مقدمة خطبة عن رمضان

كتابة:
مقدمة خطبة عن رمضان

مقدمة خطبة عن رمضان

هذا المقال يتضمن مقدمة خطبة عن استقبال رمضان وأخرى عن وداعه، وهي مقدمات مناسبة لخطب الجمعة والمواعظ والدروس.


مقدمة خطبة عن استقبال رمضان

الحمد لله، ثم الحمد لله، الحمد لله الذي كتب على عباده الصيام، وأجزل فيه العطايا والإنعام، وجعله سبباً لتحقيق التقوى والتّخلص من الآثام، فقال -عزّ مِنْ قائل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[١] نحمده ونستيعنه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليّاً مرشداً.


وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أكرم عباده بمواسم الطاعات، وتفضّل عليهم بفيض البركات، "فالله الله عباد الله، اغتنموا شهر المتاب وما وعدكم فيه ربّكم من جزيل الثواب، ومن العفو عن الأوزار وعتق الرقاب، إنّه شهر أيامه مطهرة من دنس الآثام، وصيامه أفضل الصيام، ولياليه أنور من الأيام، وقيامه أجلُّ القيام".[٢]


وأشهد أنّ محمداً عبد الله ورسوله، وصفيّه من خلقه وخليله، خير مَن صلّى وحجّ وزكّى وصام، صام رمضان فأحسن الصيام، وقامه حقّ القيام، بلّغنا عن رب العالمين فقال: (يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: الصَّوْمُ لي وأنا أجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وأَكْلَهُ وشُرْبَهُ مِن أجْلِي)،[٣] فاللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمدّ صاحب الخُلق العظيم والقدر المَهيب، صلاةً ننال بها شفاعته يوم لقائك يا رب العالمين.


مقدمة خطبة عن وداع رمضان

الحمد لله، ثم الحمد لله، الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، وتُختتم الطيّبات، ها هي الأيام -عباد الله- تمضي مُسرعات، بالأمس كنّا نستعدّ لاستقبال شهر رمضان بمزيد الطاعات والقُربات، وها نحن اليوم نقف على أعتاب النهايات؛ فاختم اللهم بالصالحات أعمالنا، وتقبّل صيامنا وقيامنا ودعاءنا، واغفر لنا تقصيرنا وزلّاتنا.


وأُصلّي وأُسلّم على سيدنا محمد صلاةً تنفعنا في الحياة وبعد الممات، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تنجينا بها من جميع المصاعب والمُلمّات، وترفعنا بها عندك أعلى الدرجات، وننال بها بها شفاعته (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)،[٤] برحمتك يا أرحم الراحمين.


وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة حق وصدق، عليها نحيا وعليها نموت، وعليها نلقى الله -عزّ وجلّ- يوم القيامة، وأشهد أنّ محمداً عبد الله ورسوله، وصفيّه من خلقه وخليله، خير نبيٍّ اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحقّ، ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون.


رُوِي أنّ الحسن البصري -رحمه الله- مرّ بقومٍ يضحكون، فوقف عليهم وقال: "إنّ الله -تعالى- قد جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه بطاعته، فسبق أقوام ففازوا، وتخلّف أقوام فخابوا؛ فالعجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه المسارعون وخاب فيه الباطلون، أما والله لو كُشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته".[٥]

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:183
  2. ابن الجوزي، بستان الواعظين ورياض السامعين، صفحة 214. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7492.
  4. سورة عبس، آية:34-36
  5. أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، صفحة 236.
12821 مشاهدة
للأعلى للسفل
×