مقدمة عن الطبيعة
كتابة مقدمة عن الطبيعة تعني الكتابة عن الجمال الربّاني الطبيعي الذي يتجلّى في مخلوقات الله تعالى في كلّ وقت، فالطبيعة مخزن الأسرار والدهشة والجمال، وهي الفضاء الأرحب للحياة، وهي الأشجار والخضرة والوديان والأزهار، وهي البحر بكلّ ما فيه من روعة وسحر، وهي الجبال بكلّ ما فيها من شموخٍ وارتفاع، والسماء المرصعة النجوم والأقمار وهي الأشجار الباسقة الملهمة، والحيوانات والطيور وغير ذلك الكثير مما تجود به الطبيعة على الناس من جمالٍ رباني أودعه الله تعالى فيها، فالطبيعة هبةٌ ونعمة كبيرة، وأسلوب حياةٍ مثالي يمنح النفس الكثير من البهجة، ويشحنها بالطاقة الإيجابية التي لا تخبو أبدًا، كما تخلصها من الطاقة السلبية.
كتابة مقدمة عن الطبيعة تجعل النفس تحتار في وصفها، فالطبيعة موجودة في كلّ شيء، وتفرض سطوتها في جميع الأوقات والفصول، كما أنّ لها خصوصيّة معيّنة في كل موسمٍ من مواسمها، فالطبيعة في الصيف غير الطبيعة في الشتاء، وغيرها في الربيع والخريف، ففي الصيف تبدو الطبيعة سخيّة ناضجة، تمنح الدفء والحياة وتبث المرح بين جميع المخلوقات، وتمنح الشعور بالنشاط والصخب.
أما في الخريف فتكون الطبيعة في أشدّ لحظات سكونها، حيث تبدل ثوبها بثوب الخريف الأصفر، لتعلن بهذا مرحلة الكُمُون والهدوء الرائعة التي تأخذ فيها كلّ موجودات الطبيعة استراحة المحارب، أما في الشتاء، فتبدو الطبيعة شرسة ومتمردة ببردها ورياحها، وفي الربيع لتعود لترتدي أجمل ما لديها من أثواب، فتزهر الحقول وترتدي الأشجار خضرتها، وتعود الحياة الوادعة إليها.
الطبيعة عالمٌ متكاملٌ من السحر والإلهام، فهي أكبر ملهمٍ للإنسان، ومن عاش متأملًا فيها أصبح شاعرًا لا محالة، كما أنّ الطبيعة هي المعلم الأول للإنسان؛ لأنه يعيش فيها منذ أول يومٍ في حياته، ويتعلّم منها طرق العيش، وهو أيضًا جزءٌ لا يتجزأ منها، يؤثر فيها ويتأثر فيها أيضًا، ولهذا فإنّ للطبيعة حقٌ كبير على الإنسان يجب أن يؤديه، وعليه أن يقوم بواجبه نحوها على أكمل وجه، وأن يكفّ عن التخريب والعبث بموجوداتها، خصوصًا أن البعض يستغل موجودات الطبيعة بطريقة مؤذية، مما يُسبب تراجعها نحو الأسوأ، فالطبيعة أمانة في أعناق الجميع.
وقد أمر الله تعالى ورسولُه -عليه الصلاة والسلام- بعدم المساس بالطبيعة بطريقة الأذى، وأمر بزراعة الأشجار وعدم تلويث الماء والهواء والتراب وقتل الحيوانات دون حاجة، وفي الوقت الحاضر أصبحت الطبيعة تنال اهتمامًا عالميًا، وتُعقد المؤتمرات لأجل الحفاظ عليها من أي أذى، وهذا أقلّ ما يمكن تقديمه لأجل الحفاظ عليها وفرض العناية بها.