مقاصد سورة البقرة

كتابة:
مقاصد سورة البقرة

تحدي كفار قريش

الذين كفروا بآيات القرآن الكريم، ووصفها بكلام البشر والسحر وغيره؛ فجاءت سورة البقرة مفتتحة بحروف اللغة العربية؛ لتتحداهم جميعاً، فيقول لهم الله -تعالى-: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ).[١][٢]

مدح المؤمنين

الذين آمنوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونصروه في المدينة المنورة، مدحهم الله بإيمانهم بالغيب، ومداومتهم على الصلاة؛ فبتدأ بهم لإعلاء مكانتهم، ثم تطرقت لذم كفار قريش، ومنافقي المدينة.[٣]

وقد أطنب المولى في ذكر أوصافهم ليفضحهم في الدنيا، وللرد على كل من أنكر وكفر بنبوة محمد -عليه السلام-.[٣] كما جاءت بالتأكيد على ضرورة عبادة الله -تعالى- وتوحيده؛ فهو وحده المستحق لذلك، وهو خالق الخلق ومنعم عليهم بكثير من النعم.[٤]

عدّ النعم التي أنعمها الله تعالى على بني إسرائيل

قال الله -تعالى-: (اُذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُم)،[٥] وهي نعم كثيرة؛ فهو الذي نجاهم من فرعون وبطشه، ونجاهم من البحر عندما أدركهم، وهو من قبل توبتهم بعد كل ذنب اقترفوه، ورزقهم ما لذ وطاب من الطعام واللحوم.[٦]

كما أنزل عليهم التوراة هداية لهم، وغير ذلك من النعم؛ التي كان القصد من ذكرها تذكير اليهود في عصر النبي -عليه السلام- بنعم الله عليهم، ولكيلا يكون مصيرهم مثل مصير آبائهم من قبل.[٦]

ذكر القصص المتنوعة

والتي فيها عبرة للمؤمنين؛ ومن القصص التي ذكرت فيها: قصة خلق آدم -عليه السلام- وسجود الملائكة له، ورفض إبليس السجود، إلى أكله من الشجرة المنهي عنها وخروجه من الجنة، وقصة بقرة بني إسرائيل، وقصة هاروت وماروت مع السحرة.[٧]

كما ورد فيها قصة موسى -عليه السلام- عندما استسقى ربه، وقصته مع قومه ولومه لهم، وقصة سليمان -عليه السلام-، وقصة طالوت وجالوت مع نبي الله داود -عليه السلام-، وقصة يعقوب -عليه السلام- ووصيته لأبنائه، وقصة إبراهيم -عليه السلام- مع النمرود، ومناظرته لإثبات الخلق لله -تعالى-، إلى غير ذلك من القصص الحق النافعة.[٨]

تناول بعض الأحكام الفقهية الهامة

التي تخص المسلمين وتنير طريقهم، وسورة البقرة مليئة بذلك؛ فمن الأمثلة: الأمر بتحويل قبلة المسلمين، وقد تناولت أيضاً أحكام الصيام في شهر رمضان، وأحكام القضاء، وبعضاً من أحكام الحج؛ كوجوب السعي بين الصفا والمروة، وأحكام القتال، وأحكام القصاص، وأحكام الطلاق، وأحكام الحيض، وعدة المطلقة، كما جاء فيها التفصيل في أحكام الديْن، ووجوب توثيقه.[٩]

إبطال عادات الجاهلية وتحريمها

فقد جاء في سورة البقرة الأمر بحرمة كل من الخمر والميسر، والأنصاب، والأزلام، وأكل مال اليتيم، والتأكيد على حرمة قتال المسلمين في الأشهر الحرم، وغير ذلك الكثير من المحرمات والنواهي.[١٠]

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:23
  2. ابن عاشور ، التحرير والتنوير، صفحة 203-204. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 203-204. بتصرّف.
  4. وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 94. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية:40
  6. ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 160-162. بتصرّف.
  7. مقاتل بن سليمان ، تفسير مقاتل بن سليمان، صفحة 82. بتصرّف.
  8. مقاتل بن سليمان ، تفسير مقاتل بن سليمان، صفحة 82. بتصرّف.
  9. مقاتل بن سليمان ، تفسير مقاتل بن سليمان، صفحة 82. بتصرّف.
  10. مقاتل بن سليمان ، تفسير مقاتل بن سليمان، صفحة 82. بتصرّف.
4332 مشاهدة
للأعلى للسفل
×