مقدمة عن أهمية حقوق الطفل
الأطفال كالبراعم الصغيرة التي تحتاج الرعاية والاهتمام حتى تنمو ويشتد عودها، ومعاملة الطفل تختلف عن معاملة البالغ الراشد، فالأطفال يرون العالم بعيونهم البريئة، ويرسمون الصورة الوردية لهذا العالم في مخليتهم.
بالمقابل فإن هذه البراءة وطيبة القلب التي يحملونها تحتاج بالغ المدارة، وقلبهم الصغير يحتاج الاهتمام الكبير حتى لا تغتال المحبة من قلوبهم ويسرق البريق من أعينهم، وتدفن البسمة في طيات الزمان
أشعار عن الطفولة
ومن هنا استعمل الشعراء والكتاب براءة الأطفال لوصف كل ما هو لطيف وجميل فتسابقوا لكتابة شعراً عن الطفولة ومن ذلك قول عائض القرني:
سلامٌ على عهد الطّفولة إنّه
- أشد سرور القلب طفلٌ إذا حبا
ويا بسمةَ الأطفال أي قصيدة
- توفِّي جلال الطّهر ورداً ومشربا
فيا ربّ بارك بسمة الطّفل كي نرى
- على وجهه الرّيان أهلاً ومرحباً
ويا ربِّ كفكف دمعه برعاية
- ولطفك بالجسم الصّغير إذا كبا
وحبّبه للأجيال تحضن طهرَه
- وتقبس منه الطّهر عطراً مطيبا
ويا رب في بيتي عصافير دوحة
- فقلبي من خوف الفراق تشعّبا
والأطفال هم فلذات أكباد أهلهم الذين يقدمون الغالي والنفيس في سبيل سعادة أبنائهم وهم الدواء الذين ينجع حين لا ينفع طبيب ولا ينفس الكرب صديق وما أحسن الشاعر حين قال فأجاد:
أنزلني الدهـرُ على حُكْمِـه
- مـن شامخٍ عـالٍ إلى خـَفْضِ
وغالني الدهرُ بوَفْرِ الغِنى
- فليس لي مالٌ سوى عِرْضي
أبكانيَ الدهــرُ، ويا رُبَّمـا
- أضحكني الدهرُ بما يُرْضـي
فما من إنسان يطاوعه قلبه على جرح كبده، وأي إنسان يؤذي طفلاً فليتذكر أنّه يستأصل كبد غيره بفعله هذا.
معنى حقوق الطفل
لا يختلف اثنان على معنى حقوق الطفل، وهي كل ما يحتاجه الطفل لعيش طفولته سعيداً، بعيداً عن المشكلات التي قد تنكد عليه حياته وتنغص عليه آيامه، فحقوق الطفل هي الأمور التي تلبي نموه الطبيعي، وتشبع تعطشه للحنان، وتشفي عليله من الحاجات النفسية.
أمثلة على حقوق الطفل
أهم حقٍ من حقوق الطفل هو العيش بأمان بعيداً عن ضجيج الحروب والنزاعات؛ فأي أمرٍ يدفن براءته حيةً أكثر من عيشه بين البنادق؟ يستيقظ على صوت تفجير وينام على قعقعة جنازير الدبابات، فإذا تمَّ له العيش بأمان كان من أوجب حقوقه بعدها العيش في كنف والديه الذين هما أحرص الناس على سعادته وراحته.
ومن اقتلع الطفل من حضن والديه كان كمن يقطف الزهرة الموردة الفواحة ليرميها على الأرض يتركلها لجور الزمان لكي تذبل بشاشتها، فإن عاش في كنف والديه كان من حقه عليهما تأمين المسكن المناسب الذي يحميه من برد الشتاء ويقيه من حر الصيف.
بالإضافة إلى تأمين الغذاء الصحي الذي يشتد به عوده ليجعله يخترق أيام الزمن بعيداً عن الأمراض، فإن طرأ عليه مرض من الأمراض التي تجعله طريح الفراش ساكن الجوارح كان لازماً عليهما تأمين البيئة الصحية التي ترد عليه روحه، وتأمين الدواء الذي يساعده على مقاومة الداء.
ثم إنه إذا بلغ سن الالتحاق بالمدرسة كان حقه المقدس حصوله على حق التعليم الذي يبعد الجهل عنه ويؤهله لنيل الخبرات المناسبة ليواجه بها مستقبله، ومن حقوقه الهامة حق اللعب؛ حيث إنّ اللعب هو وسيلة الأطفال لإطلاق العنان لأرواحهم الصغيرة لتحلق خارج حدود هذا الزمان، وتعود لتعانق النسمات العليلة وقطرات الندى العذبة.
