مقاصد سورة النجم

كتابة:
مقاصد سورة النجم

سورة النجم

سورة النجم المباركة سورة من السور المكية التي شاء الله تعالى لها أن تنزلَ على رسوله الكريم -عليه الصَّلاة والسَّلام- في مكة المكرمة، وهي من سور المُفصَّل، تقع سورة النجم في الربع الثاني والثالث في الحزب الثالث والخمسين والجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم، وهي السورة الثالثة والخمسون في ترتيب سور الكتاب، يبلغ عدد آياتها اثنين وستين آية، وقد نزلتْ بعد سورة الإخلاص، وقد بدأ سورة النجم بقسم إلهي بالنَّجم، قال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ}،[١]وجدير بالذكر إنَّ سورة النجم تحوي سجدة في الآية الأخيرة منها، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على مقاصد سورة النجم وسبب نزولها وفضلها.

سبب نزول سورة النجم

تتعدَّد أسباب نزول السور القرآنية ذات الآيات الكثيرة، فسورة النجم على سبيل المثال التي يبلغ عدد آياتها اثنين وستين آية ورد في أسباب نزولها سببان، بصرف النظر عن مدى صحة الأثر المذكور، وعلم أسباب نزول سورة النجم يجعل الطريق ممهدًا أمام القارئ للوصول إلى مقاصد سورة النجم، وفي سبب نزول سورة النجم أورد الألباني في السلسلة الضعيفة ما ورد عن ثابت بن الحارث الأنصاري -رضي الله عنه- حيث قال: "كانت يَهودُ تقولُ إذا هلَكَ لَهم صبيٌّ صغيرٌ قالوا: هوَ صدِّيقٌ، فبلغَ ذلِكَ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم- فقال: كذبت يَهودُ، ما من نسَمةٍ يخلقُها اللَّهُ في بطنِ أمِّهِ إلا أنَّهُ شقيٌّ أو سعيدٌ، فأنزلَ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ- عندَ ذلِكَ هذِهِ الآية: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ الآيةَ كلَّها}".[٢][٣]

وجاء في سبب نزول الآيات من الآية 33 حتَّى 41 من سورة النجم قول لابن زيد قال: "أنَّ هذه الآيات نزلتْ في الوليد بن المغيرة، وكان قد اتَّبع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على دينِهِ، فعايرَهُ بعضُ المُشركين وقالَ له : لِمَ تركتَ دينَ الأشياخِ وضلَّلتهم وزعمتْ أنَّهم في النَّار؟ فقال: إنِّي خشيتُ عذابَ الله تعالى، فضمن له إن هو أعطاه شيئًا من مالِهِ ورجع إلى شركِهِ أن يتحمَّلَ عنه عذابَ الله، فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضَمِنَ له ثم بَخِلَ ومنَعَهُ، فأنزَلَ اللهُ الآيات: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّىٰ * وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰ * أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ * أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ * وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى}،[٤]"والله أعلم.[٥]

مقاصد سورة النجم

تتألف سورة النجم من اجتماع اثنين وستين آية، ولهذا لا شكَّ أن مقاصد سورة النجم ستكون مختلفة، حيث إنَّ كلَّ عدد من آياتها يتناول مقصدًا خاصًّا، وفيما يأتي مقاصد سورة النجم بالترتيب، وبطريقة تقسم آياتها وفقًا لتسلسلها ومقاصدها، على الشكل التالي:[٦]

مقاصد سورة النجم من الآية 1 حتَّى 26

يُقسم الله تعالى في مطلع سورة النجم بالنجم، أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لا ينطق بالخطأ وإنَّما كلامه وحي من الله تعالى، ثمَّ تسرد الآيات حادثة الإسراء والمعراج، حيث صعدَ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- إلى السماء ودنا حتَّى وصل إلى سدرة المنتهى، وهناك أوحى إليه الله تعالى ما شاء من هذا الدين ورأى رسول الله هناك آيات الله تعالى بأم عينيهِ، ثمَّ تتحدَّث الآيات عن الأصنام التي كان يعبدها أهل قريش، الأصنام التي لا تملك لنفسها ضرًّا ولا نفعًا، وإنَّما الدنيا والآخرة لله تعالى، مالك الملك بيده الأمر الشفاعة وهو عل كلِّ شيء قدير.

مقاصد سورة النجم من الآية 27 حتَّى 44

ينكر الله تعالى في هذه الآيات تسمية الملائكة بالإناث وهذا قول جماعة من المشركين، ثمَّ تأمر الآيات رسول الله بالإعراض عن مثل هذه الأقوال، فالله تعالى يعلم أحوال الناس، يعلم من ضلَّ ومن اهتدى، ثمَّ تظهر الآيات قدرة الله تعالى المالك الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وسيجزي الله تعالى الناس بحسب أعمالهم، ثمَّ تتناول الآيات الحديث عن قدرة الله تعالى وعلمهِ، فهو يعلم أحوال الناس وأفعالها منذ أنشأ الناس وخلقهم في بطون أمهاتهم، الله عالم الغيب والشهادة، وهذا ما أكَّدته صُحُف نبي الله موسى -عليه السَّلام- وما جاء به إبراهيم الحنيف -عليه الصَّلاة والسَّلام-، ومن عدل ألَّا يحاسب أحدًا بذنب أحد، وأنَّ لكلِّ إنسان ما قدَّم لنفسه، وإلى الله المآب والمصير.

مقاصد سورة النجم من الآية 45 حتَّى 62

تتابع هذه الآيات المباركات الحديث عن قدرة الله تعالى الذي خلق للناس الأزواج وحفظ نسل الناس بهذه الآية العظيمة، هو الذي خلق الناس من نطفة صغيرة لا تكاد تُذكر ولا تُرى، ثمَّ أنشأ الإنسان ورزقه حتَّى كبر وشبَّ، وأنَّ الله تعالى هو القادر فوق عباده، هو الذي أهلك الأقوام التي كذبت به من قبل، كقوم عاد وثمود وقوم نوح، ثمَّ يؤكد الله تعالى للناس قُربَ يوم القيامة، يوم البعث والحساب، لذلك على الناس أن يعدُّوا العدة ويتجهزوا لمثل هذا اليوم، والله تعالى أعلم.

بيان أسماء سورة النجم

بعد ما وردَ من مقاصد سورة النجم، جدير بالذكر إنَّه سُمِّيت سورة النجم بهذا الاسم دون حرف الواو الذي ذُكر في مطلع السورة للقسم، قال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ}،[١]روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ، فَسَجَدَ بهَا فَما بَقِيَ أحَدٌ مِنَ القَوْمِ إلَّا سَجَدَ، فأخَذَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ كَفًّا مِن حَصًى -أوْ تُرَابٍ- فَرَفَعَهُ إلى وجْهِهِ، وقالَ: يَكْفِينِي هذا، قالَ عبدُ اللَّهِ: فَلقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا"،[٧]كما وردَ اسم هذه السورة بتثبيتِ واو القَسَمِ قبل كلمة النجم، أي اسمها سورة والنَّجَم كما جاء لفظها في القرآن الكريم، ووردت باسم "والنَّجم إذا هوى"، أي باسم لفظ الآية الأولى من السورة، والله أعلم. [٨]

سورة النجم في السنة النبوية

وردتْ سورة النجم في السنة النبوية في غيرِ حديث نبوي شريف واحد، وفي صحيح الإمام البخاري والإمام مُسلم أيضًا، وإنَّما ورودها فيما صحَّ عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يؤكد فضل هذه السورة المباركة، وفيما يأتي أبرز الأحاديث النبوية الشريفة التي ذُكرتْ فيها سورة النجم:[٨]

  • جاء عن عطاء بن يسار -رضي الله عنه-: "أنَّهُ سألَ زيدَ بنَ ثابتٍ عنِ القراءةِ معَ الإمامِ؛ فقالَ: لاَ قراءةَ معَ الإمامِ في شيءٍ، وزعمَ أنَّهُ قرأَ على رسولِ اللَّهِ {والنَّجمِ إذا هوى}[١]، فلم يسجد"[٩].
  • عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ، فَسَجَدَ بهَا فَما بَقِيَ أحَدٌ مِنَ القَوْمِ إلَّا سَجَدَ، فأخَذَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ كَفًّا مِن حَصًى -أوْ تُرَابٍ- فَرَفَعَهُ إلى وجْهِهِ، وقالَ: يَكْفِينِي هذا، قالَ عبدُ اللَّهِ: فَلقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا"[٧].

المراجع

  1. ^ أ ب ت سورة النجم، آية: 1.
  2. رواه الألباني، في السلسلة الضعيفة، عن ثابت بن الحارث الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 6116، ضعيف.
  3. "أسباب النزول سورة النجم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
  4. سورة النجم، آية: 33-41.
  5. "سورة النجم"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
  6. "تأملات في سورة النجم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
  7. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1070، صحيح.
  8. ^ أ ب "سورة النجم"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عطاء بن يسار، الصفحة أو الرقم: 959، صحيح.
4199 مشاهدة
للأعلى للسفل
×