الشِعر
يُعتبر الشِعر أحد مجالات عالم الأدب والكلمة، وأحد أهمّ الأساليب الأدبية التي يُعبّر من خلالها الإنسان المُثقف أو الموهوب عما يدور في داخله، وما يعتمل في صدره من أحاسيس ورغبات، باستخدام الوصف، وترتيب المعاني، ونظم القوافي، وهناك أنواع كثيرة للشِعر تختلف باختلاف اللغة والثقافة؛ ففي اللغة العربية هناك الشعر العمودي؛ وهو أساس الشعر العربي والأصل الأول الذي انبثقت عنه أنواع الشعر الأُخرى، ويكون مُكوّناً من مجموعة أبيات؛ ويتألف البيت الواحد من المقطع الأول وهو الصدر، والمقطع الثاني وهو العجز، ويخضع هذا النوع من الشعر لعلم العروض الذي يتطلّب وجود وزنٍ وقافية، وهناك الشعر الحرّ ؛ وهو الشعر الذي تخلّص من الوزن والقافية، والشعر الشعبي الذي سيكون موضوع حديثنا في هذا المقال.
مفهوم الشِعر الشعبي
الشعر الشعبي أو الشعر العامي؛ وهو الشعر الذي يستمدّ كلماته، وألفاظه، وطريقة أدائه، ومعانيه، وأسلوبه، مِن الحياة العامّة أو الشعبيّة، حيث يكتب بكلمات من اللهجة المحكية بين الناس، ولا يستخدم الفصحى، لكنه يختار أجمل التوصيفات التي يقولها الناس في كلامهم ولهجتهم المحكية، وعندما نتحدّث عن الشعر المحكي لا نقصد بذلك الطريقة العبثية بالنظم؛ بل البساطة والقوّة التي لا تتأتّى لأيّ أحد، وقول الشِعر الشعبي يُعدّ مهارة جامعة؛ فالذين يكتبونه يُعبّرون عن أصالة الحارات الشعبية، وأزقة البيوت، وطبيعة الحياة، وصعوبتها في موضع، وجمالها، وسهولتها في موضع آخر، والشاعر هنا يبحث عن أعذب مُفردة وأكثرها تلقائية؛ ليكسبها المعنى الذي يطير إلى أذن المتلقي ويرحب بها، ويُعتبر أكثر قُرباً بطبيعة الحال إلى الناس من الشِعر الحُر؛ لصعوبة الأخير على الفهم المُباشر، واحتوائه على المفردات والمصطلحات المُركبة، وصبغها بحالات انفعالية تتطلب مزيداً من البحث حين مطالعتها أو الاستماع إليها خلال ندوة أو أُمسية شِعرية.
الشعر الشعبي والنبطي
إن الشِعر الشعبي يتحدث بلهجة سكان المنطقة أو البلد التي ينحدر منها الشاعر، ويحكي لسان حالهم وقضاياهم الحياتية، كما يستدل الناس على الأصل الجُغرافي لقائله من طبيعة اللهجة التي يتحدث بها شعره، أمّا الشعر النبطي فلهجته واحدة لا يستطيع أحد مخالفتها أو الخروج عن مسارها، ثمّ القول بأن ما كُتب هو شعر نبطي، وتُعدّ لهجة أهل نجد الأصلية اللهجة المعروفة للشعر النبطي، ومنطقة نجد هي اليوم: الرياض، والقصيم، وحائل، ومنطقة الجوف.