مقدمة عن العقيدة الواسطية

كتابة:
مقدمة عن العقيدة الواسطية


تعريف بمؤلف الكتاب

هو أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني، المشهور بابن تيمية، صاحب التصانيف الكثيرة المشتهرة، يعتبر من أشهر من دعا إلى مذهب السلف ودافع عنه، وهو من أكثر العلماء إثارة للجدل العلمي على مر العصور، لقب بشيخ الإسلام، ولد سنة (661)، وتوفي رحمه الله سنة (728هـ).[١]

سبب تأليف الكتاب

وسبب تأليف رسالته الواسطية أن قاضي واسط رضي الدين الواسطي؛ شكا حال الناس في بلادهم من غلبة الجهل والظلم، وقلة دروس الدين والعلم في دولة التتار، وطلب من الشيخ أن يكتب له عقيدة يستند الناس عليها، وكرر عليه الطلب بعد اعتذار عن ذلك، حتى وافق وكتبها في مجلس واحد، وهو قاعد بعد العصر وكان ذلك قبل سنة (699هـ).[٢]

ميزات العقيدة الواسطية

لهذا الرسالة على صغر حجمها ميزات تجعلها من أنفع الكتب المختصرة المؤلفة في اعتقاد السلف، ومن هذه الميزات:

  • صغر حجمها مع اشتمالها على أكثر أبواب الاعتقاد؛ الذي كان عليه سلف الأمة في صدر الإسلام بعبارات بينة واضحة.[٣]
  • استنادها في كل فصولها وعباراتها إلى كتاب الله -عز وجل-، وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وإجماع أهل العلم من سلف الأمة.
  • لم تكن هذه العقيدة منقولة عن إمام معين، أو مذهب محدد لتنسب إليه دون غيره، بل استقرأ صاحبها رحمه الله ما كان عليه الصحابة -رضي الله عنهم-، ومن تبعهم من أئمة التابعين، ودونه مختصراً في هذه الرسالة، فهي تمثل اعتقاد سلف الأمة كلهم.
  • اشتمالها على أكثر أبواب الاعتقاد على صغر حجمها، فقد تطرقت إلى اعتقاد السلف في الأسماء والصفات وأركان الإيمان، مروراً بمسائل القدر واليوم الآخر والاعتقاد في القرآن، ثم تطرق إلى أصول السلف التي بنوا عليها اعتقادهم ومنهجهم في الاستدلال، فكانت جامعة لأبواب الاعتقاد وأصول الاستدلال عليها.
  • تكاثر الثناء عليها والاعتناء بها من أهل العلم الكبار؛ من زمن ابن تيمية -رحمه الله تعالى- إلى عصرنا هذا، فما زالت تُقرأ على الطلاب في أول تحصيلهم، وتشرح لهم، مع التعليق عليها والترغيب بدراستها واعتقاد ما فيها، وقد أُلِّفت حولها العديد من الشروح والتعليقات.
  • سهولة عباراتها ووضوحها وقربها من الفهم، بخلاف كثير من كتب الاعتقاد؛ التي بناها أصحابها على مذهب أهل الكلام محاولين مناقشة تفاصيل مسائلها؛ بعبارات تحتاج إلى كثير من التركيز حتى تفهم على الوجه المراد، وسبب ذلك أن العقيدة الواسطية من كثرة الأدلة فيها تكاد تكون كلها من كلام الله -عز وجل-، وكلام النبي -صلى الله عليه وسلم- مع تعليقات يسيرة وترتيب للأدلة تحت عناوينها المناسبة؛ تجعل مقاصد الآيات أو الأحاديث التي سيقت من أجلها واضحة بينة الدلالة، لا يعسر فهمها على عربي، ولا يجد قارئها التكلف في عباراتها، فهي صالحة للقراءة والحفظ والتدريس والشرح.

المراجع

  1. الزركلي (2002)، الأعلام (الطبعة 15)، صفحة 144، جزء 1. بتصرّف.
  2. خالد المصلح، شرح العقيدة الواسطية، صفحة 2. بتصرّف.
  3. ابن عثيمين، شرح العقيدة الواسطية، صفحة 5. بتصرّف.
3958 مشاهدة
للأعلى للسفل
×