مقال عن الهجرة النبوية

كتابة:
مقال عن الهجرة النبوية

السيرة النبوية

سيرة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- هي أشرف سيرة، والمبدأ الذي تقوم عليه السنة النبوية المطهرة، لأنها سيرة أطهر الخلق أجمعين، حيث تقوم عليها قواعد الدين الإسلامي بوصفها هي التي رسمت تعاليم الإسلام من حيث التعامل والسلوك، وفيها من التضحيات والنماذج ما يُشكّل قدوة للمسلمين جميعًا، لذلك تبقى السيرة النبوية بمنهجها الفريد منارة للإنسانية جمعاء، وقد قدّمت سيرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- نصوص الوحي بشكلٍ عملي وتطبيقي شامل وكامل، ولهذا تضمنت الشروحات والتفاصيل التي تهم كل مسلم في حياته ودينه، ومن أهم الأحداث في السيرة النبوية الهجرة النبوية الشريفة وكل ما يتعلق بها من أحداث، وفي هذا المقال سيتم كتابة مقال عن الهجرة النبوية.[١]

مقال عن الهجرة النبوية

قبل البدء بكتابة مقال عن الهجرة النبوية، لا بدّ من ذكر أهمية الهجرة النبوية للإسلام والدعوة الإسلامية، والأسباب التي دعت الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى الهجرة، حيث اشتدّ أذى كفار قريش للرسول وصحابته، وتآمروا عليهم وعلى الدعوة الإسلامية، فانطلق الرسول -عليه السلام- بإذن ربّه مهاجرًا إلى "يثرب"، وصحبه في رحلة الهجرة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وقد كانت هذه الهجرة برعاية الله -تعالى-، وكانت هجرة رحلة إيمانية خالصة من أرض مكة التي كان يسيطر عليها كفار قريش إلى يثرب التي أصبحت مدينة الإسلام، وتُعدّ الهجرة النبوية نقطة التحول في التاريخ الإسلامي، حيث أصبح للمسلمين قاعدة يُحاربون منها وينشرون الإسلام، وقد أقام الرسول -عليه السلام- في المدينة المنورة عشرة أعوام، وأسس الدولة الإسلامية وقوة عسكرية إسلامية، كما نظّم شؤون الدولة الإسلامية الاجتماعية والسياسية والعلمية والاقتصادية.[٢]

تُعدّ الهجرة النبوية الشريفة حدثًا عظيمًا غيرّ التاريخ الإسلامي، وكانت بمثابة الفيصل ما بين مرحلة الدعوة المكية والمدنية، وحملت في طيّاتها أعظم معاني التضحية والفداء والصبر والنصر من الله -تعالى- والصحبة الصادقة التي أثبتها أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وذكر الله هذا في قوله -تعالى-: {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَاا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[٣]، وقبل الهجرة لم يكن يعلم كفار قريش أن الله تعالى قد أذن لنبيه بالهجرة، بينما كانوا يُحيكون المؤامرات ضده، فغادر -عليه السلام- بيته في ليلة السابع والعشرين من شهر صفر في السنة الرابعة عشر من بعثة النبي -عليه السلام، ، وذهب في وقت الظهيرة إلى بيت أبي بكرٍ الصديق -رضي الله عنه-، وكان متخفيًا، وأخبره بأمر الهجرة والخروج، فأستأذن أبو بكرٍ الرسول في صحبته فأذن له، واستأجر رجلًا من المشركين ليكون عارفًا بالطريق، واتفقا على أن يلتقيا في غار ثور بعد ثلاث ليالٍ، وقد جهزّت كلٌ من عائشة وأسماء -رضي الله عنهما- المؤن والمتاع، وشقت أسماء نطاقها لوضع الطعام، أما علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقد أمره الرسول -عليه السلام- أن يتخلف عن السفر ويؤدي أمانات الناس وودائعهم، وأن يرتدي بردة الرسول ويبيت في فراشه في تلك الليلة، وهذا ما حدث.[٤]

مشى الرسول -عليه السلام- في طريقِ مضاد للطريق المعتاد للاختفاء عن أعين قريش حتى بلغ جبل ثور، وتتبع المشركون آثار الرسول -عليه السلام- حتى وصلوا إلى غار ثور، وقد سمع الرسول -عليه السلام- وأبو بكر وقع أقدام المشركين وكلامهم، فطمأن الرسول أبا بكر وقال له: لا تحزن إن الله معنا، وبقيا في الغار ثلاث ليالٍ حتى فقدت قريش الأمل في طلبهم، وعادوا أدراجهم، وخرجوا من الغار في أول ربيع الأول من السنة الرابعة عشر من البعثة، وانطلق الرسول -عليه السلام- وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه- والدليل عبد الله بن أريقط وعامر بن فهيرة الذي كان يخدمهما، وقد حدثت في طريق الهجرة العديد من المعجزات، منها: حلب ضرع الشاة الهزيلة للمرأة التي تُدعى أم معبد، فسقت الجميع، وعدم استطاعة سراقة اللحاق برسول الله وتتبع أثره، ومعجزة الغار وكيف أنّ الله -تعالى- جعل خيوط العنكبوت تنمو على بابه، بالإضافة إلى وجود عش الحمامة الذي أوحى لكفار قريش بأنّ الغار مهجورٌ منذ سنواتٍ طويلة.[٤]

وصل الرسول -عليه السلام- إلى المدينة في شهر ربيع الأول، وفي رواية أنّ عدد الأنصار الذين استقبلوه كان خمسمئة، وقد أحاطوا بالرسول -عليه السلام- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وهما راكبان، ومضى موكب الرسول إلى داخل المدينة، وتعالت الأصوات بوصول النبي، وصعد الرجال والنساء فوق البيوت، وبدأ الغلمان يطوفون في الطرقات وينادون: "يا محمد يا رسول الله، يا رسول الله"،[٥]، حيث استقبل الأنصار الرسول -عليه السلام-، بالفرح الكبير، وأنشدوا في استقباله: "طلع البدر علينا"، وبعد وصول الرسول -عليه السلام- إلى المدينة نزل في منزل أبي أيوب الأنصاري إلى حين الانتهاء من بناء بيته، كما آخى بين المهاجرين والأنصار، وبدأ ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد في الإسلام، والذي أصبح مكانًا لإقامة الصلاة ورفع الأذان الذي شُرع في العام الهجري الأول، ومكان لاجتماع المسلمين، وقد رتّب الرسول -عليه السلام- شؤون المسلمين وأسس الدولة الإسلامية، وشُرعت العديد من الأحكام الشرعية التي تُنظم حياة المسلمين، وعُقدت المواثيق والعهود مع اليهود والقبائل، وبهذه المعلومات المختصرة، تمت كتابة مقال عن الهجرة النبوية الشريفة، التي تُعدّ حدثًا تاريخيًا فاصلًا.[٦]

المراجع

  1. "السيرة النبوية ومكانتها في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-06-2019. بتصرّف.
  2. "الهجرة النبوية ... وهوية الأمة الإسلامية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-06-2019. بتصرّف.
  3. سورة التوبة، آية: 40.
  4. ^ أ ب "الهجرة النبوية الشريفة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-06-2019. بتصرّف.
  5. "وصول رسول الله إلى المدينة"، www..islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-06-2019. بتصرّف.
  6. "الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-06-2019. بتصرّف.
4965 مشاهدة
للأعلى للسفل
×