مقاصد سورة الكهف

كتابة:
مقاصد سورة الكهف

مقاصد سورة الكهف

احتوت سورة الكهف على عدد من المقاصد التي كانت تهدف لها آياتها الكريمة، ومنها ما يأتي:

الإيمان والعمل الصالح

بينت الآيات الكريمة في بداية السورة وفي آخرها؛ ضرورة اقتران الإيمان والتوحيد بالعمل الصالح؛ للفوز برضا الله -تعالى- المتجلّي بنعيم الجنّة المقيم، قال -تعالى-: (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً).[١][٢]

قصة أصحاب الكهف

كانت قصّتهم من أول القصص في السورة الكريمة، موّضحة قوة الإيمان، وثبات العقيدة لدى فتية الكهف، وما تبع ذلك من تركهم لقومهم لما هم عليه من الضلال والشرك، تاركين وراءهم أهلهم وأموالهم.[٣]

وما كان جزاؤهم على ذلك من مخالفة الله تعالى- لما ألف عليه الناس من قوانين الطبيعة، والسنن الكونية، إذ أماتهم الله سنين كثيرة ثمّ أحياهم ولم يتغيّر عليهم شيء، وقد تبدل مكان القوم وأصبحوا قوماً آخرين.[٣]

قصة موسى والخضر

سردت الآيات الكريمة قصة موسى -عليه السلام- والعبد الصالح، وما فيها من مواعظ وعبر؛ من أهمها: قصور العقل الإنساني عن إدراك كل ما يحدث حول الإنسان من حكم، فيثق الإنسان بعلم الله -تعالى- الشامل لكل شيء والعالم بكل شيء، ومما يستفاد من القصة أيضاً: تواضع طالب العلم مع معلّمه، ويظهر ذلك جليّا حينما تواضع موسى -عليه السلام- كليم الله مع العبد الصالح بغية التعلم على يديه.[٤]

قصة ذي القرنين

سردت الآيات ما كان من سيرة حياة ذي القرنين، وما آتاه الله من المال والعلم، والقوم والجاه والسلطان، ومن كل أسباب التمكّن في الأرض، وقد كان شاكراً لأنعم الله -تعالى- عليه؛ باستثمارها بما يرضي الله وينفع العباد.[٥]

ومن ذلك أنه قام ببناء السد المنيع الذي حجب قوم يأجوج ومأجوج، وشكر الله على ما أنعمه عليه ووفقه لصنعه، وفي ذلك يستفيد المسلم بأن يسخّر كل ما منحه الله -تعالى- في عمارة الأرض بالعمل الصالح ومنفعة الإنسان.[٥]

تعريف عام بسورة الكهف

سورة مكّية، نزلت قبل الهجرة النبوية، تتألف من مائة وعشر آيات، وقد نزلت بعد سورة الغاشية، وبعد حادثة الإسراء والمعراج، وقد ورد في السورة الكريمة عدد من الآثار النبوية تبيّن فضلها، ومنها ما يأتي:[٦]

  • عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- قَالَ: (من حفظ عشرَ آياتٍ من أوَّلِ سورةِ الكهفِ عُصِم من فتنةِ الدَّجَّالِ).[٧]
  • عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- قَالَ: (من قرأَ سورةَ الْكَهفِ كما أُنزِلَت كانت لَهُ نورًا يومَ القيامةِ).[٨]
  • عَن أبي سعيد أَن النَّبِي -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- قَالَ: (من قرأَ سورةَ الْكَهفِ في يومِ الجمعةِ أضاءَ لَهُ منَ النُّورِ ما بينَ الجمعتينِ).[٨]

المراجع

  1. سورة الكهف، آية:110
  2. جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 120.
  3. ^ أ ب جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 114-115. بتصرّف.
  4. الجلال السيوطي، كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 415-419. بتصرّف.
  5. ^ أ ب جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 118. بتصرّف.
  6. السيوطي، كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 355.
  7. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:4323، صحيح.
  8. ^ أ ب رواه الذهبي، في المهذب، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1181، وقفه أصح.
5233 مشاهدة
للأعلى للسفل
×