مقدمة عن الخلفاء الراشدين للإذاعة

كتابة:
مقدمة عن الخلفاء الراشدين للإذاعة

مقدمة عن الخلفاء الراشدين للإذاعة

عند كتابة مقدمة عن الخلفاء الراشدين لا بدّ من ذِكر أنّ لقب الخلفاء الراشدين أطلق على الصحابة الأربعة: أبي بكر الصدّيق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان -رضي الله عنهم-؛ وذلك لأنّهم خلفوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان لهم شرف قيادة الأمة الإسلامية بعده، وقد كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- رفيق النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو أول الخلفاء الراشدين، واسمه قبل الإسلام عبد الكعبة، وسماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عبد الله، واسمه أيضًا عتيق؛ لأنه كان حسن الخلقة.

ولأنّ الله -سبحانه وتعالى- أعتقه من النار، وأطلق عليه اسم الصديق لأنّه صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وآزَرَه، وكان أبو بكر الصديق رقيقَ القلب وعطوفًا، يشفق على الضعفاء والمساكين في مكة، وقيل إنّه كان يعتق العبيد ويشتريهم ويعتق نساء ورجالًا إذا أسلموا، فقال له والده: أي بني أراك تعتق رجالًا ضعافًا فلو أنك تعتق رجالًا جلدًا يقومون معك ويدفعون عنك، فقال أبو بكر الذي كان محتاجًا للمال بسبب ضعف قبيلته: يا أبت أنا أريد ما عند الله، وله موقف رائع مع الصحابي الجليل أسامة بن زيد حين ذهابه للقتال وذهب أبو بكر ليودعه وكان أسامة راكبًا على جواده، وكان أبو بكر يسير بجواره على قدميه، وكان عمر أسامة بن زيد حينها دون الثامنة عشرة سنة، وقد بلغ أبو بكر الصديق الستين من عمره في ذلك الوقت، قال أسامة: يا أبا بكر، إما أن تركب وإما أن أنزل فقال أبو بكر: لستَ بنازل، ولستُ براكب، وما عليّ أن أُغبّر قدمي في سبيل الله ساعة.

أما ثاني الخلفاء الراشدين فهو الصحابيّ الجليل أبو حفص عمر بن الخطاب الملقب بالفاروق، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، كان ضخم البنية، قويًّا، ذا هيبة ووقار، زاهدًا، عادلًا، رحيمًا، وعالمًا فقيهًا، واتصف أيضًا بالحكمة في القول، وسيدنا عمر بن الخطاب هو مؤسس التقويم الهجري، وقد توسعت الدولة الإسلامية في عهده حتى شملت كامل خراسان، وقد حافظ على تماسك الدولة الإسلامية ووحدتها، فكان بذلك رجل الدولة المحنك ذا البراعة والحكمة في الحكم، واستلم زمام الخلافة بعد الخليفة عمر بن الخطاب الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الملقب بذي النورين، حيث إنّه تزوّج من ابنتَيْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهما رقية وأم كلثوم، ومن صفاته: الحياء والكرم والعفة والحلم.

وقد كان الخليفة علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه ورضي عنه- رابعَ الخلفاء الراشدين، وهو أول من أسلم من الصبيان، وعمره آنذآك عشر سنوات، وهو واحد من العشرة المبشرين بالجنة، وقد تزوج السيدة فاطمة بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأنجب منها الحسن والحسين حفيدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد سار الخلفاء الراشدون جميعهم على نهج الرسول -صلى الله عليه وسلم- خُلقًا ومعاملة، فنشروا الخير والمحبّة في أرجاء الدنيا.

5606 مشاهدة
للأعلى للسفل
×