مفهوم الوطن والمواطنة
تعتبر (اجتماعيّة الفرد الطبيعيّة) هي المدخل الأساسي إلى المواطنة، لأن التقاء الأفراد يؤدي إلى تشكيل جماعات، وهو أمرٌ ملحٌّ وضروريّ لتلبية طبيعة احتياج الآخرين، وذلك عن طريق عرض الفرد خدماته للحصولِ على منافعه، وأيضاً للدّفاع عن نفسه.
من هذا المُنطلق أتت حاجة الأفراد لتشكيل مُجتمعٍ إنساني، ينخرط الأفراد فيه ضمن أطرٍ ثقافيّة واجتماعيّة وسياسيّة واقتصاديّة ودينيّة، وهذا الأمر يستوجب على الفرد إنتاج علاقاتٍ متنوّعة ضمن هذا المجتمع، ومن هذا المنطلق فإنّ الفرد ينتظم في مجتمعه ومؤسساته على اختلافها سواءً كانت مدنيّة أو رسميّة، الأمر الذي ينقله من الحالة الطبيعيّة إلى الحالة المدنيّة، والتي تُحدث فيه تبدّلاً ملحوظاً، ليحلّ العدل مكان الوهم الفطري، وتصقل أفعاله بأدب كان بحاجةٍ له، في هذه اللحظة يحل صوت الواجب مكان الباعث الجسماني والحقّ مكان الشهيّة، الأمر الذي يحذو بالفرد على المسير ضمن مبادئ أخرى، مُستشيراً عقله قبل رغباته وميوله.
الوطن
الوطن هو مفهوم يُشير إلى البقعة الجغرافيّة التي ولد الإنسان بها لتصبح سكَناً له ومقرّاً نما وترعرع فيه، وهو المكان الذي يشعر به الفرد بالانتماء والولاء له، وهو الحاضن الدائم لهذا الفرد، أو المَكان الذي تستقرّ فيه جماعة من الأفراد بحيث تكون مَكاناً أو مقرّاً دائماً لتلك المجموعة.
المواطنة
يرتبط مفهوم المواطنة بشكلٍ عام بالحقّ في الإقامة والعمل والمشاركة السياسيّة ضمن حدود بلدٍ ما، ويُشير هذا المفهوم أيضاً إلى الانتماء لمجتمعٍ يرتبط برباطٍ اجتماعيّ وثقافي وسياسي واحد ضمن دولةٍ معينة. أورد جان جاك روسّو في كتابه (العقد الاجتماعي) بأنّ الفرد له حقوقٌ إنسانيّة يجب تقديمها إليه، وفي المقابل فإن على هذا الفرد مجموعة من الواجبات والمسؤوليّات الاجتماعيّة عليه تأديتها.
المواطنة مصطلح ينبثق عنه مصطلحٌ آخر هو (المواطن الفعّال)، ويعني الفرد الذي يقوم بمشاركة الأفراد الآخرين على رفع المستوى الحضاري لمجتمعه، من خلال العمل التطوّعي. تولي الدول أهميّةً بالغةً لمصطلح المواطنة عن طريق إبراز كافة الحقوق التي يجب أن ينالها المواطنون القاطنون بها، وكذلك المسؤوليّات المترتبة على المواطنين والتي يجب تأديتها تجاه مجتمعاتهم، إضافةً لترسيخ قيمة المواطن الفعّال في أعماق المتعلمين.
يدلّ مصطلح المواطنة في القانون على صلةٍ تربط بين الدولة والفرد، وذلك بموجب القانون الدولي المواطنة والذي يُرادف مصطلح (الجنسيّة)، على الرغم من احتواء هذا المصطلح على معانٍ مختلفة وعديدة وفقاً للقانون الوطني، أمّا الأشخاص الذين لا يملكون مواطنةً في أيّة دولة يُطلق عليهم اسم (عديمي الجنسيّة).
عوامل تحديد المواطنة
- حق التراب، وتعني الولادة على أرض الوطن.
- حق الدم، أي جنسيّة الوالدين، وكانت تقتصر في السابق على جنسيّة الأب – كما هو الحال في عددٍ من الدول العربيّة – لكن بعد إعطاء المرأة حقوها في عددٍ من الدول الأخرى أصبحت للوالدين، وفي بعض الدول يتمّ تحديد عدد الأجيال التي بإمكانها الحصول على الجنسيّة، دون الإقامة في تلك الدول.
- المواطنة عن طريق الزواج، وتقوم الدول التي تُعاني من موجات هجرةٍ كبيرة بالسعي لمكافحة حالات الزواج المزوّرة بهدف الجنسيّة.
- التجنيس، وذلك من خلال إعطاء الجنسيّة للأفراد الذين دخلوا الدول المانحة للجنسيّة بشكلٍ قانوني.