مقال عن الوقت

كتابة:
مقال عن الوقت

مقال عن الوقت

عند كتابة مقال عن الوقت فإنّه سيتم تناول أحدِ أهمّ أبجديّات الحياة الإنسانيّة، فالوقت مادّةُ الحياة التي من خلالها يستطيعُ الناس الوصول إلى مراتبَ دنيويّة محددة على مختلف أطيافِهم ومنابتهم وتوجُّهاتهم الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، ويكون ذلك من خلال صَرْف الوقت بطريقة تعودُ على الإنسان بالنفعِ والفائدة، وعلى الإنسان أن يُحسِنَ إدارة الوقت، وأن تكونَ لديه رؤية واضحة لما يريد أن يكونَ عليه في المستقبل من أجل أنْ يصرفَ يومَه بشكل يتوافق مع تلك الرؤية، ويُلبّي ما تحتاجه من مستلزمات معرفيّة ومهاراتيّة وبدنيّة.

وتختلفُ طريقة تعامل الناس مع الوقت في هذه الحياة تبعًا لاختلاف المرحلة العمريّة، فالطفل في صغره ينشأ على اللهو واللعب، ويكون اعتمادُه على والديْهِ مُطلقًا في جميع احتياجاتِه، كما أنّ الطفل الصغير يكون الوقت في حياتِه دون معنى، ثمّ يبدأ مع مرور الأيام بتحمُّل المسؤوليّة شيئًا فشيئًا، ليقبلَ على العلم والتعلّم، ويصبح معظم وقته مصروفًا في تحصيل العلوم المتنوّعة التي تجعله قادرًا على إدراك ما يدور من حوله في هذه الحياة، وبعد ذلك يشتد عودُه وتزدادُ الأعباء الاجتماعيّة والمِهْنيّة المُلقاة على كاهلِه، فيصرف وقته في العمل وأداء الواجبات الاجتماعيّة، ومنح الأسرة المزيدَ من الوقت.

وقد سَعى العديدُ من الباحثين والمتخصّصين في مجالات العلوم الإنسانيّة إلى نقل معرفتِهم إلى النّاس فيما يتعلّقُ بإدارةِ الوقت وحُسن صرفِه، وبحثوا في الطريقة الأمثل التي تُناسبُ كلّ فرد، والتي من خلالِها يتمّ استغلال الوقت في تطوير الذات، واكتشاف المواهب والاشتغال عليها بشكل يحقّق للأفراد السعادة، ويبعدهم عن الوقوع في مَغبّات الانحراف والجهل والجريمة، وقد صدر عن بعض المختصّين العديد من الكتب والدراسات الاجتماعيّة بالإضافة إلى كتابتهم أكثر من مقال عن الوقت لإبراز مخاطر صرف الوقت بشكل غير مناسب، وأثر الفراغ على الأفراد والجماعات ومدى إسهامِه في وقوع الجريمة.

وفي ختام كتابة مقال عن الوقت لا بدّ من الإشارة إلى أهمية الوقت من الناحية الروحّية، فالإنسان خُلق في هذه الحياة من أجل طاعة الله تعالى والابتعاد عمّا نهى الله تعالى عنه من المعاصي والذنوب، فلا بدّ للإنسان أن يستغلّ أيامه المعدودة التي يقضيها على هذه الأرض في ابتغاء مَرضاة الله تعالى، وأن يتحرّى الأوقات التي تكون فيها أجور العبادات مضاعفة كشهر رمضان المبارك، فالاستثمار الحقيقيّ للوقت يكون ببحث الإنسان عن السعادة في الآخرة، فكل عمل ابن آدم له وسيحاسَب عليه يوم القيامة إنْ خيرًا فخير، وإنْ شرًّا فشرّ.

3820 مشاهدة
للأعلى للسفل
×