مقدمة تعبير وخاتمة

كتابة:
مقدمة تعبير وخاتمة

تعريف التعبير

التعبير هو الطريقة التي يصوغ بها الفرد أفكاره، وأحاسيسه، وحاجاته، وما يُطلب إليه بأسلوبٍ صحيح بالشكل والمضمون.[١] ويقسّم موضوع التعبير لعدّة فقراتٍ، فالفقرة هيّ تنظيم النّص وتقسيمه، وهو مصطلح ظهر حديثاً مع إختراع الطّباعة.[٢] أمّا إذا كانَ الموضوع خالٍ من المشاعر والأحاسيس فيسمّى مقال. ويعرف المقال بأنّه فكرة محددة تتناول موضوعاً بالبحث، يجمع الكاتب عناصره ويرتبها ويستخدمها بحيث تؤدي إلى نتيجةٍ معيّنة.[٣]


مجالات التعبير

تتنوع المجالات التي يمكن أن يتحدث فيها الكاتب في كتابته لموضوع التعبير، ومن هذه المجالات:[١]

  • المجال الإجتماعيّ: قد يلجأ الكاتب للتحدّث عن العادات أو العلاقات الإجتماعيّة في مختلف البيئات، كالتحدّث عن الصداقة، والوفاء، والتسامح، أو عن الأعراس، والحفلات الشعبيّة.
  • المجال العلميّ: فالبحوث والدراسات العلميّة حافلةً بالاكتشافات والاختراعات التي تسترعي الانتباه. فيمكن الكتابة عن الرحلات الفضائيّة، أو عن التقنيّات الحديثة كالهواتف والأجهزة المتطوّرة.
  • المجال الجغرافيّ: تتنوع المناطق الجميلة حول العالم، ويتشوّق النّاس للتعرّف عليها من خلال القراءة عنها. فالكتابة عن مناطق أثريّة أو طبيعيّة يكون موضوعاً زاخراً بالمتعة.
  • المجال التاريخيّ: في التاريخِ أحداثٌ وشخصيّاتٌ تركت أثراً كبيراً إلى يومنا هذا. فالتحدث عن المهاتما غاندي أو عن غزوة أحد مثلاً، يخلق موضوعاً قويّا وثرياً.
  • المجال الدينيّ: كالتحدّث عن الأنبياء، أو الأحداث زمن الرسول أو عن المناسبات الدينيّة كرمضان وعيد الفصح، وغيرها من الأمور الدينيّة، إسلاميّة كانت أم مسيحيّة.
  • المجال الوطنيّ والقوميّ: للتحدث عن مشاعر الحب، والانتماء للوطن، والقوميّة العربية.


بناء التعبير

يتكوّن موضوع التعبير من أربعة أجزاء مهمّة، لا يكتمل من دونها وهي: العنوان، المقدّمة، والعرض، والخاتمة. وعلى الكاتب أن يهتم بالأجزاء الأربعة حتّى ينتج تعبيراً مكتملاً وقويّا.

العنوان

يعدّ عنوان التعبير مفتاحاً لمحتوياته وموضوعه، وهو واجهة التعبير لذا يجب أن يكونَ ملفتاً ومثيراً. وبعض الكتّاب يفضلون كتابة العنوانِ بعد الانتهاءِ من كتابة الموضوع، حتّى تكون الفكرة لديهم قد اتضحت وحُدّدت معالمها.[٣] ومن الخصائص التي يجبُ أن تكونَ في العنوان:[٣]

  • محدّداً يعرف منه القارئ مضمون التعبير.
  • واضحاً لا يحملُ أكثر من معنىً.
  • مباشراً يؤدّي إلى الهدف.
  • بعيداً عن الغموض والتعقيد اللفظيّ.
  • أن يعالج قضيّةً واحدةً.
  • مختصراً.


المقدمة

إنّ المقدمة هي أوّل جزء يقوم القارئ بالإطلاعِ عليه، لذا يجب أن تكون ملفتة ومشوّقة، حتى تجذب انتباه القارئ وتشدّه للاستمرار بالقراءة. وتلخّص المقدمة موضوع التعبير، وتبيّن أساس الفكرة التي بني عليها، ويعتمد نوعها أو أسلوبها على المقصود العام للتعبير.[٣]


محتويات المقدمة

تتكوّن المقدمة من ثلاثة أقسام رئيسيّة، وهي:[٣]

  • جذب الانتباه: وتكون على شكل جملة أو جملتين في بداية المقدّمة، تخاطب القارئ بأسلوبٍ يجذبه، وقد تكون على شكل سؤالٍ أو تجربةٍ قد تحصل مع أغلب الأشخاص.
  • تحديد الهدف: يجب أن تحتوي المقدّمة على الهدف الرئيسيّ للتعبير بطريقةٍ موجزة وواضحة، بحيث تكتب جملتين تختصرانِ الموضوع عامةً، وعادةً ما تكون جملاً تذكر حقائقاً تعتمد على خلفيّة الموضوع، إذا كانَ علميّاً أو تاريخيّاً أو إجتماعيّاً أو غير ذلك.
  • تحديد مجال التعبير: وهي جملتين في نهاية فقرة المقدّمة تحتوي على المجال العام للموضوع.


العرض

يسمى صلب الموضوع، أو التعبير، وهو الجزء الّذي يتناول فيه الكاتب الفكرة الرئيسيّة بالتفصيل والتحليل والأمثلة، وعليه أن يربط بين المعلومات بطريقةٍ تُظهر الموضوع كوحدةٍ واحدة، وتختلف أساليب التعبير، فقد يبدأ الكاتب بعرض الأفكار المسلّم بها ثم يصل بالقارئ للأفكار الغريبة، أو العكس، كما يمكن أن ينتقل مع التخصيص إلى التعميم وبالعكس.[٣] ومن الخطوات التي تساعد على كتابة التعبير ما يأتي:[٣]

  • تحديد هدف التعبير: إنّ تحديد الهدف يساعد الكاتب لمعرفة طريقة كتابته للموضوع، وتحدد المخاطبينَ، وكيف يكتب لتوضيح الهدف.
  • النقاط الرئيسيّة: على الكاتب أن يضع المحاور الرئيسيّة التي يريد أن يتناولها في تعبيره، وتساعد هذه الخطوة على اختيار أهم الأفكار وتنظيم عرضها، فيرتب النقاط حسب أهميتها في العرض.
  • الاستعداد للكتابة: في أثناء الكتابة تعبر الكثير من الأفكار في رأس الكاتب، لذا عليه أن يضع بجانبه ورقةً فارغة، وينقل الأفكار التي تراوده مهما كان عددها أو درجة أهميتها وصلتها بالموضوع، فتُرصد الأفكار على شكل نقاط ملاحظاتٍ، يعادُ النظر فيها بعد الانتهاء من كتابة المسودّة، ليُختارَ منها ما يقوّي الموضوع ويثريه.


الخاتمة

تعتبر الخاتمة ملخّص للمواضيع التي ذكرت في التعبير، وتكون جملة مركّزة وموجزة وواضحة، تعطي للقارئ مجمل ما يريد التعبير إيصاله. وكما في المقدّمة تعتمد الخاتمة على نوع المقال لاستخدام الأساليب المختلفة، وقد تحتوي الخاتمة على نتيجةٍ أو تنبؤٍ أو اقتباسٍ أو توصية. والخاتمة تلعب دوراً رئيسياً في إيصال ما خُفي على القارئ، وقد تربط ما لم يستطع القارئ أن يربطه من معلوماتٍ وحقائق فتعطيه فهماً أكبر للموضوع.[٣]


خصائص الفقرات

حتى يظهر موضوع التعبير إحترافيّاً، وتجّنب البناء الضعيف فيه، هناكَ بعض السّمات التي إذا انتبه لها الكاتب أثناء كتابته للتعبير، تساعده لبناء فقرات جيّدة، وهي:

الوحدة والتجانس

ويُقصد بالوحدة والتجانس  بأن تكون جميع الفقرات في التعبير مرتبطة مع الفكرة الرئيسيّة للموضوع، فإذا كان الكاتب يتحدث عن موضوع متفرّع، قد تسقط منه جملة لا تندرج تحت المحور الرئيسي لما يكتب، فعليه أن يحذفها.[٢]


الترابط

يجب أن تكون الجمل في الفقرات مترابطة ومرتبة ترتيباً منطقيّاً، لأنّ عدم الترابط يسبب تشتيت القارئ، وعدم قدرته على استيعاب الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها.[٢]


السلاسة

عند كتابة الجمل يجب أن ينتبه الكاتب لاتصال الجمل مع بعضها البعض بطريقةٍ لا تقطع أفكار القارئ، بل تجعله يتحرك من جملةٍ لأخرى بكل يسرٍ وسهولة.[٢]


التعميم

يجب أن تكون صيغة الفقرات عامّة، فلا نستخدم أساليب المخاطبة كأنتَ، وأنتِ، ونحنُ. إلّا إذا كان موضوع التعبير عاطفيّ ويتطلب مخاطبة مباشرة للقارئ.[٤]


الدّقة والوضوح

فيجب أن تتجنب الجمل الغامضة، أو التي توصل المعلومة بطريقةٍ غير مباشرة، وأن تكون المعلومة دقيقة وموضّحة لأنّ على الكاتب مراعاة جميع أنواع القرّاء، وجميع المراحل العمريّة.[٤]


الكتابة السليمة

عند الكتابة باللغة العربيّة يجب الانتباه لسلامة اللغة، واستخدام علامات الترقيم، وخلوّ التعبير من الأخطاء اللّغويّة، والنحويّة، والصرفيّة. والانتباه لأسماء الإشارة، والأسماء الموصولة.[١]


طول الفقرة

يعتمد طول الفقرة على الفكرة المراد عرضها، فإذا كانت فكرة قصيرة يفضّل عدم الإطالة والتفصيل الذي يؤدي إلى الملل، كما يجب ألّا تكون الفقرة طويلةً في حالات الأفكار التي تحتاج شرحاً، لأنّ ذلك يؤدي للتشتت وضياع الفكرة الرئيسيّة، فيفضّل أن تشرح بطولٍ مناسب مع جمل إيضاحيّة موجزة ووافية.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت فهد خليل زايد (2009 )، الكتابة: فنونها وأفنانها ، الأردن  : المنهل ، صفحة 7،22،24،25.
  2. ^ أ ب ت ث ج أ.د نايف خرما، د. عبدالرؤوف مصطفى، د. سامي أبوزيد (2005 )، مهارات الكتابة العربيّة1: كتابة فقرة ، الأردن : دار الأسرة للنشروالتوزيع، دار عالم الثّقافة ، صفحة 17،20،21،22 .
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د د. عبدالرؤوف مصطفى، د. سامي أبوزيد (2005)، مهارات الكتابة العربيّة2: كتابة المقالة دار الأسرة للنشرو التوزيع، دار عالم الثّقافة الأردن 2005 ، الأردن : دار الأسرة للنشر والتوزيع، دار عالم الثّقافة ، صفحة 22،35،36،49،51-56. بتصرّف.
  4. ^ أ ب Vivien Perutz (2010), A Helpful Guide to Essay Writing , England : Anglia Ruskin university, Page 20،21.
7762 مشاهدة
للأعلى للسفل
×