محتويات
الرّبانية في الإسلام
الربانية هي إحدى الخصائص والسمات التي تتسم بها الشريعة الإسلامية، وهي أصل الخصائص كلها، وأساسها، ويقصد بالربانية: الصبغة والهيئة التي ارتضاها الله، فالله تعالى هو المربي للأمة، والمدبر لأمورها، والمتصرف في كل ما يصلح لها.
وتأتي ربانية الإسلام في العديد من الصور منها: أنها من عند الله فهي ربانية من حيث المصدر، ومنها أنه يُقصد بتطبيقها وجه الله -تعالى-، فهي ربانية من حيث الغاية والمقصد منها.[١]
ربانية المصدر
الشريعة الإسلامية ربانية بمصادرها، أي أنها جاءت من عند الله -تعالى-، فلا تُعلم أحكام الشريعة، ولا يتم التعرف على مراداتها وغاياتها إلا من الله -تعالى-، لذلك هي ربانية المصدر.
وقد بين الله -سبحانه وتعالى- مراده وأحكامه وأوامره ونواهيه في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإن كانت السنة النبوية قد وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أنها موحى بها من عند الله -عز وجل-.
يقول الله -تعالى- في كتابه العزيز عن أقوال النبي: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ)[٢].[٣]
وبالرجوع والاستدلال بالقرآن الكريم والسنة النبوية وجدنا أنهما يدلان على حجية مصادر أخرى مثل القياس، والإجماع وغيرها، فكلها وإن كانت بالاجتهاد إنما هي من عند الله لأن الله قال بحجيتها في القرآن الكريم، أو بوحي لنبيه -صلى الله عليه وسلم-.
ربانة الغاية
الشريعة الإسلامية ربانية في غاياتها وأهدافها كما أنها ربانية في مصدرها، فالهدف من الشريعة الإسلامية هو تحصيل مرضاة الله -سبحانه وتعالى-، وتحقيق مراده الذي أراده من إنزال هذه الشريعة، والغايات والمقاصد التي أناطها بها.
وربانية الغاية في الشريعة الإسلامية سبب في أن تحترم الشريعة الإسلامية، وينقاد إليها المكلفون برضا وطمأنينة، مما يعين على انتشار الاستقرار والأمان في المجتمع، والسكينة والطمأنينة في الفرد.[٤]
آثار اتصاف الشريعة بالربانية
يعود اتصاف الشريعة الإسلامية بالربانية بالعديد من الآثار على الفرد والمجتمع ومن هذه الآثار:[٥]
- تضيف الاحترام والتقديس على الأوامر التي تنبثق منها، فيجعل لها الاحترام في نفوس المكلفين، ومنشأ هذا الاحترام هو إيمان المكلف بحكمة الله في شرعه، وبأن الشريعة إنما جاءت لمصالح العباد، ولدفع المفاسد عنهم.
- تؤدي إلى حصول الرضا والتقبل لأحكام الشريعة في نفوس المكلفين، والانقياد له بطواعية، مما يضمن تنفيذها بلا تكاسل، أو تحايل أو تهرب.
أهمية كون الشريعة ربانية
يساعد كون الشريعة الإسلامية ربانية المصدر الإنسان على مختلف الأصعدة، ومن ذلك:[٥]
- تعين الإنسان على معرفة السبب والغاية من وجوده، وما هي الأمور المطلوبة منه، مما يحميه من التيه والضياع والتخبط.
- التحرر من الانقياد للنفس والشهوات والماديات والرغبات الشخصية، واستبدالها بالانقياد لأوامر الله -تعالى-.
- مراعاة الشريعة لحاجات الإنسان ومصالحه وفطرة الناس، مما يجعلها قابلة للتطبيق بحيث إنها تتصف بالعملية، دون المثالية المطلقة.
- مراعاة الشريعة لتطور الزمان واختلاف الناس وأعرافهم مما يجعلها قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، دون انحصار في قوم معينين.
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 321. بتصرّف.
- ↑ سورة النجم، آية:3-4
- ↑ إسحاق السعدي، دراسات في تميز الأمة الإسلامية، صفحة 503. بتصرّف.
- ↑ أحمد أبو وائل أكرم عمير ، مـــــن خصائص شريعتنا الإسلامية، صفحة 12. بتصرّف.
- ^ أ ب سعيد بن ناصر الغامدي، الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها، صفحة 1866. بتصرّف.