مفهوم المسؤولية في الإسلام لغة واصطلاحًا

كتابة:
مفهوم المسؤولية في الإسلام لغة واصطلاحًا


مفهوم المسؤولية في الإسلام لغة واصطلاحًا

مفهوم المسؤولية في الإسلام لغةً

تُعَدُّ المسؤولية كلمة من الكلمات حديثة الاستعمال والاستخدام، حيث ليس لها وجود في استعمالات الفقهاء الأقدمين، بل هي تعبير معاصر قد استعمله بعض الفقهاء المتأخرين.[١]


فكلمةُ المسؤولية ترجع أصل مادتها إلى ثلاثة أحرف وهي؛ السين والهمزة واللام وعند جمعها تصبح؛ سأل، يسأل، سؤالًا، ومسألة، واسم الفاعل منه هو السائل، وكلمة مسؤول هي اسم المفعول منه، والمصدر الصناعي مسؤولية.[١]


قال راغب الأصفهاني في كتابه المفردات في غريب القرآن، في معنى السؤال وجاء بما معناه؛ أنَّ السؤال في اللغة يعتبر استدعاء معرفة، أو طريقًا وسبيلًا مؤدية إلى المعرفة، وقال ابن منظور في معنى السؤال، في قوله -تبارك وتعالى-: (وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)،[٢]كان المقصود أنَّه سوف تُسألون عن شكر ما خلقه الله -عز وجل- لكم، وذلك من شرف وذِكر.[١]



مفهوم المسؤولية في الإسلام اصطلاحًا

إنَّ مفهوم المسؤولية في الإسلام تعني أنَّ كلُّ إنسانٍ مسلمٍ مسؤولٌ عن كل شيءٍ قد جعل له الشرع سلطانًا عليه، فهو شخصٌ مكلّفَ يجب عليه تحمل المسؤولية الواجبة عليه، سواء أكانت هذه المسؤولية شخصية فردية، أو تكون مسؤولية جماعية، والمقصود بالمسؤولية الفردية؛ أنَّ كلُّ فردٍ هو مسؤول عن نفسهِ، وبدنهِ، وجوارحهِ، ومسؤول أيضًا عن عبادتهِ، وعلمهِ وعملهِ، ومعاملاتهِ وعقلهِ.[٣]


تعتبر المسؤولية الفردية؛ مسؤوليةٌ لا يستطيع أيُّ أحد آخر مشاركة الفرد في حملها سِوى الفرد نفسه، فإن أحسن فله الأجر والثواب، وإن أساء فله عقاب أليم، والمرء مسؤول عن كل كلمة يخرجها من لسانه، وعن كل حقدٍ وغلٍ وحسدٍ وضغينةٍ وبغضاءٍ وشحناء، يحملها في قلبه، فقد جاء ذكر ذلك في قوله -تعالى-: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً).[٤][٣]


تعريفات أخرى وردت عن مفهوم المسؤولية

إنَّ لمفهوم المسؤولية في الإسلام تعريفات عديدة، سأقوم بذكر بعضٍ منها فيما يلي:[٥]

  • المسؤولية: هي أن يكون الإنسان مسؤولًا ومطالبًا على كل أمرٍ أو فعلٍ قد أتاه أو فعله.
  • يأتي في معناها بأنَّها: تَحَمُّلُ الإنسان نتائج أفعاله وأعماله التي تتصف بالسلبية، حيث أنه قام بسلك هذا الطريق رغبةً واختيارًا منه، وهو مدرك تمام الإدراك معنى هذه الأفعال ونتائجها.
  • عرَّفها مقداد يالجن بما بمعناه: أنَّ المسؤولية هي أن يتحمل المرء نتيجة التزماته وقراراته واختياراته العلمية، وذلك من الناحيتيّن الإيجابية والسلبية، وأن يواجهها أمام الله -عز وجل- في الدرجة الأولى، وأمام ضميره في الدرجة الثانية، وأمام المجتمع وأفراده في الدرجة الثالثة.
  • جاء في مفهومها أيضًا: أنَّ المسؤولية هي أن يلتزم الفرد بما يصدر عنه من قول أو عمل.
  • في القانون جاء في تعريفها: هي أن يلتزم الشخص بإصلاح الخطأ الذي وقع على الغير، نتيجة أعماله وأفعاله وقراراته، طبقًا للقانون.


استشعار اتجاه الدين الإسلامي

يستشعر العبد المسؤولية اتجاه الدين الإسلامي بعدة أمور، منها ما يأتي:[٦]

  • يجب على الإنسان المسلم أن يتعمق في مفهوم المسؤولية في الإسلام، فالمسؤولية في الدين الإسلامي تنحصر في العمل وليس في نتيجته، فالعمل على الإنسان ونتيجة هذا العمل على الله -تعالى-، كالمزارع فإنَّ عمله بذر البذور وزراعتها، وعلى الله -تعالى- الزرع والإنبات.
  • إيجاد روح الجدية والمسؤولية في قلب المؤمن؛ بحيث يبذل كل جهده ويقوم باستغلال كل فرصة وكل مناسبة من أجل القيام بالعمل الصالح وما ينفعه ذلك.

المراجع

  1. ^ أ ب ت سجاد أحمد بن محمد أفضل (15/1/2015)، "المسؤولية وتعريفاتها عند أهل اللغة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف.
  2. سورة الزخرف، آية:44
  3. ^ أ ب عبد الرحمن السديس، كتاب دروس للشيخ عبد الرحمن السديس، صفحة 3. بتصرّف.
  4. سورة الإسراء، آية:36
  5. سجاد أحمد بن محمد أفضل (29/1/2015)، "تعريف المسؤولية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف.
  6. سعيد بن مسفر، كتاب دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 24-25. بتصرّف.
11771 مشاهدة
للأعلى للسفل
×