مفهوم الغفلة

كتابة:
مفهوم الغفلة

مفهوم الغفلة

الغفلة هي انشغال القلب مع عدم النسيان بغير الخالق -سبحانه وتعالى-، فإن كان -سبحانه- في بالك دائما فإنك لا تغفل عن أوامره في كل وقت سواء في صلواتك المفروضة، أو كنت تعمل في أي عمل في أي معنى من المعاني.[١]

وعكسها اليقظة: وهي القوامة لله وذكره، والابتعاد عن الغفلة والفتور، وهي ما يستنير به القلب للحياة ورؤية نور التنبيه، وهي ثلاثة أشياء:[٢]

  • ذكر القلب لنعم الله -تعالى-؛ وأنه عاجز عن عدها، وأن يقف عليها، وأن يعرف منة الله عليه بها، وأن يعلم بأنه مقصر بحق الحمد لله بها.
  • معرفة المعصية؛ أن يعرف خطر الوقوع فيها، وأن يسارع إلى تداركها، والتخلص من إثمها، والتوبة منها، والاستغفار عنها.
  • الانتباه إلى فوات الأيام، ونقصان العمر؛ وعدم تضييعه والنظر إلى قلته، وتدارك ما فات فيه، وعمارة باقيه بالطاعات.

الفرق بين الغفلة والنسيان

الإنسان في ثلاث حالات:[٣]

  • الذكر: وهو أن يكون متخلصا من الغفلة والنسيان.
  • الغفلة: وهو أن يكون ذاكرا لكنه مختارا الترك؛ أي ترك الذكر.
  • النسيان: هو ترك الذكر بغير اختيار؛ لذا كان الناسي غير مكلف ولا محاسب إلا إذا تذكر.

فالفرق بين الغفلة والنسيان هو أن يدرك الإنسان الذكر لكنه يختار تركه، وهذه هي الغفلة، ولهذا قال الله -تعالى-: (وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ)،[٤] ولم يقل -سبحانه- ولا تكن من الناسين، لأن النسيان لا ينهى عنه لأنه لا اختيار فيه.[٣]

علامات الغفلة

إنّ أضر الخصال في الإنسان من غيرها وأشدها على الخاص والعام، والعالم، والمتعلم، والجاهل، الغفلة، وأشد الغفلة ما أنت غافل عنه وجاهل به، فكيف تصلح هذا الحال؟ والأصلح والأنفع هو التيقظ وهو أصل كل خير، والغفلة أصل كل شر.

ومن أبين وأوضح علامات التيقظ، هو الهم والحزن، وحسن الاستعداد لما هم به وحزن عليه، وأبين علامات الغفلة البطر والمرح، فهما يُسهيان، وينسيان التيقظ، وفي ترك التيقظ ترك الاستعداد للآخرة، والغفلة، طول الأمل ونسيان ذكر الآخرة إلا بالخاطر، أي إن خطرت على باله مرة! وهذا لا يداوم عليه العبد، ومنها يتولد الوقوع في الإثم والعصيان.[٥]

علاج الغفلة

الغفلة سبب ضعف الإيمان، لذا وجب علاجها على السرعة والفور، وتزول بعدة أمور منها ما يلي:

  • التذكر والوعظ؛ ملازمة تذكر أهوال الآخرة من حشر، وصراط، وحساب، وغيرها من الأهوال، والعذاب وأصنافه فيها، ملازمة دائمة.
  • النظر إلى الخائفين؛ والسماع عنهم وأحوالهم، أي النظر فيمن كانوا يخافون اليوم العظيم، ومقابلة الله -سبحانه وتعالى-، من الصالحين.[٦]
  • الدعاء؛ والخلاص من الغفلة يكون في إخلاص الدعاء إلى الله -تعالى- بالثبات والهداية.
  • صحبة الصالحين الذاكرين؛ ممن يذكرك إذا نسيت، ويشد على يدك إلى الطاعة، وينهاك عن الاقتراب من المعاصي.[٧]
  • ذكر الله كثيراً؛ ومن وسائل التخلص من الغفلة والنسيان كثرة ذكر الله -تعالى-، من ثناء ودعاء، ومسارعة إلى الطاعة.[٨]

المراجع

  1. الإمام الشعراوي، كتاب تفسير الشعراوي، صفحة 4553. بتصرّف.
  2. أبو إسماعيل الهروي، منازل السائرين، صفحة 12. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ابن القيم، مدارج السالكين، صفحة 405. بتصرّف.
  4. سورة الأعراف ، آية:205
  5. الحارث المحاسبي، آداب النفوس، صفحة 116-117. بتصرّف.
  6. أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، صفحة 168. بتصرّف.
  7. الحارث المحاسبي، آداب النفوس، صفحة 118. بتصرّف.
  8. أبو إسماعيل الهروي، منازل السائرين، صفحة 71. بتصرّف.
4715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×