مفهوم الطاعة الزوجية في الإسلام

كتابة:
مفهوم الطاعة الزوجية في الإسلام

مفهوم الطاعة الزوجية في الإسلام

خصّ الإسلام الزوج بالقوامة على المرأة في الإنفاق وبما فضل الله بعضهم على بعض من صفات وقدرات، لقوله -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ).[١]

وقوله -تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)،[٢] ورتب على هذه القوامة واجب الطاعة للزوج على زوجته في كل أمر فيه معروف مادام أنه لا يأمرها بمعصية الله -عز وجل-.[٣]

ومع ذلك فإنّ الإسلام قد ضمّن للمرأة احترامها وخصوصيتها وإنسانيتها، فكما أوجب الطاعة عليها أوجب كذلك على الزوج واجبات تجاه الزوجة؛ منها أن يتحلى معها بكل خلق كريم، مما يديم المودة بينهما ويضمن استمرار الحياة الزوجية وفق ما أراده الله -عز وجل-، فإن للزوجة ما تستحق من احترام ومشورة وإبداء رأي ونقاش؛ للوصول إلى ما هو خير وأصلح.[٣]

مظاهر طاعة الزوجة لزوجها

وهذه الطاعة تكون بأمور كثيرة؛ منها:

  • تمكين الزوج من المعاشرة، وعدم الامتناع عنه إلا لعذر شرعي

لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ، فَلَمْ تَأْتِهِ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا، لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ). [5] [12]

  • أن تسكن معه حيث يختار

إنّ من حقِّ الزوج على زوجته أن يسكنها حيث شاء، وينتقل بها حيث أراد، وليس للزوجة الامتناع عن ذلك ما لم تكن اشترطت عليه ذلك في عقد النكاح.[٤]

  • أن تستأذنه عند الخروج من المنزل

قال القرطبي: قيام الرجال على النساء هو أن يقوم بتدبيرها وتأديبها، وإمساكها في بيتها ومنعها من البروز أي الخروج، وأن عليها طاعته وقبول أمره ما لم تكن معصية.[٥]

  • عدم إدخال من يكره إلى منزله[٦]

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبة حجة الوداع: (فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون).[٧]

  • أن تحفظه في غيبته في نفسها وفي ماله[٨]

قال -تعالى-: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)،[٩]بأن تحفظ عرضه، ولا تفشي سره، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أيُّ النساءِ خيرٌ؟ قال: الذي تسرُّهُ إذا نظَرَ وتطيعُهُ إذا أَمَرَ ولا تخالِفُهُ فيما يكرَه في نفسِهَا ومالِهِ). [11]

  • حسن تبعل المرأة لزوجها

من حسن طاعة المرأة لزوجها ألا تقع عينه منها إلا على حسن، ولا يشم منها إلا طيبا، لقول النبي -عليه السلام-: (ألا أخبركُ بخيرِ ما يكنزُ المرءُ؟ المرأةُ الصالحةُ، إذا نظرَ إليها سرَّتْه، وإذا أمرَها أطاعَتْه، وإذا غابَ عنها حفظَتْه).[١٠]

  • احترام الزوجة لزوجها واحترام أهله

وأن تفرح لفرحه، وتحزن لحزنه، وأن تهيأ المنزل لقدومه وتحضر طعامه ولا تنغص منامه.

حكم طاعة الزوجة لزوجها

طاعة الزوج واجبة على الزوجة، قال الله -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ[٩] فإذا أدى الرجل للمرأة ما عليه من الالتزامات التي ترتبت عليه بموجب عقد النكاح؛، كإعطائها مهرها، والالتزام بالإنفاق على الزوجة حسب مقدرته، وأن تكون أمينة على نفسها معه، فقد صار واجبا عليها طاعة زوجها.[١١]

وقد رتّب الشارع الثواب الجزيل على طاعة الزوج، كما رتب الإثم العظيم على مخالفة أمر الزوج؛[١١] حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: ذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، وصامَت شهرَها، وحَفِظَت فرْجَها، وأطاعَت زَوجَها، دخَلتِ الجنَّةَ).[١٢]

حدود طاعة الزوجة لزوجها

إنّ قوامة الرجل على المرأة تعني الرعاية والحفظ لا قوامة تسلُّط وتجبُّر، ونزيد هنا أن طاعة المرأة لزوجها ليست طاعة مطلقة في كل شيء بل هي طاعة مقيدة بضوابط الشرع، ومن ذلك أن يكون المأمور به مباحاً ولا ضرر فيه على المرأة، وأن يكون مما له علاقة بالنكاح وتوابعه.

قال ابن نجيم: "المرأة لا يجب عليها طاعة الزوج في كل ما يأمر به؛ إنما ذلك فيما يرجع إلى النكاح وتوابعه؛ خصوصاً إذا كان في أمره إضرار بها"، وعلى ألا تكون إطاعتها له في معصية؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ).[١٣]

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:228
  2. سورة البقرة، آية:228
  3. ^ أ ب محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1121. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 13492. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 326. بتصرّف.
  6. سيد سابق، فقفه السنة، صفحة 201.
  7. رواه ابن العربي، في عارضة الأحوذي، عن عمرو بن الأحوص، الصفحة أو الرقم:6/179، حديث صحيح.
  8. فيصل آل مبارك، تطريز الصالحين، صفحة 204.
  9. ^ أ ب سورة النساء، آية:34
  10. رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1643، إسناده ضعيف.
  11. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 123. بتصرّف.
  12. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك و عبد الرحمن الزهري، الصفحة أو الرقم:661، حديث صحيح.
  13. رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين، عن ابن القيم، الصفحة أو الرقم:1/58، حديث صحيح.
2815 مشاهدة
للأعلى للسفل
×