مقاصد سورة الرعد

كتابة:
مقاصد سورة الرعد
لسور القرآن الكريم أهداف ومقاصد أنزلها الله تعالى من أجل توجيه عباده وتعليمهم و رحمة بهم، وهداية لهم إلى الصراط المستقيم الذي يُفضي إلى جنات النعيم يوم القيامة، في هذا المقال بيان لواحدة من هذه السور الكريمة؛ وهي سورة الرعد.


سورة الرعد

سورة الرعد هي السورة رقم 13 في ترتيب القرآن حسب الترتيب العثماني للمصحف، تسبقها سورة يوسف، وتليها سورة إبراهيم، عدد آياتها 43 آية، سُميت بهذا الاسم لورود ذكِر ظاهرة الرعد فيها، ولم يرد في غيرها إلا في سورة البقرة، فقد قال الله تعالى "وَيُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ وَيُرسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ وَهُم يُجادِلونَ فِي اللَّـهِ وَهُوَ شَديدُ المِحالِ".[١][٢]


مقاصد سورة الرعد

اشتملت سورة الرعد كغيرها من سور القرآن الكريم على عدّة مقاصد نبيلة، نذكر منها ما يلي:[٣][٤]

  • بدأت سورة الرعد بقضية عامّة من قضايا العقيدة الإسلاميّة، وهي الإيمان بأن القرآن الكريم هو وحي من الله تعالى إلى رسوله محمّد، وما اشتمل عليه من الحق، وهي قاعدة ينبني عليها قضايا مركزية كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث والقدر خيره وشره.
  • إقامة الأدلة على وجود الله ووحدانيته وقدرته، من خلق السماوات والأرض، والشمس والقمر، والليل والنهار، وأن الله متفرّد بالخلق والإيجاد، والإحياء والإماتة، والنفع والضر.
  • توجيه الله تبارك وتعالى إلى رسوله محمّد صلّى الله عليه وسلّم أن يجهر بالحق الذي معه في مواجهة الكفر والتكذيب، وهو كتاب الله وحقيقة أنه لا إله إلا هو، وأن مردّ كل الناس بعد الموت هو البعث يوم القيامة ولقاء الله تعالى، وكل تلك الحقائق كان ينكرها المشركون.[٣]
  • كشفت السورة الكريمة للمؤمنين المنشغلين في الدعوة إلى الله قواعد المنهج، وأن عليهم أن يُعلنوا الحقائق الأساسيّة في الدين وألّا يخفوا منها شيئًا، وفي مقدمة هذه الحقائق: أن لله الربوبيّة والألوهيّة، وبالتالي لا طاعة إلا لله، وهي حقيقة جوهريّة في الإسلام لا بد من إعلانها مهما كانت درجة الإعراض والتكذيب أو خطورة الطريق ووعورته.
  • بيّنت السورة أن المنهج في الدعوة إلى الله يجمع بين الحديث عن كتاب الله، وهو القرآن الكريم، وبين كتاب الكون المفتوح؛ بما فيه من آيات ودلائل شاهدة على قدرة الله ووحدانيته وعظمته، إلى جانب سجل التاريخ البشري وما يحتويه من قصص وعبر وقدرة وتدبير عظيم.
  • أوضحت السورة مهمّة الأنبياء والرسل في أقوامهم، التي تقوم على هدم كل الأساطير والخرافات والأفكار الجاهلية في عقولهم، ومن ثم بناء قواعدَ وأسسَ عقيدةٍ صالحةٍ صحيحةٍ تقوم على الإيمان بالله والعمل بما يحبّ ويرضى.
  • بيان مهمّة الرسول، وهي الدعوة إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، والتنبيه من مجاملة الكافرين في كفرهم وشركهم، وضرورة إبلاغهم برسالة الله ومنهجه، وأن ليس عليه هداية الناس، إنما الهداية بيد الله وحده.
  • أرشدت السورة الدعاة أن ليس لهم استعجال ثمار الدعوة والنتائج والمصائر، ولا أن يستبطئوا نصر الله للمهتدين وعذابه للمكذبين، وأن ما عليهم إلا البلاغ، أما مصير العباد وحسابهم فهو بيد الله وحده وفق تقديره ومشيئته.
  • بيان أن الذين لا يستجيبون للحق الذي جاء به النبي، هم بشهادة الله عميٌ وصمٌ وبكمٌ في الظلمات، لا يعقلون ولا يتفكّرون في آياته ودلائل الكون الواضحة على الله، وأن الذين استجابوا للرسول وما جاء به من الحق، هم أهل العقل والبصيرة، وهؤلاء هم من تطمئن قلوبهم بذكر الله، لانسجامهم مع الفطرة السليمة.[٥]
  • بيّنت السورة أن الذين لا يستجيبون لله ورسالته، ولا يهتدون بالحق الذي جاء به، هم الذين يُفسدون في الأرض، وأن من استجاب وآمن بالحق الذي أنزله الله، ويعلمونه ويهتدون به، فهم من يُصلحون الأرض بصلاح أنفسهم ومجتمعاتهم.[٥]
  • البشارة بحُسن العاقبة وجنات عدن وجزيل الثواب للذين آمنوا بالله وصدّقوا رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وقاموا بما أمرهم الله تعالى من العبادات، وتقرير إيقاع العذاب الشديد بمن كفر بالله وأنكر رسوله وعصاه في أوامره.
  • بيّنت السورة أن المسلم يرفض القَبول بأي منهج أو شريعة أو حكم من غير صنع الله تعالى؛ وذلك بحكم إيمانه بصلاح وصدق منهج الله وسنّة نبيّه محمّد صلّى الله عليه وسلّم.
  • خُتمت السورة بالشهادة لرسوله محمّد بالنبوة والرسالة، إلى جانب شهادة المؤمنين من أهل الكتاب بصدق نبوة النبي محمّد من خلال العلامات المذكورة في كتبهم عنه عليه الصلاة والسلام.

المراجع

  1. سورة الرعد، آية:13
  2. نسمة نافذ، دراسة تحليلية لسورة الرعد، صفحة 9. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عدد من المؤلفين ، التفسير الميسر، صفحة 249.
  4. "مقاصد سورة الرعد"، الألوكة. بتصرّف.
  5. ^ أ ب نجلاء السبيل، تأملات في سورة الرعد، صفحة 1.
3189 مشاهدة
للأعلى للسفل
×