مفهوم الذنوب المتعدية

كتابة:
مفهوم الذنوب المتعدية

مفهوم الذنوب المتعدّية

إن الذنوب من الأمور التي حذّرنا الله -سبحانه وتعالى- من ارتكابها في القرآن الكريم، وجاء الرسول -صلى الله عليه وسلّم- ليؤكّد أن الذنوب هي التي تُنقص درجة الإيمان في قلب المؤمن، وإن للذنوب أنواعاً كثيرة، ومن أخطرها الذنوب المتعدّية.[١]

وأما عن مفهوم الذنوب المتعدية؛ فإن هذا النوع من الذنوب هو الذي لا يقتصر الذنب فيه على الشخص نفسه فقط، بل يتجاوز ذلك ويتعدّى إلى الآخرين، كمن يؤلّف كتابًا ويبثّ فيه سمومًا تُبعد الناس عن الإسلام، وتدعو إلى عمل الفواحش والمنكرات، أو كالذي يُنشئ فيلمًا يحرّض فيه الناس إلى ارتكاب معصيةٍ ما.[١]

آثار الذنوب والمعاصي

إن للذنوب آثاراً جسيمة على الفرد والمجتمع، وأهمّها ما يأتي:[٢][٣]

  • المعصيةَ تُورِثُ صاحِبَها الوحشة في القلب والضياع.
  • المعصية أحد أسْباب حِرْمانِ النّعم والتوفيق والعِلْمِ.
  • العاصي يُحرَمُ الطاعة بسبب الذنوب التي يرتكبها.
  • المعصيَةِ سببٌ من أسباب عذابِ القبرِ.[٤]
  • المعاصيَ سببٌ لذلّ العبدِ وهوانه على ربِّه وعلى الناس، فلا عِزّةَ إلا في طاعةِ الله -سبحانَه-.
  • إذا أحاطتْ المعصية بصاحبِها قد تُدخله نار جهنَّم إذا لم يتب منها.
  • الذنوبَ مِنْ أعظمِ أسبابِ ذهابِ البَرَكةِ مِنَ الأموالِ ومِن حياةِ النَّاسِ.
  • الذنوبَ تُعمي البصيرة؛ فلا يميّز العاصي بين الحق والباطل.

الآيات الكريمة الواردة في التحذير من الذنوب والمعاصي

وردت في العديد من مواضع القرآن الكريم الكثير من الآيات الكريمة التي تنهى وتحذّر من ارتكاب الذنوب، كما تبين أثر الذنوب في الدنيا والآخرة، ومنها ما يأتي:[٥]

  • قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا* وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).[٦]
  • قال الله -تعالى-: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ* خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).[٧]
  • قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).[٨]
  • قال الله -تعالى-: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ).[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب "القرضاوي: المجاهرة بالذنوب الصغيرة تحولها إلى كبيرة"، الغد، صفحة 1-2. بتصرّف.
  2. [سيد حسين العفاني]، دروس الشيخ سيد حسين العفاني، صفحة 1. بتصرّف.
  3. [عبد الله الجلالي، دروس للشيخ عبد الله الجلالي]، صفحة 2. بتصرّف.
  4. "آثار الذنوب"، الألوكة. بتصرّف.
  5. "آيات عن التوبة"، الألوكة. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية:17-18
  7. سورة التوبة، آية:102-104
  8. سورة التحريم، آية:8
  9. سورة غافر، آية:3
2946 مشاهدة
للأعلى للسفل
×