تعريف الدين
يرجعُ أصل كلمة الدين إلى الفعل: دَانَ، يَدِينُ، والدّين مجموعةٌ من المبادئ والسلوكيّات والأخلاق التي يؤمنُ بها الإنسان ويعمل بها، ويعرَّف بعض الناس الدين على أنَّه مجموعة من الأفكار والمعتقدات التي تقدّم إجابات مقنعة على مجموعة من الأسئلة الوجودية المتعلَّقة بالله -سبحانه وتعالى-، وجدير بالقول إنَّ الديانة المسيحية هي أكثر الديانات انتشارًا في العالم اليوم، تليها الديانة الإسلامية، ويزيد عدد الديانات في العالم عن عشرة آلاف ديانة، أكثرها في الهند، وهذا المقال سيتناول الحديث عن مفهوم المعتقدات الدينية إضافة إلى الحديث عن مفهوم حرية الاعتقاد الديني في الإسلام. [١]
مفهوم المعتقدات الدينية
يمكنُ تعريف المعتقدات الدينية بشكلٍ عامّ على أنَّها الثوابت التي يعتنقها الإنسان ويعيش حياته وفقًا لمبادئها، بغض النظر عن نوع الديانة التي يدين بها، وتتمحور غالب الديانات في العالم حول موضوع وجود إله معين، يؤمن به أتباع هذه الديانة ويخلصون له، ودائمًا ما ترتبط المعتقدات الدينية بالطبيعة في كثير من الأديان، أي تفسير الظواهر الطبيعية قديمًا قبل وجود العلم الحديث، كما ترتبط بفكر وجود إله لهذا الكون، ترجع إلى هذا الإله فكرة نشأة الكون، كما ترجع إليه الغيبيات بشكلٍ عامّ، كما يمكن أن تتعلق المعتقدات الدينية بالسلوكيّات والممارسات التي يقومُ بها الإنسان في حياته، فالمعتقدات الدينية التي يؤمن بها كلُّ فرد تفرض نفسها على سلوكه وتقوِّمه وفقًا لما تقتضيه وتأمر به.
ويمكن القول إنَّ جهل الإنسان بالظواهر الطبيعية، إضافة إلى جهله المستمرّ بموضوع نشأة الكون وبالفطرة الإنسانية التي تَجنحُ بطبعها إلى الأخلاق السليمة ونَبذ كلِّ السلوكيات السلبية، كلُّ هذا كان سببًا في ظهور المعتقدات الدينية التي جاءت لتجيب عن الأسئلة الوجودية التي تطرق ذهن الإنسان، ولتنظم شؤون حياته كلِّها، وخير دليل ما جاءت به الديانات السماوية من أفكار نبيلة وقيم إنسانية يقبلها الإنسان ويسعى إلى تحقيقها بصدر رحب. [٢]
مفهوم حرية الاعتقاد الديني في الإسلام
يتبادر إلى الأذهان السؤال عمَّا إذا كان الإسلام أقرَّ بحرية الاعتقاد للناس، ولكنَّ الواقع أنَّ الإسلام لا يقرُّ بحرية الاعتقاد في العقيدة على الإطلاق، بل يأمر الناس بالالتزام بالعقيدة الحَسَنة الصالحة التي مِن شأنها الدعوة إلى الأخلاق الحميدة ونبذ كلُّ السلوكيّات السلبية التي لا تقبلُها النفس البشرية، إضافة إلى إنَّ الإسلام يوجب على الإنسان توحيد الله والإخلاص في العبادة إليه، والالتزام بهذه العبادة بقناعة تامة، أعظم الذنوب هو الشرك والكفر، قال تعالى في سورة النساء: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا" [٣]، ويقول تعالى في سورة الإسراء: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ" [٤].
وكلُّ هذه الآيات القرآنيّة تدعو إلى الإيمان بالله وحده وعدم المساومة في موضوع إفراد الله في العبودية، وهذا ما دعت إليه السنة النبوية الشريفة أيضًا، فيما روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "لمَّا توُفِّيَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، ارتدَّت العربُ، قالَ عمرُ: يا أبا بَكرٍ، كيفَ تُقاتلُ العرَبَ؟ فقالَ أبو بَكرٍ -رضيَ اللَّهُ عنهُ-: إنَّما قالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: أُمِرتُ أن أقاتلَ النَّاسَ حتَّى يَشهَدوا أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنِّي رسولُ اللَّهِ، ويُقيموا الصَّلاةَ، ويُؤتوا الزَّكاةَ، واللَّهِ لَو مَنعوني عَناقًا مِمَّا كانوا يُعطونَ رسولَ اللَّهِ لقاتَلتُهُم عليهِ، قالَ عمرُ -رضيَ اللَّهُ عنهُ-: فلمَّا رأيتُ رأيَ أبي بَكرٍ قد شَرحَ، عَلِمْتُ أنَّهُ الحقُّ" [٥]، والله تعالى أعلم. [٦]
المراجع
- ↑ ديانة, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-03-2019، بتصرّف
- ↑ دين (معتقد), ، "www.wikiwand.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-03-2019، بتصرّف
- ↑ {النساء: الآية 36}
- ↑ {الإسراء: الآية 23}
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح النسائي، الجزء أو الصفحة: 3094، حكم المحدث: حسن صحيح
- ↑ هل أقر الإسلام الحرية في العقيدة؟, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-03-2019، بتصرّف