مقام النبي شعيب

كتابة:
مقام النبي شعيب

مقام النبي شعيب

تعدد الأقوال في مكان مقام النبي شعيب -عليه السلام- وهي كما يأتي:

  • يقال إنّ قبر النبي شعيب -عليه السلام- يقع في مكة المكرمة،[١] غرب الكعبة المشرفة، وذلك بين دار الندوة وباب بني سهم.[٢]
  • قيل إنّه يقع في قرية خيارة الواقعة في طبرية.[٣]
  • يقال أيضا إنّه يقع في الأردن جنوب السلط.[٢]
  • قيل إنّه يقع في حطين وهي قرية تقع بين أرسوف وقيسارية،[٤] أو بين طبرية وعكا، وقيل إنّ حطين بحيرة تقع في أرض مصر بين الفرما وبلبيس يُصاد منها سمك الحطين.[٥]

مقام النبي شعيب في الأردن

نزولاً من جنوب مدينة السلط الأردنية، وتحديداً في منطقة وادي شعيب، يلاقيك مسجد حديث التصميم يوجد به قبر النبي شعيب؛ حيث يعتبر من أهم المواقع الأثرية الأكثر استقطاباً بالزوار.[٦]

كان قد أقيم حفل افتتاح مسجد الضريح برعاية الملك عبدالله الثاني بن الحسين في رمضان سنة 2003م؛ بحيث يحتوي المسجد على مصلّى يستوعب خمسمائة مصلٍّ من الرجال، ومئتي مصلّية من النساء، بالإضافة إلى ذلك توجد به قاعة متعددة الاستعمالات، ومكتبة، وسكن خاص بالمؤذن، وسكن آخر للإمام، وكذلك المرافق الصحية.[٦]

وكلّف مشروع المسجد الحديث تسعمائة وخمسين ألف دينار أردني، وتبلغ مساحة المسجد ألفي متر مربع؛ بحيث بدأ ضريح النبي من مبنى قديم يحتوي على غرفة مقامة فوقها قبّةٌ صغيرة داخلها مقام النبي شعيب، ثم تطوّر المشروع وأصبح موقعاً لجذب آلاف السياح سنوياً، تحديداً في شهر رمضان، ويوم الجمعة على وجه الخصوص، ومن أكثر الدول التي تتوافد إلى ضريح النبي شعيب دول شرق آسيا كباكستان وماليزيا وأندونيسيا.[٦]

التعريف بشعيب عليه السلام

هو شعيب بن ميكل بن شيجن بن مدين بن مديان بن إبراهيم الخليل،[٧] ولد -عليه السلام- في القرن السادس عشر قبل الميلاد، أصله من مدينة مدين التي تقع في أطراف الشام شمال غربي الحجاز في منطقة يُطلق عليها اسم البدع، كما قيل إنّ جدّته أو أمه بنت لوط -عليه السلام-.[٨]

وهب الله سبحانه وتعالى سيدنا شعيباً البلاغة في اللغة، والفصاحة في اللسان، والإقناع بأجمل العبارات للدخول في الإيمان، حتّى أطلق عليه "خطيب الأنبياء" و "الواعظ البليغ بين الأنبياء"،[٩] كما ورد اسم سيدنا شعيب عليه السلام في القرآن الكريم إحدى عشرة مرة، وقد ذُكر شعيبٌ في القرآن الكريم مثلما ذُكر كلٌّ من صالح وهود وإسماعيل ومحمد -صلى الله عليه وسلم-.[١٠]

دعوة شعيب لقوم مدين

أرسله الله تعالى إلى قوم مدين، لدعوتهم إلى الإيمان بالله -تعالى-، والابتعاد عن الغش في المكيال؛ حيث اشتهروا بالتجارة والزراعة، لكنهم سلكوا طريق الضلال والجحود، وتمادوا بالكفر والطغيان، وصدهم لشعيبٍ -عليه السلام-، وكانوا يعبدون شجرة الأيكة.[١١]

إضافةً إلى تطفيفهم الكيل والميزان، وحذّرهم شعيبٌ -عليه السلام- من الإشراك بالله -تعالى-، وما كان منهم إلّا التمادي في الباطل، والرد على شعيب -عليه السلام- ومن آمن معه بالطرد والعذاب، قال -تعالى-: (قالَ المَلَأُ الَّذينَ استَكبَروا مِن قَومِهِ لَنُخرِجَنَّكَ يا شُعَيبُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَكَ مِن قَريَتِنا أَو لَتَعودُنَّ في مِلَّتِنا).[١٢]

هلاك قوم مدين

وصل بقوم مدين أعلى مراحل الجحود؛ حيث خيّروا شعيب -عليه السلام- ومن آمن معه من الضعفاء بين الطرد والتشريد من ديارهم أو الرجوع إلى ديانتهم وعبادة الأشجار، وطلبوا منه بأن ينزل عليهم كسفاً من السماء إن كان من الصادقين.[١٣]

فأمر الله -تعالى- شعيباً -عليه السلام- بالخروج من مدين وكل من آمن معه، وأهلك قوم مدين بالصيحة،[١٣] قال -تعالى-: (وَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا شُعَيبًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَأَخَذَتِ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ).[١٤]

وفاة شعيب السلام

عاش شعيب عليه السلام قرابة مئة واثنين وأربعين عاماً، وتوفّي -عليه السلام- في القرن الخامس عشر قبل الميلاد في مدين، وقد دُفن في منطقة تُدعى وادي شعيب وسمّيت باسمه لوجود المقام فيه.[١٥]

المراجع

  1. علي الهروي (1423)، الإشارات إلى معرفة الزيارات (الطبعة 1)، القاهرة:مكتبة الثقافة الدينية، صفحة 27. بتصرّف.
  2. ^ أ ب الزركلي (2002)، الأعلام (الطبعة 15)، بيروت:دار العلم للملايين، صفحة 166، جزء 3. بتصرّف.
  3. مرتضى الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، الإمارات:دار الهداية، صفحة 245، جزء 11. بتصرّف.
  4. السمعاني (1382)، الأنساب (الطبعة 1)، حيدر آباد:مجلس دائرة المعارف العثمانية، صفحة 191، جزء 4. بتصرّف.
  5. عبد المؤمن عبد الحق (1412)، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع (الطبعة 1)، بيروت:دار الجيل، صفحة 411، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت "ضريح نبي الله سيدنا شعيب"، اللجنة الملكية لإعمار مقامات الأنبياء والصحابة، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2022. بتصرّف.
  7. محمد صديق خان (1412)، فتحُ البيان في مقاصد القرآن، بيروت: المكتبة العصرية ، صفحة 405، جزء 4. بتصرّف.
  8. علي بن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 138-139. بتصرّف.
  9. أبو بكر الدواداري، كنز الدرر وجامع الغرر، صفحة 226. بتصرّف.
  10. أحمد غلوش (1423)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 159. بتصرّف.
  11. حمود الرحيلي (1424)، منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام (الطبعة 1)، المدينة المنورة:الجامعة الاسلامية، صفحة 219، جزء 1. بتصرّف.
  12. سورة الأعراف، آية:88
  13. ^ أ ب أحمد غلوش (1423)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 165-170. بتصرّف.
  14. سورة هود، آية:94
  15. العماد الاصبهاني، البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان، صفحة 68. بتصرّف.
5349 مشاهدة
للأعلى للسفل
×