مفهوم القرين
إن كل إنسان لديه قرين من الملائكة وقرين من الجن، فالقرين من الملائكة يأمر الإنسان بالخير، والقرين من الجن يأمر الإنسان بالشر، وفيما يأتي بيان مفهوم القرين:
- القرن في اللغة: الوصل أو الجمع بين شيئين، فاقتران الشيء بشيء آخر أي صاحبه، فالقرين إذًا هو الصاحب.[١]
- القرين اصطلاحًا: هو الشيطان الذي يسلطه الله -تبارك وتعالى- على الإنسان، حيث أنه يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف كما قال -عز وجل-: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ).[٢]
- لا يختص القرين بكونه من الجن فقط، وإنما هناك قرين من الملائكة يحث العبد ويكون عونا له على الطاعات.[٣]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَك لمَّةً فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ)،[٤] فالقرينان يجاوران الإنسان، المَلَك يرغبه بالخير ويأمره به، والجن يرغبه بالشر ويأمره به.[٥]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِنكُم مِن أحَدٍ، إلَّا وقدْ وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ قالوا: وإيَّاكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وإيَّايَ، إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَنِي عليه فأسْلَمَ، فلا يَأْمُرُنِي إلَّا بخَيْرٍ)،[٦] فالقرين من الملائكة يختلف عن القرين الموكل بحفظ الإنسان، إنما القرين من الملائكة موكلٌ بإرشاد الإنسان بإذن ربه إلى أعمال الخير.[٧]
- وكل بالإنسان قرين من الجن، وهو لا يرشد الإنسان إلا بما هو شر والضلال.[٧]
القرين من الملائكة
إن القرين من الملائكة يرشد الإنسان بالخير ويحثه عليه كما أسلفنا، وبيان وظيفة القرين من الملائكة فيما يأتي:[٨]
- إن القرين من الجن يأمر الإنسان بفعل الفواحش وارتكاب المعاصي، لكن يكون معه أيضا قرين من الملائكة، فيشعر الإنسان أحيانا في نفسه بتدافع القرينين مواقفِ كثيرة، عندما يقوم الشيطان يحث الإنسان على ارتكاب المعصية.
- حيث يقوم قرين الملائكة بتذكيره بالخير ويحثه عن الابتعاد عن المعصية وتقوى الله -تعالى-، حيث أن ندم الإنسان على فعل المعصية إنما هو بدافع القرين الملك الذي سخره الله -عز وجل- للإنسان.
القرين من الجن
بما أن القرين من الملائكة يحث الإنسان على الخير، هناك المقابل له وهو القرين من الجن الذي يحثه على الشر، وفيما يأتي بيان وظيفة الجن:
- عندما أخرج الله -تعالى- إبليس من الجنة وطرده الله من رحمته، طلب إبليس من الله أن يسلطه على ابن آدم، فأصبح إبليس وذريته من الشياطين مسلطين على الإنسان، فلا يولد ولد من الإنسان إلا وله قرين من الجن.[٩]
- وظيفة القرين من الجن هي: أن يقوم بالوسوسة لبني آدم بترك الطاعات وارتكاب المعاصي، قال -جل وعلا-: (وَاستَفزِز مَنِ استَطَعتَ مِنهُم بِصَوتِكَ وَأَجلِب عَلَيهِم بِخَيلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكهُم فِي الأَموالِ وَالأَولادِ وَعِدهُم وَما يَعِدُهُمُ الشَّيطانُ إِلّا غُرورًا).[١٠][٩]
- من كان قلبه عامراً بذكر الله، وقلبه مطمئنٌ بالإيمان، فإنه ليس له سلطان عليه، قال -تعالى-: (وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ إِنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ).[١١][١٢]
المراجع
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، صفحة 336. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:268
- ↑ حسن أبو الأشبال، شرح صحيح مسلم، صفحة 16.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2988، خلاصة حكم الحديث صحيح.
- ↑ سليمان الأشقر، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 44. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2814، خلاصة حكم الحديث صحيح.
- ^ أ ب ابن كثير، البداية والنهاية ت التركي، صفحة 119. بتصرّف.
- ↑ حسن أبو الأشبال، شرح صحيح مسلم، صفحة 16. بتصرّف.
- ^ أ ب حسن أبو الأشبال، شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:64
- ↑ سورة الأعراف، آية:200
- ↑ ابن عثيمين، فتاوى نور على الدرب للعثيمين، صفحة 2. بتصرّف.