مفهوم اللباس

كتابة:
مفهوم اللباس

مفهوم اللباس

تؤكد العديد من الدول الصناعية المتقدمة أنّ اللباس لا شأن له بالحرية الشخصية، لأنّ الأصل فيه على اختلاف أنواع وأشكاله هو الزينة وحماية جسد الإنسان من العوامل البيئية والاجتماعية القاسية، والتعبير عن ثقافات الشعوب، وستر كلّ ما يجب عدم الإطلاع عليه من عورة الإنسان، لذلك فهو يعتبر من أهم المظاهر الشخصية والأدوات الإعلانية والإعلامية التي تعبر عن حضارة وانتماء الإنسان لأفراد المجتمع الذي يتواصل معه وينتمي إليه.


مفهوم اللباس في الإسلام

دعت الشريعة الإسلامية إلى الفضيلة والعفاف وستر العورة، من أجل هذا بيَّنت أسس اللباس الشرعي الإسلامي مع العلم أنَّ مصطلح اللباس مأخوذ من اللبس، ويعني الملابسة والقرب والمخالطة، كما يُمكن أن يُقصد به شيئان هما:


المعنى الحسي أو المادي

اللباس هو ما يستر جسد الإنسان، حيث كان يُطلق العرب على اللباس الباطن اسم (شعار)، واللباس الظاهر اسم (دِثار)، كما أنّه سمي بشعاراً لأنّه كان يمس جلد الإنسان ويشعر به الجلد، بينما سُمي دثاراً بهذا الاسم لأنّه غطاء أو لباس مختلف، وبشكل عام يُعتبر اللباس المعروف في فترات التاريخ المختلفة جزء غير منفصل عن حضارة الإنسان؛ لأنَّ الإنسان من يوم خلقه وهو يبحث عن لباس لستر عورته لهذا يُعتبر اللباس في الإسلام أداة من أهم أدوات ستر عورة الإنسان.


المعنى المعنوي

اللباس هو لباس الخلق والأدب والإيمان، والورع والعفة والزهد والتقوى، كما يُشار إلى الليل مثل اللباس لأنَّ الليل يحد من نور الكون ويستبدله بالظلام كما قال تعالى: (وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا) [النبأ: 11].


صفات اللباس

خلق الله عز وجل لجميع الكائنات الحية لباس معين يختلف باختلاف نوع الإنسان وفصيلته، فمثلاً يلبس الماعز الشعر، والغنم الصوف، والإبل الوبر، والإنسان الملابس، وجميع هذه الألبسة تتصف بصفات ثابتة هي:

  • النماء أي أنّها مستمرة في الطول.
  • الاستمرارية طول الحياة، فمن المستحيل فقدان لباس الإنسان مهما مر عليه الزمان إلا إذا كان يُعاني من حالة مرضية كالأمراض الجلدية.
  • تغطية العورة وحماية الإنسان من البرد والحر، لهذا كلّ الأنواع الموجودة في الكون لها ملابس مناسبة لها بما في ذلك النباتات والحيوانات والإنسان، لكن يختلف لباس الإنسان عن لباس غيره من الكائنات الحية لأنّه يتبدل ويتغير، وتتم صناعته من مواد مختلفة، كما أنّه ليس جزءاً من جسده، كما يجب العلم أنّ الأصل في الإنسان لباسه وليس العري خاصة الذي يكشف العورة ويزيد الآثام والسيئات والخطايا.
3695 مشاهدة
للأعلى للسفل
×