مفهوم الزواج في شريعة الإسلام

كتابة:
مفهوم الزواج في شريعة الإسلام

مفهوم الزواج في شريعة الإسلام

خلق الله تعالى الإنسانَ مُحبّاً للاجتماع مع غيره من بني جنسه بالفطرة، فعندما خلق -عزّ وجلّ- سيّدنا آدم ونفخ فيه من روحه خلق له حواء لتكون أنيسةً له، وشُرَع الزّواج بين الذّكر والأنثى؛ لتحقيق التّوازن النفسيّ لكليهما والقيام بمهامهما الحياتيّة بالشّكل السّليم والمطلوب.[١]

قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)،[٢] وقد عُنِيَ الإسلام بالزّواج وتكوين الأسرة بشكلٍ كبيرٍ وبيّنَ حقوقَ جميعِ الأفرادِ وواجباتِهم حتى يكون الزواج ناجحاً وإيجابياً.

والزواج لغة وشرعا يقصد به ما يأتي:[٣]

  • الزّواج لغةً؛ انضمام الشيء إلى الآخر ليصيرا زوجاً أو زوجين، وكلمة الزّوج عكس كلمة الفرد، وعندما يتمّ الزّواج بين الرّجل والمرأة يطلق على كليهما لفظ زوجاً، قال -تعالى-: (اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ).[٤]
  • الزواج شرعاً؛ هو عقد يفيد شرعاً استمتاع كلّ من الزّوجين بالآخر على الوجه المشروع.

والزّواج نظامٌ جميلٌ جعل الله -تعالى- أساسه المودّة والرّحمة، والتّفاهم والتّعاون فأعطى للزوجة حقوقاً ووضع لها احتراماً لا يجوز للزوج اختراقه، وكذلك الرجل أعطاه الله حقوقاً وأوجب على المرأة احترامها والقيام بها، وجعل أساس التعامل فيما بينهم التّعاون وحسن العشرة والإحسان إلى الآخر.

حقوق الزوج والزوجة

حقوق مشتركة

يوجد حقوق مشتركة في الزواج، يشترك فيها الزوجين بموجب عقد النكاح بينهما، وسنذكر بعضها فيما يأتي:[٥]

  • حق الاستمتاع

يحق للزوج والزوجة الاستمتاع؛ استجابة للفطرة التي فطر الله -تعالى- عليها البشر، ويكون ذلك بموجب عقد النكاح بينهما، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ).[٦]

  • المعاشرة بالمعروف

المعاشرة بالمعروف أساس عقد الزواج الشرعي، ومقومه الأساسي التي تُبنى عليه الحياة الزوجية، قال -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).[٧]

حقوق الزوج

إن للزوجة على الزوج حقوقاً يجب عليها القيام بها، ومنها ما يأتي:[٨]

  • الطّاعة؛ حيث يوجب الشّرع طاعة الزوجة للزوج في جميع الأمور ما عدا ما يُغضب الله -تعالى-.
  • حفظ الزوج في غيابه، وحفظ ماله وأولاده.
  • رعاية شؤون البيت، وتربية أولاده تربية حسنة.

حقوق الزوجة

إن للزوجة حقوقاً خاصة على زوجها، ومنها ما يأتي:[٨]

  • المهر؛ وهو عبارة عن حقّ ماليّ أوجبه الشّرع على الزّوج للزّوجة بسبب العقد عليها أو الدخول بها، ويصحّ الزواج من دونه إذا اتّفق الزوجان على ذلك.
  • النفقة، على الزّوج الإنفاق على الزوجة والعائلة، ويُعدّ هذا حقاً من الحقوق وليش تشريفاً، وهو من الحقوق القضائيّة التي يجوز للزوجة مقاضاة الزوج عليها.
  • عدم الإضرار بها؛ والعدل بين الزوجات إن كان متزوجاً بأكثر من زوجة.

المراجع

  1. محمد الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، صفحة 314. بتصرّف.
  2. سورة النساء، آية:1
  3. محمد السديس، مقدمات النكاح، صفحة 202. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:35
  5. محمد الجوابي، المجتمع والأسرة في الإسلام، صفحة 132- 133. بتصرّف.
  6. سورة المؤمنون، آية:5- 7
  7. سورة النساء، آية:19
  8. ^ أ ب محمد الجوابي، المجتمع والأسرة في الإسلام، صفحة 135- 136. بتصرّف.
4589 مشاهدة
للأعلى للسفل
×