مفهوم العقيدة الإسلامية

كتابة:
مفهوم العقيدة الإسلامية

العقيدة الإسلامية لغة

إنَّ العقيدةَ في اللغةِ مأخوذةٌ من الإحكامِ والشدِّ وقوةِ الربطِ، وبناءً على ذلك فيُمكن تعريفُ العقيدة الإسلامية في اللغة على أنَّها: ما بُني على اليقينِ الذي يستقرُّ في قلب العبد، والذي يسلِّم به العقلَ وتُقيّض له المشاعرَ والعواطفَ.[١]

العقيدة الإسلامية اصطلاحًا

أمَّا في الاصطلاح الشرعي فإنَّ العقيدةَ تعني الإيمانَ الجازمِ بالله -عزَّ وجلَّ- وبما يجب له من التوحيدِ والطاعةِ، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله، والإيمان باليومِ الآخر، وبالقدرِ خيره وشرِّه، إيمانًا جازمًا لا يقبل الشكَّ ولا يمازجه الظنَّ.[٢]

أصول العقيدة الإسلامية

إنَّ أصولَ العقيدةِ الإسلاميةِ وأساسها هي أركانُ الإيمانِ الستةِ ذاتها،[٣] والمذكورة في الحديث المرويِّ في صحيح مسلم، والذي سأل فيه جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان، فأجابَ النبيُّ: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ)،[٤] ولا بأس في هذا المقال من الحديثِ عن كلِّ أصلٍ من هذه الأصول بإيجازٍ فيما يأتي:

  • الإيمان بالله

ويكون ذلك من خلال الإيمانِ بوجود الله -عزَّ وجلَّ- والتصديق الجازمِ به، وتوحيده بالذاتِ والأفعال والأسماء والصفات.[٥]

  • الإيمان بالملائكة

ويكون ذلك بالتصديقِ الجازم بوجود هذه المخلوقاتِ، والإيمان بصفاتهم وأعمالهم المذكورة في القرآنِ الكريم أو في السنة النبوية المطهرة.[٦]

  • الإيمان بالكتب

ويكون ذلك من خلال التصديق الجازم بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد أنزل على رسله كتبًا، وأنَّ هذه الكتب إنَّما هي كلام الله، وأنَّ الغاية منها هي هداية البشرية وتشريع الشرائع لهم.[٧]

  • الإيمان بالرسل

ويكون من خلال التصديق الجازم بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد أرسل رسلًا لهداية البشرِ، ودعوتهم إلى دينِ التوحيدِ، ودعوتهم إلى الكفر بما يُعبد من دون الله، وتصديق هؤلاء الرسل جميعهم، والإيمان بأنَّهم بلّغوا رسالة ربهم على أكمل وجهٍ.[٨]

  • الإيمان باليوم الآخر

وذلك بأن يؤمن المسلم أنَّ هناك يومًا يبعث الله -عزَّ وجلَّ- فيه الخلائق، ويجازيهم على أعمالهم في الدنيا، فيجازي أهل الإيمانِ بالخلود في الجنة، ويجازي أهل الكفر بالخلود في النار.[٩]

ويكون بإيمانِ المسلمِ بأنَّ كلَّ ما يقع له في الدنيا من من خيرٍ أو شرٍ، وكلَّ ما يحصل من أحوالٍ، وما يجري في هذا الكون إنَّما هو بقضاء الله -عزَّ وجلَّ- وقدره.[١٠]

موضوعات علم العقيدة

هناك عددٌ من الموضوعات والأقسام التي تُدرس في علم العقيدةِ، وفي هذه الفقرة سيتمُّ ذكر هذه الموضوعاتِ، بالإضافةِ إلى توضيحٍ بسيطٍ ومختصرٍ لكلِّ موضوعٍ من هذه الموضوعات، وفيما يأتي ذلك:[١١]

  • يُدرس في علمِ العقيدةِ الألوهيةِ

وما يتعلق بذاتِ الله -عزَّ وجلَّ- من حيث الصفات المتصفِ بها، والصفاتِ التي يتنزه عنها، وحقوقه على عباده.

  • يُدرس في علمِ العقيدِة ذوات الرسل والأنبياء

فيتمُّ فيه بيان حقوقهم على أتباعهم والواجبات المترتبةِ عليهم، وبيان الأمور الجائزة والمستحيلةِ في حقِّهم.

  • يُدرس في علم العقيدةِ الأمور السمعية والغيبية

وهي الأمور التي لا يُمكن للبشرِ معرفتها إلا عن طريقِ الوحيِ، ولا يستطيعُ العقلُ إثباتها أو نفيها، ولهذه الأمور ضوابطٌ وهي عدم مقدرة العقلِ على منعها أو إحالتها، فبمجرد أن صحَّ النقلَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فليس للعقلِ إلَّا التصديقَ الجازمِ بها.

  • يُدرس في علمِ العقيدةِ أيضًا كيفية الردِّ على أهلِ البدعِ والأهواء

حيث إنَّ من موضوعاتِ علم العقيدة القدرَ والأخبارَ وأصول الأحكام القطعيةِ، وكلَّ أصول الدينِ والاعتقادِ، والتي من خلالها يتعلم المسلم كيفية ردِّ الشبهات.

أهمية العقيدة الإسلامية

للعقيدةِ الإسلاميةِ أهميةٌ بالغةٌ في حياةِ الفردِ، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٢]

  • إنَّ العقيدة الإسلامية هي الأساس المتين الذي يتخذه المسلم منطلقًا إلى وحدانية الله -تعالى-

فلا يُمكن للمسلمِ أن يكون قادرًا على أداء العباداتِ كافة، وتحقيق جميع ما شرع الله -عزَّ وجلَّ- إلَّا إذا كان له أساسًا متينًا ينطلقُ منه؛ لذلك فقد مكث النبيُّ ثلاثة عشر عامًا يغرس في نفوس أصحابه العقيدة السليمة، ليتمكنوا بعد ذلك من تحقيق المطلوب منهم من عبادات وشرائع على أكمل وجهٍ.

  • إنَّ العقيدةَ الإسلاميةَ تعدُّ ضرورةً من الضروراتِ التي لا يُمكن للإنسان الاستغناءَ عنها

فهو يميل بفطرته إلى ضرورة وجود قوةٍ عليا، يميلُ إليها ويلجأ لها، وإنَّ هذا الميلِ يحقق للإنسانِ حبَّ التدينِ والميل له، ومن هذا المنطلق أولى ما يحقق ذلك هو الاعتقاد الصحيح الموافق للعقلِ، وهذا ما جاءت به العقيدة الصحيحة.

  • إنَّ العقيدة الإسلامية لها وجهةٌ واحدةٌ مع بقيةِ العبادات

وهي إخلاص الدينِ لله -تعالى-، ومن أراد أن يُخلص في عبادته عليه الاهتمام جيدًا بعقيدته، فالذي يؤمن بالله وبذاته وصفاته إيمانًا جازمًا حقيقيًا لا يُمكن له أن يُشرك أو يرائي معه أحدًا آخر، لعلمه بعظمة ربِّه وحقارةَ ما سواه من المعبوداتِ الباطلة.

  • إنَّ العقيدة الإسلامية تقدم للمسلم تمام المعرفةِ بالمعبود

ومن عرف ربَّه حقَّ المعرفة فإنَّه يصل بذلك إلى تمام المحبة، والتي بدورها توصل المسلم إلى تمام الإخلاص لله في كافة أعماله وتصرفاته.

  • إنَّ العقيدة الإسلامية الصحيحة السليمة تدفع المسلمَ إلى العمل بجدٍّ وإخلاصٍ

لعلمه أنَّه يُثاب على أعماله صغيرها وكبيرها، ومن خلال ذلك يكون قد حقق غايةً من غاياتِ خلقه، وهي عمارة الأرضِ وتحقيق الخلافةِ فيها.

  • إنَّ العقيدة الإسلامية السليمة تهب المسلم حريته التامة

إذ إنَّه من خلال العقيدة يعرف صفات الله -عزَّ وجلَّ- ويؤمن بها إيمانًا جازمًا، ويؤمن أنَّ الرزق والنفع والضرَّ بيد الله وحده، فتجعل المسلم يلجأ إلى ربه ولا يخاف أحدًا غيره، وبذلك ينتقل من عبادةِ المخلوقاتِ إلى عبادةِ ربِّ المخلوقاتِ وحده.

المراجع

  1. ناصر العقل، مجمل أصول أهل السنة، صفحة 3، جزء 1. بتصرّف.
  2. ناصر العقل، مجمل أصول أهل السنة، صفحة 4، جزء 1. بتصرّف.
  3. محمد بن عودة السعوي (1425)، رسالة في أسس العقيدة (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية:وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 5. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، حديث صحيح.
  5. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 88، جزء 1. بتصرّف.
  6. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 140، جزء 1. بتصرّف.
  7. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 166، جزء 1. بتصرّف.
  8. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 181، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 211، جزء 1. بتصرّف.
  10. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 399، جزء 1. بتصرّف.
  11. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية الدرر السنية، صفحة 20، جزء 1. بتصرّف.
  12. غير معروف، أهمية العقيدة في حياة الإنسان، صفحة 3. بتصرّف.
4342 مشاهدة
للأعلى للسفل
×