مفهوم علم الجيوبوليتيك
يعرف علم الجيوبوليتيك (بالإنجليزيّة: Geopolitics) بأنّه العلم المختصّ بدراسة الصراع على الكيانات الجغرافيّة ذات البعد الدوليّ والعالميّ، والمتمثلة بالأماكن، والمناطق، والأقاليم، والشبكات التي يتكون منها العالم، واستخدام هذه الكيانات الجغرافيّة من قبل البلدان، والشركات بهدف تحقيق المكاسب السياسيّة المتعددة عن طريق التحكم بها.[١]
وتختصر وظيفة علم الجيوبوليتيك على تفسير السياسات الدولية من منظور جغرافيّ يتعلّق بالموقع الجغرافيّ، ومساحة الموقع الجغرافيّ، والموارد التي يحتويها هذا الموقع،[٢] وحديثًا وسّع المتخصصين في هذا المجال العلم ليشمل العوامل الاقتصاديّة والعسكريّة.[٣]
كما يحاول علم الجيوبوليتيك فهم العلاقة بين القدرات الصناعيّة الجديدة للنقل كالطائرات والبواخر، والاتصالات، والأسلحة المدمّرة كالمتفجرات والميزات الجغرافيّة للأرض، ومدى تأثير تلكَ العلاقة على تشكيل مواصفات، وعدد، وموقع مناطق الحياة الآمنة التي تخضع للأنظمة الدوليّة العالميّة.[٣]
وقد كان يستخدم علم الجيوبوليتيك قديمًا في الصراع العالميّ على المناطق الجغرافيّة، ولكنّه أصبح في العصر الحديث وسيلة لتحقيق السلام بين الدول، وخاصّة مع تطوّر وسائل النقل لتصبح أسهل وأسرع، وهو ما جعل الدول أكثر قربًا وحدّ من تأثير البعد الجغرافيّ بينها.[٢]
تاريخ علم الجيوبوليتيك
يعود مصطلح علم الجيوبوليتيك إلى بداية القرن العشرين، فقد وضعه العالم السياسيّ السويديّ رودولف كيلين، وقد استلهم المصطلح من كتاب "الجغرافيا السياسية" الذي نشر عام 1897م للجغرافي الألماني فريدريش راتزيل،[٢] ثم انتشر المصطلح بشكل كبير في أوروبا بين عامي 1918م و1939م خلال الحربين العالمية الأولى والثانية.[٣]
تراجعت أهمية علم الجيوبوليتيك بعد الحرب العالمية الثانية بسبب ارتباطها بالعدوان النازي والإمبرالي، وعدم اعتماد التوازن بين القوى الاستراتيجية العالمية على العوامل الجغرافية بسبب ظهور القنابل النووية والصواريخ الباليستية، ولكن تأثيرها على السياسات الدولية استمر خاصة خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.[٣]
نظريات علم الجيوبوليتيك
وضعت العديد من النظريات المتعلقة بعلم الجيوبولتيتك، وقد استمرّ بعضها وسقط بعضها الآخر بسبب التغيّرات السياسيّة التي حدثت عبر التاريخ، وفيما يلي أبرز هذه النظريات:[٢]
- نظريّة قلب العالم
وضعت نظريّة قلب العالم (بالإنجليزيّة: Heartland Theory) من قبل هالفورد ماكيندر عام 1904م، والتي تقترح باختصار إمكانيّة السيطرة على العالم من خلال بناء إمبراطوريّة في أوروبا الشرقيّة، ودون الحاجة إلى استخدام النقل الساحليّ، وقد أثّرت هذه النظريّة على سياسة ألمانيا وروسيا خلال الحرب العالميّة الثانية.
- نظريّة ماهان
وضعَ ألفريد ثاير ماهان نظريّة تؤكد على أهميّة القوّة البحريّة للسيطرة على المناطق الجغرافيّة، وقد ركّز على أهميّة المناطق البحريّة الاستراتيجيّة التي تشمل المضائق الرئيسية، والبرازخ، وشبه الجزر التي تمثّل أهميّة لطرق التجارة البحريّة العالميّة.
- نظرية الدومينو
تنصّ نظرية الدومينو على أنّ الشيوعية ستسعى للسيطرة على البلدان المجاورة واحدة تلو الأخرى لتسقط مثل حجارة الدومينو، وقد ظهرت هذه النظريّة عام 1950م واستغلتها سياسة الخارجيّة الأمريكيّة كذريعة للحرب على فيتنام الشيوعيّة،[٤] وقد انتهت هذه النظريّة مع انهيار الاتحاد السوفيتيّ، وتحوّل الصين وفيتنام للرأسماليّة.[٢]
المراجع
- ↑ "Geopolitics Defined", Utah State University, Retrieved 24/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Geopolitics", New World Encyclopedia, Retrieved 24/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث Daniel H. Deudney (12/7/2013)، "Geopolitics"، Britannica، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. Edited.
- ↑ "Domino Theory", History, 9/11/2009, Retrieved 24/1/2022. Edited.