مقام النبي إبراهيم

كتابة:
مقام النبي إبراهيم

وصف مقام سيدنا إبراهيم

يبعد مقام سيدنا إبراهيم -عليه السلام- عن بوابة الكعبة المشرفة الأمامية عشرة أمتار فقط، حيث يتكون المقام من حجر أثري، وهو الحجر الذي وقف عليه سيدنا إبراهيم منادياً الناس للحج، وما تزال آثار قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام في ذات الموضع حتى يومنا هذا، ويتخذ الحجر شكلاً مربعاً، لونه ممزوج بين الصفرة والسواد والبياض، ويبلغ ارتفاعه نصف متر تقريباً، تمت تغطيته بواجهة زجاجية مغطاة بالنحاس، بينما أرضيته رخامية.[١]

تاريخ بناء مقام إبراهيم

قدم إبراهيم -عليه السّلام- إلى مكّة ليلتقي بابنه إسماعيل -عليه السّلام-، فأخبر إبراهيم -عليه السّلام- ابنه أنّ الله تعالى قد أمره ببناء البيت الحرام، وقد استجاب إسماعيل لذلك فطفق النّبيان ببناء البيت محضرين الحجارة اللاّزمة لبنائه.[٢]

المقام هو الحجر الذي وقف عليه سيدنا إبراهيم عليه السلام عند بناء الكعبة؛ حيث أمره الله سبحانه وتعالى ببناء الكعبة، وساعدة ابنه إسماعيل في ذلك، فكان يحضر له الحجارة وسيدنا إبراهيم يبني، فلما أصبح البناء مرتفعاً جلب إسماعيل هذا الحجر ووضعه لسيدنا إبراهيم، فقام سيدنا إبراهيم ووقف على الحجر ودعا الله بأن يتقبل منهما.[٣]

قال -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيم)، وقد استخدم الحجر بعد ذلك في الإعلان للحجّ والعمرة بين النّاس.[٢]

فضل مقام إبراهيم

لمقام النبي إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- فضل كبير ومكانة عالية في الإسلام وعند المسلمين، وبيان فضل هذا المقام فيما يأتي:

  • أمر الله -تعالى- بالاهتمام به

حيث أمر الله -سبحانه وتعالى- المسلمين بأن يتخذوا مقام إبراهيم -عليه السلام- مصلىً لهم في الحج والعمرة؛ قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى).[٤]

وقال تعالى عنه أيضاً: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).[٥]

  • نادى سيدنا إبراهيم الناس في الحج وهو على المقام

حيث أمر الله -سبحانه وتعالى- النبي إبراهيم -عليه السلام- بالوقوف على الحجر ففعل، ثمّ سمح للناس بالحج،[٦] قال تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ* وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ).[٧]

  • المقام ياقوتة من يواقيت الجنة

حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن مقام إبراهيم -عليه السلام-: (إنَّ الركنَ والمقامَ ياقوتتان من الجنَّةِ، طمس اللهُ تعالى نورَهما، ولو لم يَطمِسْ نورَهما لأضاءَتا ما بين المشرقِ والمغربِ).[٨]

  • يسن للحاج والمعتمر الصلاة خلف المقام

يستحب للحاج والمعتمر بعد الطواف أن يصلي ركعتين خلف المقام، يقرأ في الركعة الأولى سورة الكافرون وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص، وذلك لما ثبت من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك، فعن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (قَدِمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ).[٩]

المراجع

  1. محمد محيي الدين حمادة، كتاب الركن الخامس، سوريا:دار اقرأ للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 194. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 46. بتصرّف.
  3. "مقام إبراهيم عليه السلام"، إسلام ويب، 28/8/2016، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2022. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:125
  5. سورة آل عمران، آية:96-97
  6. أبو بكر ابن العربي، كتاب أحكام القرآن لابن العربي ط العلمية (الطبعة 3)، لبنان:دار الكتب العلمية، صفحة 372، جزء 1. بتصرّف.
  7. سورة الحج، آية:26-28
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1633، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:395، صحيح .
3187 مشاهدة
للأعلى للسفل
×