مقارنة بين علم الفلسفة والمنطق وعلم الكلام

كتابة:
مقارنة بين علم الفلسفة والمنطق وعلم الكلام


الفرق بين الفلسفة وعلم الكلام والمنطق من حيث المفهوم

إن الفلسفة أم العلوم، وهي المظلة الجامعة للمفاهيم الأخرى، فالمنطق وعلم الكلام من الفروع الهامة في الفلسفة، ولذلك يمكن تعريف المفاهيم الثلاثة على النحو التالي:



مفهوم الفلسفة

تعرف الفلسفة بأنها محبة الحكمة لغويًا، فالأصل الاشتقاقي لها يرجع إلى اللغة اليونانية، وتتكون كلمة فلسفة "Philosophy" من مقطعين، وهما فيلو، ويعني محبة، أما المقطع الثاني فهو صوفيا، ويهني الحكمة، وتعرف بأنها العلم بحقيقة الشيء، والعمل بما هو أصلح، وعرفها أرسطو بأنها الإلمام بالعلل الأولى للوجود والسعي نحو معرفة السبب الأول له، وبذلك تكون دراسةً للوجود بما هو موجود، وذكر الكندي أن علم السبب الأول من أشرف العلوم.[١]


وأضاف ابن سينا على المفهوم الأرسطي أن هذا المفهوم يتطلب الوقوف بأقصى قدر يمكن للباحث أن يقفه، فيتطلب التأمل والتروي، وفي التراث الفسلفي المادي ذكر أن الفلسفة لست فقط محبة الحكمة فقط بل والتحصيلها، وأخذ موقف معين من كل القضايا المرتبطة بالوجود الإنساني، مثل القضايا السياسية والأخلاقية والاجتماعية.[١]


مفهوم علم المنطق

إن أصل كلمة منطق في اللغة العربية تعني عدة معاني، منها النطق الذي يكون بين الذات والآخر، ويسمى نطقًا خارجيًا، أما المعنى الآخر فهو النطق الذي تحدثه الذات لنفسها، ويسمى النطق الداخلي، ويسمى التفكير، وبذلك تدرك الذات ما يصدر عنها من أفعال وأقوال، وبهذا لاحظ العلماء والفلاسفة أن هذه الصفة أفرد بها الإنسان عن باقي الكائنات.[٢]


وأصل كلمة "logic" يرجع إلى اللغة اليونانية "Logos" وتم استنباط كلمات مشابهة لها، وأصبحت جزءًا من العوم الأخرى، ويرجع الفضل إلى الفلاسفة اليونان، تحديدًا أرسطو في صياغة المنطق الصور، وسمي باسمه، فعرف بالمنطق الأرسطي.[٢]


مفهوم علم الكلام

عرف العلامة الإيجي علم الكلام على أنه العلم الذي يبحث في الطريقة التي يمكن من خلالها إثبات العقائد الدينية بالبراهين المنطقية والحجج العقلية، وتبنى العلماء والمفكرون المسلمين هذا التعريف لاحقًا، وبذلك يكون مفهوم علم الكلام شاملًا للحجج الواردة في المذاهب المختلفة، وذلك لأن الحجج العقلية ليس مقتصرة على ملة دون أخرى، بل إها جامعة، فالعقل هو الاعدل قسمةً بين الناس كما قال ديكارت.[٣]


الفرق بين وظيفة الفلسفة ووظيفة علم المنطق ووظيفة علم الكلام

يمكن توضيح الفرق بين وظيفة كل من الفلسفة، وعلم المنطق وعلم الكلام من خلال الجدو الآتي:[٤]
المبحث
الوظيفة
الفلسفة
تفسير الوقائع المحيطة بالإنسان.

دراسة الوجود والتعرف إلى ماهيته، وماهية الإنسان.

محاربة الأفكار الدوغمائية من خلال تحفيز القدرة على التساؤل عند الباحث.

رفد العلوم الأخرى بأدوات ومنهجية لتحفيزه على التفكير بطريقة عقلانية.

تغيير الواقع، وذلك من خلال الفلسفة الماركسية التي أكدت على أن مهمة المفلسفة هي تحسين واقع وحال الإنسان، وتعد هذه أهم وظيفة عملية للفلسفة.




علم المنطق
الاستدلال، والاستنباط من خلال قواعد تسمى قواعد منطقية.
علم الكلام
رفد العقيدة الإسلامية بأسس عقلية وحجج وبراهين لدعوة إلى الإسلام، وإبراز النزعة العقلية فيه.



المراجع

  1. ^ أ ب جميل صليبا، معجم الفلسفة، صفحة 160. بتصرّف.
  2. ^ أ ب شترات خالد ، تاريخ المنطق من الصرية إلى الرمزية عند روبير بلانشي، صفحة 14-17. بتصرّف.
  3. عضدالدين الإيجي، المواقف في علم الكلام، صفحة 7. بتصرّف.
  4. غازي الصوراني، مدخل إلى الفلسفة الماركسية، صفحة 9-11. بتصرّف.
5862 مشاهدة
للأعلى للسفل
×