مفهوم الصحافة المكتوبة وتاريخها

كتابة:
مفهوم الصحافة المكتوبة وتاريخها

مفهوم الصحافة المكتوبة

هي الوسيلة التي يتم من خلالها صياغة الأخبار والمعلومات حول الأحداث الجارية وبذلك يتم العمل على تحليلها ونشرها، وأيضًا يمكن تعريفها: بأنها مرآة للحياة في المجتمع بجميع أنشطته وهي سجل للوقائع يومًا بعد يوم أو أسبوع بعد أسبوع أو غير ذلك.[١]والصحافة المكتوبة هي الوسائل المطبوعة التي تنقل الأخبار والأحداث اليومية، مثل الصحف والمجلات والنشرات.[٢]

تاريخ الصحافة

ساعدت الكتابة على اكتشاف الصحافة حيث استعملت كأداة لتبليغ الناس بما يحدث حولهم لأول مرة، ففي مدينة روما كان يجلس مجلس الشيوخ لتسجيل مداولاتهم ثم تعليقها ليطّلع عليها الجمهور، وكانت تسمى هذه التسجيلات "الأحداث العامة".[١]

وأيضًا في الوقت ذاته يتم إصدار أوراق أخرى تتحدث عن بعض المناسبات والوقائع، مثل: الزواج، الوفيات، الحفلات، والأعياد، وكانت تسمى هذه "الأحداث اليومية" ولم تكن تصدر بصفة يومية بل حسب ما تشير إليه الظروف.[١]

وكانت الجزيرة العربية قبل الإسلام على معرفة بهذه الظاهرة حيث تعتبر "المعلقات" بالرغم من الطابع الشعري والأدبي كأوراق تُملأ أخبارًا وحوادث كان قد شاهدها الشاعر وقام بتسجيلها، وهي أفضل من أوراق روما؛ لأنها توضع سنويا في سوق عكاظ.[١]

أما في أوروبا فنجد الصحافة البدائية تظهر بإيطاليا في القرن الرابع الميلادي، حيث كانت تقوم بإصدار أوراق تسمى "الإعلانات" وكانت هذه الأوراق تنسخ باليد وتباع إلى الأمراء والأغنياء وبذلك انحصرت بكونها لطبقة معينة.[١]

ظهور الصحف الأسبوعية

أخذت الصحافة بالتطور سريعًا خاصة من ناحية المضمون الذي أصبح يغطي الصراع السياسي والديني بشكل واسع، وبسبب ذلك بدأت السلطات القائمة بالعمل على فرض رقابتها، مما جعل هذا التطور يتعرقل نوعًا ما، لكن هذا لم يمنع الصحف بأخذ أشكال أخرى، فأخذت بالتقلص من فترة الصدور.[١]

ففي عام 1509م ظهرت الصحيفة الأسبوعية الأولى بمدينة ستراسبورغ، ثم في عام 1622م ظهرت بمدينة لندن، وفي عام 1631م ظهرت بمدينة باريس، وبعد ذلك أخذت الصحف الأسبوعية دورًا كبيرًا كوسيلة إعلامية عصرية.[١]

ظهور الصحف اليومية

في نهاية القرن السابع عشر ظهرت الصحيفة اليومية الأولى، ولكن كانت انطلاقتها الحقيقية في أواخر القرن الثامن عشر واستمرت في السنوات الأولى من القرن التاسع عشر، فكثرت اليوميات وأصبح النشاط الصحافي بارز الظهور كمهنة جديدة، وبدأ انتشار القوانين الأولى التي أخذت تحدد هذا النشاط.[١]

ومن هذه القوانين قانون "ليبل أكت" 1792م بإنجلترا الذي منح الصحافيين بعض الضمانات وفتح بذلك مجالًا واسعًا للصراع الكبير بين الصحافة والسلطة.[١]

العصر الذهبي

مع التطور الذي صحب الصحافة، عرفت الصحافة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ازدهارًا كبيرًا جعل الناس يسمون هذه الفترة (العصر الذهبي)[١]، وذلك بسبب عدة عوامل ساعدت الصحافة على التطور والازدهار ومن هذه العوامل:

  • ظهور وكالات الأنباء، حيث عملت الوكالات على جمع الأخبار والمعلومات وتوزيعها على مختلف الصحف.[١]
  • استعمال الإشهار التجاري بحيث أصبحت الصحف تكتسب موارد إضافية لمبيعاتها.[١]
  • اكتشاف وسائل طبع جديدة (الروتاتيف) الذي عمل سنة 1870م فكانت تقوم بنسخ 18,000 نسخة في الساعة.[١]

الصحافة العصرية في الوطن العربي

بدأت الصحف المكتوبة في الوطن العربي بالظهور في القرن التاسع عشر الميلادي، ويرجع السبب في ذلك إلى دخول الحملة الفرنسية إلى مصر، والتي قام بها نابليون عام (1799م - 1801م) حيث أصدرت لأول مرة فوق التراب العربي جريدتان باللغة الفرنسية هما: "بريد مصر" و"العشرية المصرية".[١]

وبسبب دخول المطبعة العصرية إلى مصر، بدأ يفكر محمد علي بإنشاء مطبعة (بولاق) عام 1828م، وتم إصدار أول جريدة عربية وهي "الوقائع المصرية" وكان من يدير هذه الجريدة رفاعة الطهطاوي.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض زهير إحدادن، الصحافة المكتوبة في الجزائر، صفحة 15. بتصرّف.
  2. "What Is Journalistic Writing?", study, Retrieved 21/3/2022. Edited.
10252 مشاهدة
للأعلى للسفل
×