التقوى مفتاح الجنة
التقوى أعظم ما يمكن أن يمنحه الإنسان لنفسه كي ينال درجةً رفيعةً عند الله تعالى، فالإنسان التقيّ يستحقّ رضا الله ورضا رسوله، ويستحقّ أن يكون من أصحاب الجنة.
فالله تعالى أعدّ للمُتقين جنّات النعيم، وجعل لكلّ من يتصف بها دعوات مُستجابة وحياة رائعة فيها الخير الكثير في الدنيا والآخرة، والتقوى تزيد مِن تعلُّق العبد بربه، ووصوله إلى أعلى الدرجات، فيكون إنسانًا نقيًا.
التقوى هي كنز الإنسان في حياته لأنّها تترك أثرها في القلب والوجه، فيُصبح نورًا على نور، والتقوى مُحيطٌ واسعٌ مليءٌ بالجواهر الثمينة التي لا تكون في شيء إلّا رفعت من قدره وقيمته، لهذا فإنّ التقوى سببٌ في زيادة الرزق وتجنُّب الوقوع في البلايا، وهي سببٌ في بركة العمر ونَيْل المحبّة في قلوب العباد، لأنّها تظهر في تصرُّف الإنسان وفي أخلاقه وإيمانه.
التقوى نورٌ للقلب
التقوى تغمر القلب بالنور والسرور وتجعله يُحلّق في فضاءات الرضا والاطمئنان الروحي والفرح برضا الله تعالى، والتقوى زاد المؤمن وطريقته للوصول إلى أعلى درجات الإيمان والسلام الداخليّ.
فمن أراد أن يكون مُترفعًا دومًا عن أوهام الدنيا عليه أن يكون تقيًا نقيًا لأنّ التقوى سببٌ في كلّ خير، فهي الغيث الذي يغمر القلب بالمحبّة الخالصة، وهي ممحاة للذنوب ومُطهّرة للقلب.
التقوى الحقيقية تكون مبنيّة قولًا وفعلًا، وأساسها سليم صحيح يخلو من النفاق أوأي مُحاولة لتحقيق سُمعة أمام الناس، لأنّ الإنسان التقي الوَرِع لا يهتمّ إلّا أن تكون نيته خالصة لله تعالى.
فالتقوى كنبع الماء الصافي الذي يتدفّق بالخير والعطاء اللامحدود، فيروي الفؤاد بالجمال، والنشاط، والحيويّة، والتقوى هي اللبنة الأساسيّة في بناء إيمان الإنسان وسعادته وقُربه من ربه.
التقوى صلة العبد بربه
التقوى هي المِعيار الذي يتفاضل فيه الناس يوم القيامة، فالله تعالى لا ينظر إلى صورة الإنسان بل إلى تقواه وقُربه من ربه، لهذا فإنّ أكرم الناس عند الله هُم الأكثر تقوى وصلاحًا.
فالتقوى تتغلغل في النفوس فتُطهّرها وتجعل منها نفوسًا قريبةً من خالقها ترجو رحمته وتخشى عذابه، فهي تجعل القلب رقيقًا يُفكّر في مرجعه لربه.
فضائل التقوى لا تُعَدّ ولا تُحصى، ولا يُمكن لأيّ شخصٍ أن يتذوّق حلاوة التقوى إلا إذا فهمها وأدرك معناها بالشكل الذي أمر به الله تعالى ودعا إليه الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
وهذا بحدّ ذاته يجعل التقوى تمامًا كالقمر الذي يثبت في قلب السماء ليلة البدر، ويراه الجميع لكن لا يتذوّق هذا الجمال إلا شخصٌ ذو بصيرة مُتفتّحة.
من أراد أن يعرف جيدًا الهدف من التقوى وفضلها وقيمتها، فعليه أن يفهم سبب خلق الله للإنس والجن، فالتقوى كالعطر الذي يجذب القلب فيجعله يشعر بالفرح الكبير بمُجرّد أن يستشعر قُرب الله تعالى ورضاه ورحمته، لهذا على كل شخص أن يدعو ربه بأن يكون من الأتقياء.