أنماط الديمقراطية ومن ضمنها الديمقراطية التوافقية، وكان ذلك عندما صدر كتابه الشهير المعروف بـ "أنماط الديمقراطية"، وجاءت المعلومات التي تضمنها كتابه بعد أن أجرى دراسة على العديد من الدول، وعليه فإن ليبهارت يرى أنّ الديمقراطية التوافقية هي الأنسب بين أنواع الديمقراطية؛ لأنها تعطي الفرصة للجميع بما فيهم الأقليات للمشاركة في الحكم، كما تمتاز الحكومات التي تتبعها بنسبة ثبات أكبر مقارنة مع غيرها.[٥]


المراجع

  1. عياد سمير، الديمقراطية التوافقية، صفحة 1-3. بتصرّف.
  2. الاستاذ عيصام شيحا (15/6/2015)، "ورقة عمل: الديمقراطية التوافقية... المفهوم والنشأة وإشكاليات التطبيق"، مركز القدس للدراسات السياسية، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  3. الدكتور نبهان سامل مرزق أبو جاموس، الدميقراطية التوافقية وانعكاساتها على إدارة التنوع االثني، صفحة 8-10. بتصرّف.
  4. الدكتور نبهان سامل مرزق أبو جاموس ، الدميقراطية التوافقية وانعكاساتها على إدارة التنوع االثني، صفحة 15-16. بتصرّف.
  5. "Patterns of Democracy", academia, Retrieved 13/4/2022. Edited.
3573 مشاهدة
للأعلى للسفل
×