العلوم الشرعية
إنّ العلوم الشّرعيّة من أفضل العلوم وأعظمها، فهي سبيل للدّخول إلى الجنّة، حيث يتضح ذلك في قول الرّسول عليه السّلام: "مَن سلَك طريقًا يطلُبُ فيه عِلمًا سلَك اللهُ به طريقًا مِن طُرقِ الجنَّةِ"،[١] ولا سيّما أنّ الذي يطلب العلم الشّرعي يكون بمنزلة المُجاهد في سبيل الله، ومن الأدلّة على عظمة هذا العلم، أنّ علماء الشّريعة إن فُقِدوا سيؤدّي ذلك إلى ضياع الأمة وضلالها، ومن الجدير بالذّكر أنّ العلوم الشّرعيّة تنقسم إلى عدّة أقسام ومنها: علوم القرآن والحديث وأصول الدّين والتّفسير والإعجاز والفقه وغيرها من العلوم المُرتبطة بالعلم الشّرعي، وفي هذا المقال سيتمّ الاقتصار على مفهوم الفقه الإسلامي، بالإضافة إلى مصادر الفقه الإسلامي وخصائصه.[٢]
مفهوم الفقه الإسلامي
إنّ علم الفقه من أشرف العلوم كونه يستند على كلام الله تعالى والنّبي -عليه السّلام- ومفهوم الفقه الإسلامي في اللّغة هو: مُطلق الفهم، حيث يندرج تحت إطلاقه؛ الفهم الدّقيق أو التَّعرُّف على الغرض من كلام المُتكلّم، أمّا بالنّسبة لمفهوم الفقه الإسلامي اصطلاحًا معناه: استنباط الأحكام الشرعيّة العمليّة المأخوذة من أدلتها التّفصيليّة، والأدلّة التّفصيليّة؛ هي المصادر التي يرتكز عليها أساس التّشريع وهي القرآن والسنّة، وغيرها من المصادر التي سيتمّ التّعرّف عليها فيما يأتي.[٣]
مصادر الفقه الإسلامي
الفقه الإسلامي يقوم على أدلّة ويُطلق عليها مصادر الشّريعة الإسلاميّة أو مصادر الفقه الإسلامي، لكن هذا الخلاف في التّسمية لا يؤثّر على فحوى الموضوع، فأصل التّشريع مصدره واحد؛ وهو الوحي الإلهي، الذي يُعرف بأنّه القرآن والسّنّة، ولهذا تنقسم مصادر الفقه الإسلامي إلى: مصادر أصليّة ومصادر تبعيّة، فالأصليّة هي التي لا يُقبل فيها الاجتهاد؛ لأنّ مصدرها الوحي، وهي القرآن والسّنّة، أمّا بالنّسبة للمصادر التّبعية؛ هي التي تعتمد على المصادر الأصليّة في إطلاق الحكم على النّازلة، ومن هذه المصادر: الإجماع والقياس والاستحسان والاستصحاب وقول الصّحابي وشرع من قبلنا والعرف.[٤]
خصائص الفقه الإسلامي
إنّ الفقه الإسلامي تكمن فيه العديد من المميزات والخصائص التي ينفرد بها عما دونه من العلوم الوضعية الأخرى؛ كعلم القانون والطب والفيزياء وغيرها من العلوم التي تكون يد الإنسان متعلقة بها، ومن أهم الخصائص والمميّزات التي انفرد بها علم الفقه ما يأتي:[٥]
- ذا هدف وغاية سامية: إنّ هدف الفقه الإسلامي؛ تنظيم علاقة الأفراد والجماعات، والهدف الأساسي؛ تنظيم علاقة المخلوق بخالقه، بتشريع العبادات والمعاملات والعقوبات وغيرها من أبواب الفقه.
- مصدره الوحي الإلهي: ممّا يعني انسجامه مع فطرة الإنسان وما يُناسب عقله، هذا يعني أنّ الله تعالى أعلم بعباده وأعلم بما يتّفق مع قدرتهم وميولهم وطبيعتهم، وذلك واضح في قوله تعالى: {ألَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.[٦]
- الالتزام بأحكام الفقه يُعدّ طاعة لله تعالى: هذا يعني أنّ الامتثال للأحكام يُعدّ طاعة ويثاب عليه العبد، أمّا عدم الامتثال يؤدّي إلى وقوع العبد بالإثم وسيعاقب عليهه يوم القيامة.
- عدم الحرج: من تتبّع الأحكام الشّرعيّة يجد أنها تتوافق مع عقليّة الإنسان، وبعيدة عن المشقّة وعسر التّكليف؛ حتى لا يضعف الإنسان بأداء واجباته وقلّة عزيمته.
- شموليّة الفقه الإسلامي: إنّ الفقه الإسلامي جاء لجميع النّاس، فهو ليس مُقتصرًا على فئة معيّنة من النّاس، حيث جاء ليُنظّم جميع علاقات الفرد سواء علاقته بنفسه أو غيره أو بالمُجتمع.
المراجع
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 88، أخرجه في صحيحه.
- ↑ "فضل دراسة العلوم الشرعية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "معنى الفقه لغة واصطلاحًا"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "مصادر التشريع الإسلامي"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "خصائص الفقه الإسلامي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الملك، آية: 14.