مقتطفات من رباعيات جلال الدين الرومي

كتابة:
مقتطفات من رباعيات جلال الدين الرومي

قلبك من سيقودك

تمتلئ رباعية (قلبك من سيقودك) بالقيم الصوفية مثل التشجيع على الزهد ونبذ التعلق بالعالم وترك الشهوات، وذلك للوصول إلى نقاء القلب، إذ يتحول الألم إلى دواء للخطايا وتطهير للإنسان منها، وتاليًا مقتطفات من الرباعية:

قلبك من سيقودك"
قلبك من سيقودك نحو عشق قلبك
روحك من سيحملك إلى عشق روحك
لا تتخلّ عن ذيل ثوب غمك
فهذا الألم سيأخذك نحو الدواء
وحيد أنت، إن كنت مع العالم بدوني
إن لم ترافق أحدًا وكنت معي، فأنت مع العالم
لا تتعلق بالعالم، كن أنت العالم
تصير عبدًا إن ارتبطت به للحظة
إن أذعنت للشهوة والرغبة
متَّ شقيًا بائسًا، فاعلم هذا
تنازل عن كل ذلك لترى جيدًا
لماذا أتيت، وإلى أين تذهب


أتعرف ما الليل

وفيمت يلي مجموعة من أشهر أقوال جلال الدين الرومي، يدعو فيها للتأمل واستغلال الليل في العبادة والخلوة إلى النفس، ومناجاة الله، فيقول:

أتعرف ما الليل؟
أنصت أيها الحكيم:
هو ما يميّز العشاق عن الغرباء،
خاصة هذا المساء،
حيث حل القمر بالدار،
إني ثمل والقمر عاشق والليل مجنون.


أتعرف ما الليل؟
لا تكن مكروبًا فقد جاء الفرح
واسِ الحزن فقد جاء الفرح
جناح ذبابة الغمّ قد كُسر الآن
عندما حط الهما فوق جبل قاف


أيها البشر الأتقياء التائهون

تلمّح الرباعية إلى فكرة الحلول الصوفية، إذ يقول جلال الدين الرومي فيها:

أيها البشر الأتقياء التائهون في هذا العالم
لم هذا التيه من أجل معشوق واحد
ما تبحثون عنه في هذا العالم
ابحثوا في دخائلكم فما أنتم سوى ذلك المعشوق


أولئك الذين احترقوا بنار الخريف

تعرف إلى تلك المجموعة من أِشعار جلال الدين الرومي، التي تظهر فيها ملامح الزهد، كما تشجع على التوبة، وتشف عن ممارسات صوفية مثل الدوران الصوفي، وتاليًا مقتطفات من الرباعية:

:أولئك الذين احترقوا بنار الخريف

:قد زهدوا في نعمة الربيع

:الآن نخيط الثياب الجديدة

:نعلم الدلال والدهاء

:يا من يجلس بقلبي، حان الوقت لأن تسكنه

:يا من يحطم عهد التوبة، حان الوقت لتحطيم العهد

:هذه الخمر الأرجوانية قد اكتست مثل هذا اللون

:حان الوقت لكي تنتقل من يد إلى يد مثل الوردة

:يضرب يداً بيد عندما يراني ثملًا

:يصيح: "قد نسي التوبة وصار ثملًا"

:توبتنا تشبه نفخ الزجاج:

:صعب صنعه، لكنه سهل الكسر

:في عشقي لك يتضح بطلان كل حيلة

:أراق الهجر دم قلبي: لقد ضاع

:لهذا الألم القادم منك، لا أريد أي دواء

:من يقدر على مداواته؟ ألمي لا يساوي شيئًا.

:هذه اللحظة التي أدور فيها حولك

:هي لي النديم والخمر والكأس والدور

:في هذه اللحظة التي يتجلى فيها جمالك

:روحي في ذهول، كموسى بن عمران.


لا رفيق سوى العشق

اشتهرت رباعية لا رفيق سوى العشق لجلال الدين الرومي كثيرًا، وهي من أطول رباعياته، وقد غناها مغنون كثر، وتتناول مواضيع متعددة، كما تعدّ زاخرة بالألفاظ الصوفيّة، وتاليًا مقتطفات منها:

طوال النهار والليل لحن
نير هادئ
لحن مزمار
لو خبا نذوي


النوم هذا العام ليس له سلطان
ربما الليل أيضا يكفُّ عن البحث عنّا
حين نكون على مثل هذا
محجوبين ما عدا في الفجر


يمتدّ هذا الليل حتى الأبد

وكأنه نار في بطن الرفيق تتّقد

أعرف صادقا أن هذا هو الهناءة

غافلًا أنه الأسى وافتقار الجراءة


مناخل هي الأيام كي تصفي الروح
تكشف النجس وكذا
تُبين النور لثلة يرمون
بهاءهم إلى الكون
لا رفيق سوى العشق


خرج جواد من مكان غير معروف
حملّنا حيث ذقنا هذا العشق
وحتى لم تعد نحيا كذلك. هذا الطعم

خمر، نستقيه على الدوام


باكرًا كي أستعد

حلَلتُ أربطة الساق

اليوم طيبكَ عرفانٌ

على الريح ينبت


هذا الهِبات من الرفيق كساءُ

من الجلد والعروق معلّم باطنيّ

أرتديها فأصبح طريقة

والشيخ القطُب مجاور


لا رفيق سوى العشق

طريق دون بدء أو نهاية

يدعو الرفيق هناك
ما الذي يمهلك حين تكون الحياة محفوفة بالمخاطر


ادّعيتُ أني أثِب

لأرى ما لو أمكن أن أحيا هناك

ذات يوم عليَّ حقا الوصول هناك

وإلا فإنّ العدم سيخلف حتى أصل


ههنا رجل مهيب

يعرض كاسًا من الخمرة، إن

تجلي القوة

فوق كما آمل ليس لي


دع العاشق خزيان أبله

اهلًا. العاقل

سوف يبلى الحوادث وهي تمضي لأسوأ

فدَع العاشق في كونه


سلوك نبي ومظهره

أرومتنا الباطنية، هذه الخصال

لامرأة لم تزل تحيا بنا

رغم أنها تختبي مما نصير عليه


لو أن روحا لديك، احتسبها
أرخ لها أن تعود بكلمة واحدة
من حيث جئنا الآن، آلاف من الكلمات
ونأبى أن ننصرف
هل الحياة لتفنى يهب الله أخرى؟


مجد المطلق! وسلم بامقيد
العشق نبع فانغمر
كل قطرة تنفصل عمر مستجد


لقد أوحى الله لمحمد

كان ابن الرومي واحدًا من أبرز الشعراء المتصوفين، الذين أوصوا في أشعارهم بضرورة مجالسة أهل الخير والصلاح والابتعاد عن أهل السوء، وقد وربط ذلك بوصية الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، إذ يقول جلال الدين الرومي:

لا تجالس إلا العشاق، وابتعد عن غيرهم
مهما أضاءت شعلتك العالم.
فالنار تموت بمرافقة الرماد.
إقرأ إن شئت قوله تعالى
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)


هذا الصباح

في رباعية (هذا الصباح) تذكير بالعودة إلى النفس والتأمل، لا سيما أن في الصباح تجلي للنفس ورمز لبداية جديدة، إذ يقول الرومي:

لا تترك هذا الصباح
لا تتركه يمر من غير أن تلقي نظرة على قلبك
فالذين نسوا قلوبهم في الصباحات
نسوا شمسهم التي لا تغيب


هذا الصباح، قطفت ورودًا من البستان
خشيت أن يلمحني البستاني
سمعته يخاطبني بكل رقة:
“ما الورود؟ سأمنحك البستان كله”.
4341 مشاهدة
للأعلى للسفل
×