محتويات
مفهوم العجلة في الصلاة
عندما نقول تعجل الشخص في الأمر يكون المقصود بذلك أنه قد أسرع فيه من غير تأنٍ ولا روية، وهكذا العجلة في الصلاة فإن مؤديها قد يقع في أخطاء عندما يتعجل ويتسرع في الصلاة؛ كأن يختصر منها ويكون هذا بالإيجاز منها وعدم التطويل، وإن المقصود بالنقر في الصلاة أي؛ تقصير السجود إلى حدٍ لا يكفي المصلي من أداء العدد المسنون من التسبيحات.[١]
والعجلة في الصلاة قد تكون في الركوع أو السجود، أو في الجلسة بين السجدتين، أو عند وقوف المصلي بعد الركوع، فإن من واجب المسلم عند إقامة الصلاة وتأديتها أن يقيمها ويؤديها بخشوع وتأني وطمأنينة، فالطمأنينة فرض لا بد منه عند الصلاة، فقد يؤدي المسلم بعجلته وسرعته في الصلاة إلى بطلانها.[٢]
موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من العجلة في الصلاة
لقد حثَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه -رضوان الله عليهم- على التأني في الصلاة وعدم العجلة والسرعة فيها،[٣] عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أقيمَتِ الصَّلاةُ ، فلا تَأتوها وأنتُمْ تَسعونَ ، ولَكِن ائتوها وأنتُمْ تمشونَ ، وعليكُمُ السَّكينةَ فما أدرَكْتُمْ فصلُّوا ، وما فاتَكُم فأتمُّوا).[٤]
وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي -رضي الله عنه- قال: (بيْنَما نَحْنُ نُصَلِّي مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: ما شَأْنُكُمْ؟ قالوا: اسْتَعْجَلْنَا إلى الصَّلَاةِ؟ قَالَ: فلا تَفْعَلُوا إذَا أتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَعلَيْكُم بالسَّكِينَةِ، فَما أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وما فَاتَكُمْ فأتِمُّوا)،[٥] ومن أهمية وسمو درجة التأني في الصلاة أحبها الله -عز وجل.
أشكال العجلة في الصلاة
يتضمن في مفهوم العجلة والسرعة في الصلاة أشكال مختلفة ومتعددة، سأقوم بذكر بعضها:[٦]
- إسراع المصلي عند ذهابه إلى المسجد في حال تأخره، وذلك ليدرك الصلاة ولا سيما إذا كان الإمام قد أقبل على الركوع أو قد أتمّ ركوعه، فتجد المتأخر يهرول ليدرك الركعة، ولكن حتى إذا كان في ظاهر الأمر أنه فيه حرص على الصلاة، فقد يؤدي تسرعه إلى عدم الخشوع أثناء الصلاة، وهذا الأمر نهى عنه الرسول -عليه السلام-.
- العجلة الزائدة في قراءة سورة الفاتحة وما يليها من سور أخرى، والسرعة في قراءة الأذكار، فإن من السنة أن يقرأ المصلي الفاتحة آية آية، لكي يفهم مقصودها ومرادها.
- عدم إتمام المصلي ركوعه وسجوده في الصلاة، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تُجزئُ صلاةُ الرَّجلِ حتَّى يُقيمَ ظهرَهُ في الرُّكوعِ والسُّجودِ).[٧]
- مسابقة الإمام في الركوع والسجود، فتجد أن بعض الناس يسابق في صلاته مع الإمام، فقد يكاد يركع أو يسجد قبل قيام الإمام بذلك.
المراجع
- ↑ "تعريف وشرح ومعنى العجلة في الصلاة"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "حكم العجلة في الصلاة ونقرها"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، رحمة للعالمين، صفحة 173. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:327 ، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:635، صحيح.
- ↑ د. محمد بن إبراهيم النعيم (24/6/2020)، "العجلة المذمومة في الصلاة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن أبو مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:855، صحيح .