سورة يوسف
سورة يوسف هي السورة الثانية عشر بحسب ترتيب المصحف الشريف، تأتي قبل سورة الرعد وبعد سورة هود، عدد آياتها مائة وإحدى عشرة، تقع بالجزء الثاني عشر، تبدأ من ربع الحزب الرابع والعشرون وتنتهي بنصف الحزب الخامس والعشرون، وهي سورة مكية بالإجماع إلا ثلاث آيات من أولها حسب ما قاله عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، قصت السورة قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- ولم تُذكر قصته في غيرها ولم يُذكر اسمُه إلا في سور الأنعام وغافر، وتعتبر قصة يوسف من القصص القرآنية المليئة بالعبر والمواعظ وذات وقائع فريدة ومدلولات عجيبة، وسيتم التعرف في هذا المقال على مقاصد سورة يوسف وفضلها، بالإضافة لسرد القصة كما بينها الله -عز وجل- بالسورة العظيمة.[١]
من هو يوسف
قبل التعرف على مقاصد سورة يوسف وفضلها، سيتم الإجابة على سؤال من هو يوسف الصديق، هو نبي من أنبياء الله تعالى والده النبي يعقوب -عليه السلام- وجده النبي إسحاق أبن النبي إبراهيم -عليهم السلام-، كان يوسف الابن الحادي عشر من أبناء يعقوب الاثني عشر، وكان ليوسف شقيق واحد من بين إخوته من أباه وأمه، حيث البقية يجمعهم مع يوسف الأب فقط، أخبر يوسف أباه عن رؤيته الشمس والقمر واحد عشر كوكبًا يسجدون له فعلم يعقوب -عليه السلام- أن هذا دليل النبوة فأمره بإخفاء الأمر عن إخوته، حتى لا يكيدوا له من وساوس الشيطان، كما جاء بالآية الكريمة: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}[٢] قبل الدخول بتفاصيل القصة، سيتم التعرف على مقاصد سورة يوسف وفضلها.[٣]
فضل سورة يوسف
إن فضل سورة يوسف تتمثل في أن القراَن الكريم شفاء ورحمة للمؤمنين، فلا مانع من قراءة سورة يوسف للمهموم أو الحزين لا سيما وأنها أحسن القصص كما قال الله تعالى: {نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}[٤] وقراءة السورة تُذكر القارئ بأن الله تعالى قادر على تحويل الحال إلى آخر وقادر على نقل الشخص من الذُل إلى العز والفرج بعد الضيق، والمُلك بعد الرِق، والائتلاف بعد الشتات والضياع، ومن حزن إلى سرور، ومن إنكار إلى إقرار، ويكمن فضلها بالعِبر والفوائد التي اشتملت عليها هذه القصة العظيمة، فتبارك من قصها فأحسنها، ووضحها وبيَّنها.[٥]
مقاصد سورة يوسف
تتمثل مقاصد سورة يوسف بأن سور القران الكريم بالأساس تقصد إلى تقرير الحقائق الدينية الكبرى، وتنفرد كل سورة ببعض المقاصد وفضل يعود على المسلم، وقد تضمنت سورة يوسف بعض المقاصد وهي، إثبات رسالة محمد -عليه الصلاة والسلام-، حيث نزلت السورة قبل اختلاط النبي الكريم باليهود بالمدينة المنورة وهذه معجزة عظمية، حيث أعلمه الله تعالى بعلوم الأولين، وتُبين السورة إعجاز القرآن الكريم، والاعتبار بقصص الرسل -عليهم السلام-، ومن مقاصد سورة يوسف أن الرؤيا الحسنة حق عندما يراها المسلم، وبيان بأن الأمور لا تخرُج عن إرادة الله تعالى، وتدل السورة على الكرامة والاعتزاز ورفض الذُل، ومخافة الله تعالى من الوقوع بأخطاء تُغضب رب العالمين، ومن مقاصدها معاقبة الله تعالى للمكذبين والمعرضين عن الاعتبار في آياته الكونية، وتعطي القصة درسًا بأن لا تبقي في القلب شيئًا من الدنيا ولا تبقي في الحياة عبودية إلا للواحد القهار، بالإضافة إلى أن السورة تبين أن العاقبة خيرًا للذين اتقوا وأن الله لا يُخلف وعدُه، ووضحت القصة أن قصص أهل الفضل دلالة على رحمة الله لهم بالدنيا والأخرة وعنايته بهم، وأهم مقاصد سورة يوسف أن الله تعالى يكافئ الصابرين بصبرهم ويُعطهم أكثر مما يتمنون.[١]
قصة النبي يوسف
تشاور أخوة يوسف في قتله كيدًا منه، لأنه كان الأقرب من أبيهم منهم، أحدهم اقترح بعدم قتله وإلقائه في البئر، وبعد أن القوه عادوا إلى أبيهم ومعهم قميص يوسف مُلطخ بالدم مدَّعين أن الذئب أكل أخاهم، بالوقت الذي كان فيه يوسف بالبئر مرت قافلة قادمة من مصر أخذت يوسف وباعته بدراهم معدودة، والمشتري كان عزيز مصر الذي توسم بالغلام خيرًا وأوصى امرأته به، عاش بالبيت عدة سنوات ووقعت امرأة العزيز في هواه وحاولت أن تغويه، لكنه ثبت بعد أن تذكر نعم الله عليه بإخراجه من البئر، امرأة العزيز وضعت يوسف بالسجن انتقامًا منه.[٦]
التقى يوسف بشابين فسر لكل منهما الرؤيا الذي يرونها، وأحدهما كان خادمًا عند الملك الذي أيضًا كان يرى رؤيا عجيبة عجز الجميع عن تأويلها حتى تذكر خادم الملك بأن يوسف يستطيع معرفة رؤيا الملك وتفسيرها، الملك اطمأن ليوسف وطلب منه أن يخرُج من السجن ويكون من المقربين، لكن يوسف طلب أن يكون أمينًا على الخزائن، ووضع خطة اقتصادية للبلاد التي كانت تعاني بتلك الفترة، وبعد فترة من الزمن يأتي إخوته عليه وهم لا يعرفونه وطلب منهم أخاه الشقيق، ليعودا إلى أبيهم الذي ابيضت عيناه من الحزن على يوسف كما وصفته الآية الكريمة: {وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}[٧] ورغم حُزنه ساومه أبناءه على شقيق يوسف فوافق على مضض، يوسف وضع صِواع الملك في رحل أخيه ليعودا إلى أبيهم وهم بحالة حزن قالوا إن ابنك قد سرق، ثم تتوالى وقائع القصة حتى عودتهم ليوسف واعترافهم بذنبهم القديم وتقديم الاعتذار ليوسف والذي رد عليهم: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}[٨] وجاء والده بعد طلب من يوسف وتحققت الرؤيا بسجودهم له جميعًا.[٦]
المراجع
- ^ أ ب "مقاصد سورة يوسف عليه السلام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية: 5.
- ↑ "يوسف"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2019. بتصرّف.
- ↑ ،سورة يوسف، آية: 3.
- ↑ "هل قراءة سورة يوسف ينتفع بها المهموم والحزين"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "قصة يوسف عليه السلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية: 84.
- ↑ سورة يوسف، آية: 92.