مفهوم المواطنة في الإسلام

كتابة:
مفهوم المواطنة في الإسلام


 مفهوم المواطنة في الإسلام

إن المواطنة بمفهومها الاصطلاحي تشير إلى الانتماء إلى أمة أو وطن، ويتمتع من ينتمي لهذا الوطن بحقوق معينة، وعليه القيام بمجموعة من الواجبات التي تناط إلى المواطن كالقيام بالدفاع عن الوطن.[١]


وبالنظر إلى النصوص الشرعية؛ فقد أرسى الإسلام مفهوم المواطنة بشكل واضح وجلي، ويظهر ذلك من خلال وثيقة المدينة التي أبرمها النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما جاء للمدينة، وبدأ يتنظيم علاقة المسلمين مع غيرهم، فهي أول دستور في الإسلام، وقد بينت الوثيقة الحقوق والواجبات لكل فرد، ونظمت العلاقة بين سكان المدينة من المسلمين وغيرهم من اليهود، بما يحقق العدل والمساواة.[١]


وبذلك يتبين أن الإسلام يؤيد مبدأ المواطنة وما يترتب عليه من حقوق وواجبات، وهو يحقق مصلحة الفرد والمجتمع، بما لا يترتب عليه مفاسد.[١]

مقومات المواطنة الصالحة في الإسلام

تختلف مقومات المواطنة الصالحة عند كل أمة؛ باختلاف أساليب التربية التي تستمدها كل أمة من موروثها الديني والثقافي، وإن أردنا التعرف إلى مقومات المواطنة الصالحة في الإسلام، فإنها ترتكز على ثلاثة دعائم رئيسية، وهي:[٢]


  • التمسك بالعقيدة الإسلامية المستمدة من الوحي الإلهي، والمحافظة على التشريع الإسلامي.
  • التمسك بمحاسن الأخلاق التي يدعو لها الإسلام في التعامل مع النفس ومع الغير.
  • الابتعاد عن مساوئ الأخلاق، ودفع الضرر الواقع على الغير.


الحقوق والواجبات في التشريع الإسلامي

إن الحق الأساسي الذي جاء به الإسلام في تشريعاته؛ حق الكرامة للمواطن في الدولة الإسلامية، والذي لم يفرق بين المرأة أو الرجل، ولا بين الناس بحسب أعراقهم وأديانهم، بل حفظ حق الكرامة للجميع بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللون، وهذا الحق مبني على عقيدة ثابتة تجعل كرامة الإنسان جزءًا من الإيمان نفسه، كما جاء الإسلام بموجوعة من الحقوق والواجبات، يمكن أن نجملها في ما يأتي:[٣]


  • جاء الإسلام بحق حفظ كرامة المرء، وأوجب على كل فرد التحلي بهذا الأدب، فعلى الإنسان أن يكرم أخاه الإنسان، فيحرم عليه أن يظلمه أو يعتدي على حقه.
  • جاء الإسلام بحق المساواة فمنع التفرقة بين الناس بناء على العرق أو السلالة، وحرم ما يعرف بالعنصرية، والتي قد تقضي بإهدار حق أحد وظلمه بناء على عرقه أو جنسه أو لونه، ويعالج الإسلام العنصرية بإخبار الناس أنهم خلقوا جميعًا من أب وأم واحدة.
  • أكد الإسلام على حقوق المرأة، وأهمية رفع الظلم الذي كان واقعًا عليها قبل مجيء الإسلام، فأكد كرامتها واعترف بحقوقها كاملة.
  • الإسلام أول من حفظ حقوق الأقليات إذا أكد على حق الحرية والتملك للجميع، في الوقت الذي كان المجتمع فيه مقسمًا إلى عبيد وأحرار، بل وأعطى كل فرد حرية اختيار دينه ولو كان من ضمن الأقليات الدينية.
  • أعطى الإنسان حرية التعبير، وأبرز مبدأ الحوار بين الحضارات من خلال الدعوة الإسلامية.
  • رفض الإسلام الإرهاب، ورفض الضرر للفرد أو المجتمع، كما ضمن جميع الحقوق الاقتصادية للعمال الذين كانوا مهمشين قبل الإسلام.
  • ومن أهم الواجبات التي فرضها الإسلام أهمية دفاع كل مواطن عن الأرض التي ينتمي إليها، وإن كان من ضمن الأقليات فيها، فكما ضمن لهم الإسلام حق الدفاع عنه، أوجب عليهم الدفاع عن الدولة التي ينتمون إليها بموجب هذا الحق.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت الطيار عبد الله، المطلق عبد الله، الموسى محمد بن إبراهيم (2011)، الفقه الميسر (الطبعة 1)، الرياض:مدار الوطن للنشر، صفحة 108، جزء 13. بتصرّف.
  2. الحقيل سليمان بن عبد الرحمن (1997)، متطلبات المحافظة على نعمة الأمن والاستقرار (الطبعة 1)، صفحة 123. بتصرّف.
  3. الشريف كامل إسماعيل، حقوق الإنسان والقضايا الكبرى، صفحة 6 - 13. بتصرّف.
  4. الغضبان منير محمد (1992)، فقه السيرة النبوية (الطبعة 2)، صفحة 370. بتصرّف.
5859 مشاهدة
للأعلى للسفل
×