مفهوم النطرية الواقعية في التربية

كتابة:
مفهوم النطرية الواقعية في التربية

مفهوم النظرية الواقعية في التربية

في مواجهة للنظرية المثالية في التربية ظهرت النظرية الواقعية لتخلق توازنًا معينًا بين كفتي الميزان، فبعد المغالاة الواضحة للنزعة المثالية واعتبار العقل هو مصدر الحقيقة الوحيد، ركزت النظرية الواقعية على إيصال فكرة إمكانية تحصيل الحقيقة من المجتمع المحيط للنشء، مما يعني ارتباطهم بمجتمعهم وانخراطهم فيه.[١]

المبادئ العامة للنظرية الواقعية في التربية

للواقعية في التربية عدة مبادئ منها ما يأتي:[٢]

  • التأكيد على أن العقل ينمو ويتطور بفعل التجربة وعدم وجود أي قوى فطرية موروثة قبل الولادة.
  • الإيمان بأن الفرد هو أساس كيان المجتمع كاملًا، وأن الحرية الفردية لا تتحقق إلا إذا ما تمتع الفرد بامتيازات واضحة وحقوق خاصة، وهذا يكون بتقليص سلطة الحكومة في الدول.
  • التأكيد على أن التربية عملية تدريب للإنسان للعيش في البيئة المحيطة به بتعايش وبواسطة معايير خلقية مطلقة لما هو صحيح ومنطقي للقيام به بشكل عام.
  • الاهتمام بالعلوم الطبيعية والمدارس المهنية للتهيئة العامة للمعيشة في البيئة المحيطة به.
  • العناية بالفروقات الفردية بين الطلبة.
  • الاهتمام بالتدريب الجسدي وبناء الجسم.
  • ابتكار أساليب تدريسية مناسبة للمتعلم وتساعد على تفتح ذهنه في الحياة العملية بشكل عام.
  • السعي لجعل الطالب شخصًا متسامحًا وخلوقًا قادرًا على التعايش مع محيطه ومنسجمًا معه عقليًا وجسديًا.


أهداف النظرية الواقعية في التربية

تهدف النظرية الواقعية إلى ما يلي:[٣]

  • تنمية العقل والاهتمام له، وهذا عن طريق الاحتكاك بالمجتمع وجمع الخبرات عن طريق التجارب المتعددة للوصول في نهاية الأمر إلى الحقيقة.
  • الاهتمام والعناية بالتدريب الجسدي والبناء الجسماني الصحيح الذي يتيح القدرة على التفكير الصائب.


الانتقادات الموجهة للواقعية في التربية

لاحظ الباحثون بعض النقاط السلبية المترتبة على الواقعية كمنهج تربوي، وأهم الملاحظات كانت التالية:[٣]

  • النزوح عن رغبات الفرد ومتطلباته النفسية والروحية على اعتبار أنها مجرد مشاعر عرضية سريعة الزوال، بينما الحقائق العملية هي الثابتة واللا متغيرة وعليه فالتركيز عليها هو لب الواقعية وأساسها.
  • الاهتمام بالجانب المادي أكثر من الجانب الروحي، حيث قسمت العالم على شكل صورة ومادة، وأكدت أن الجانب المادي أكثر أهمية من الروحين مما يتسبب لاحقًا في خمول روحي يعتبر وقودًا أساسيًا لإتمام الحياة بشكل إنساني.
  • التركيز على أن الأدوات المادية المتاحة تمكن الفرد من الحصول على المعرفة والحقيقة بشكل قطعي، على أن هذا ليس موضوعي كثيرًا، فهناك حقائق لا يمكن التوصل إليها عن طريق الأدوات المتاحة فقط.


التربية بين الواقعية والمثالية

كما ذكرنا، أولت الواقعية كل الاهتمام في الجوانب المادية المحيطة بالفرد متجاهلة من يكمن بداخله من ميول ورغبات روحية وعاطفية واعتبرت المجتمع هو أصل المعرفة ونمو العقل، وعلى الصعيد الآخرأولت المثالية الاهتمام بتنمية العقل باعتباره الأداة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة، والواقع أن انتهاج واحد من الأسلوبين فقط قد يميل إلى الجنوح عن الصواب، وإنما الدمج بين الاتجاهين هو الأصل، وهذا ما انطوى عليه المنهج الإسلامي في التربية.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب خالد بن سعيد الكندي (23/6/2015)، "الواقعية والمثالية"، مجلة الفلق الالكترونية، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2022. بتصرّف.
  2. "فلسفة التربية الواقعية"، فلسفة التربية الواقعية، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "فلسفة التربية الواقعية"، وزارة التربية والتعليم العالي، 3/2/2007، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2022. بتصرّف.
4972 مشاهدة
للأعلى للسفل
×